ليس عارضاً عاصفاً… بل أخطر!

لم يعد مهماً التنقيب عن أسباب انزلاق الثنائي الى هذا الانفجار ولا التدقيق في المسببات الخارجية الأكثر رجحاناً في إشعال عصبيته من الدوافع الداخلية، بل ما يعني أكثر التدقيق في المسار الذي يزج به خطاب متوتر مقترن بالمضيّ المتوقع في تعطيل انتخاب رئيس الجمورية والى أين سيمضي لبنان في ظل ثقافة سياسية لفريق متحكم مسيطر لم يعد يقبل بالبديهيات الطبيعية للأصول الديموقراطية المتعارف عليها.
نقول “الانزلاق والزج” لأنه بخلاف المراحل التي شهدت عنفاً دامياً واغتيالات وأحداثاً أمنية درامية، لم يتطور الواقع السياسي والدستوري الى حدود “تحريم” أي فريق لبناني للعبة والأصول الديموقراطية على النحو الذي “يحرم” ترشيح مطلق شخص في مواجهة مرشحه كما يحصل الآن. هذا التطور يشكل في دلالاته الأبعد والأعمق من مجرد تعبئة طائفية ومذهبية أحادية منذرة بإشعال انقسام بدأ فعلاً وسيمضي تصاعدياً، نذير ديكتاتورية حزبية مذهبية لم يتمكن الوصيّ السوري نفسه في أشد مراحل الظلامية على لبنان من فرضها فراح يتلاعب بالتعددية الطائفية ولو صورياً لتمديد وصايته ونجح في الكثير من الحقبات في قطف ثمارها.
يتعيّن على “الثنائي” أن يصل الى نقطة يدرك فيها أن تجاوز كل الخطوط الحمر القاتلة لا يقيم أمام اللبنانيين سوى مشهد الانقلاب المتدحرج الفاشل سلفاً الذي يراد له أن يحكم بسياسات أحادية فاقعة، وإلا فليفسّر للناس معنى معزوفة هالكة يدعو فيها الى “التوافق والحوار” بمعنى استسلموا لنا!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook