آخر الأخبارأخبار دولية

متظاهرون ينددون بـ”تجاوزات الشرطة” بعد وفاة شاب أثناء احتجازه


شهدت عدة مدن في موريتانيا بداية الأسبوع الفائت، مظاهرات عنيفة أدت إلى سقوط قتيل على الأقل. واندلعت هذه الاحتجاجات بعد وفاة شاب أسمر البشرة يدعى عمر ديوب، بعد إيقافه من قبل شرطة نواكشوط في الليلة الفاصلة بين يومي 28 و29 أيار/ مايو الماضي. ولكن حسب عدد من السكان تواصل معهم فريق تحرير مراقبون، فإن جذور موجة الغضب أعمق بكثير، وأن الأمر بلغ أشده لدى السكان بسبب تصرفات الشرطة بشكل عام.

نشرت في: 06/06/2023 – 15:32

تم إيقاف الشاب عمر ديوب من قبل الشرطة الموريتانية في حي سبخة بالعاصمة نواكشوط في الليلة الفاصلة بين يومي 28 و29 أيار/ مايو الماضي، قبل أن يتوفى بعد بضع ساعات.

وأدت وفاته إلى احتجاجات عارمة منذ يوم 29 أيا/ مايو، في نواكشوط وعدة مدن أخرى على غرار نواذيبو وبوغي.

 

“لقد صرخنا من أجل المطالبة بالعدالة لعمر ديوب”

أمادو (اسم مستعار) هو طالب جامعي شارك في مظاهرات 30 أيار/ مايو الماضي في حي سبخة نواكشوط حيث تم اعتقال الشاب عمر ديوب. وفضل أمادو عدم ذكر هويته الحقيقية خوفا من ملاحقات قد تطاله، حيث يقول:

لقد صرخنا ورفعنا أيدينا من أجل المطالبة بالعدالة لعمر ديوب. لكن قوات الأمن بدأت في إطلاق عبوات الغاز المسيلة للدموع عندما بدأنا في الاقتراب من قسم الشرطة حيث كان معتقلا. وهو ما جعل عدد من المحتجين يردون برمي الحجارة. وبدأ عدد من المحتجين في الجري في كل حدب وصوب. وهو ما جعلني أفضل الابتعاد عن المكان.

بعد ذلك، حاولت الوصول إلى قسم الشرطة من طريق آخر مع شبان آخرين. بقيت هناك لمدة تصل لساعة حيث صرخت “عدالة”. ورغم عدم إطلاق رجال الأمن لعبوات الغاز المسيلة للدموع في ذلك المكان، كان الوضع محتقنا بين الأمن والشباب الأصغر سنا. رأيت نساء ومراهقين يتعرضون للضرب.

في غضون 24 ساعة بعد وفاة عمر ديوب، قدمت قوات الأمن الموريتانية روايتها للأحداث على فيس بوك: حيث أكدت أنها شرطيين رأوا شبابا يتعاركون بينهم ثلاثة كانوا يبرحون عمر ديوب ضربا والذي كان “شبه فاقد للوعي” بسبب تناوله كمية من “المؤثرات العقلية”. وحسب الأمن الموريتاني، فقد فر الأشخاص الثلاثة وهو ما جعل رجال الأمن يقلون عمر ديوب إلى قسم الشرطة بمنطقة سبخة نواكشوط حتى يتم إنهاء التحقيق. ودائما حسب جهاز الشرطة، وبعد مرور ساعتين، اشتكى عمر ديوب من معاناته من الاختناق وهو ما جعلهم ينقلونه إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد وقت قصير.

في المقابل، رفض أقارب عمر ديوب رواية الشرطة للأحداث. إذ حسب هؤلاء، لم يكن الأمر متعلقا بمشاجرة أو “المؤثرات العقلية”، ولكن بعملية إيقاف دون سبب واضح، وتوجيه ضربات أدت إلى وفاته، وهي الرواية التي يتداولها المتظاهرون أيضا.


عجلات محترقة تم تكديسها في الطريق وسط سحابة دخان سوداء في حي البصرة في نواكشوط، 29 أيار/ مايو 2023. مقطع فيديو أرسله أحد السكان لفريق تحرير مراقبون.

 

“لقد سئمنا من تجاوزات السلطة التي تمارسها الشرطة”

يردف أمادو (اسم مستعار) قائلا:

خرجت للتظاهر لأنني أعتقد أن رواية الشرطة للأحداث لا تتطابق مع ما حدث بالفعل: نريد معرفة الحقيقة. إضافة إلى ذلك، وصفت الشرطة المتظاهرين بأنهم منحرفون [فريق التحرير: في بيانها على فيس بوك، تحدثت الشرطة عن “عدد معين من الأجانب” الذين شاركوا في أحداث الشغب وهو ما يتعارض “مع مقتضيات قوانين الهجرة ونظم الإقامة”.

بصفة عامة، سئمنا من تجاوزات السلطة التي تمارسها الشرطة. كلنا كنا ضحايا للانتهاكات. في كل مرة يعترضنا رجال الشرطة، ندعي الله حتى لا يقع تفتيشنا. وذلك لأنه في صورة حملنا لمبلغ مالي، فإنهم سيمارسون أساليب شتى لافتكاك كل شيء منا، وعندما نرفض يتم اقتيادنا إلى مركز الشرطة حيث يتم تعذيبنا.

في آخر مرة تعرضت فيها للتفتيش، وكان ذلك قبل بضعة أشهر، كنت في السيارة مع أصدقائي. إليكم مثالا آخر، في سنة 2019، حصلت على رخصة من محافظة المنطقة لنصب كشك. ولكن حال الانتهاء من نصب الكشك، جاء لي شرطيان ليقولا لي إن رخصتي لم يتم توقيعها من الشخص المناسب. وطلبوا منه سحب الكشك واللحاق بهم إلى مركز الأمن. وعندما ذهبت إلى هناك، طلبوا مني دفع مبلغ يعادل ما قيمته 50 يورو حتى يسمحوا لي بالذهاب في حال سبيلي. في الأخير، تمكنت من الخروج بفضل تدخل محافظ الشرطة.

لا أريد العيش في بلد نحمي فيه رجال الشرطة عوض حماية الناس.

وحسب اثنين من سكان نواكشوط اتصل بهم فريق تحرير مراقبون فرانس24، فإن الغضب المستمر حاليا يعود أيضا إلى وفاة الناشط في مجال  الدفاع عن حقوق الإنسان سوفي ولد جبريل ولد شاين أيضا في مركز شرطة في شهر شباط/ فبراير الماضي، بعد أن تعرض لاستجواب عنيف حسب تأكيد عائلته.

بالنسبة إلى البعض، فإن المظاهرات الأخيرة تفسر أيضا بالتمييز الذي يشعر به السكان من أصحاب البشرة السوداء في البلاد. ويعيش في موريتانيا نحو 4 ملايين نسمة بينهم بيض وسود وقبائل أفريقية من إثنيات مختلفة. وبالرغم من إلغاء الرق منذ سنة 1981، إلا أن العبودية تحافظ على أثرها إلى حد اليوم.

تحقيق في الملف

وأكد المدعي العام المكلف بالتحقيق في وفاة عمر ديوب، أنه تم استجواب رجال الأمن المعنيين بالملف في انتظار صدور تقرير الطبيب الشرعي.

وأودت الاحتجاجات بحياة شخص على الأقل في منطقة بوغي.

وبعد ثلاثة أيام من الاضطرابات، هدأت الأمور الخميس 1 حزيران/ يونيو الجاري بعد قطع شبكة الإنترنت من الجيل الثالث والرابع، لمنع تداول المعلومات بشأن الاحتجاجات. وتم نشر قوات أمنية أيضا في عدة أحياء من العاصمة، حسب أحد السكان الذي تواصل مع فريق التحرير.

 

حررت المقال: كلوي لوفرنييه


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى