آخر الأخبارأخبار محلية

البطريرك يسعى… هل ينجح في ابعاد سياسة المحاور وفرض الحوار؟


بعد الزيارتين الأخيرتين اللتين قام بهما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى كل من روما وباريس، يبدو واضحا ان حراكا رئاسيا جديدا بعيدا عن الحراك السابق الذي اعتمدته بكركي سينطلق في أكثر من اتجاه.

فقبل أشهر من اليوم، اعلنت البطريركية المارونية ولو بطريقة غير رسمية ان اي حلول رئاسية ارضية باتت شبه مستحيلة في ظل التمترس الحاصل بين الأفرقاء السياسيين في لبنان، لذلك لجأت الى سلاحها الاول والأقوى وهو الصلاة، داعية لخلوة روحية في “بيت عنيا” في حريصا، نتج عنها وحتى الساعة مشاركة نواب الأمة المسيحيين في القداس الالهي الذي نقل عبر شاشات التلفزة لا غير.

اليوم، ومع استمرار بكركي في صلاتها التي من غير الممكن ان تتخلى عنها، رأى سيد الصرح انه لا بد من اقتران الصلوات بالاعمال من جديد، فانطلق نحو العاصمة الكاثوليكية  ونحو “الأم الحنون” ومن ثم عاد الى لبنان المأزوم ليطلق العنان من جديد لمفهوم الحوار والتواصل والانفتاح، وهو عنوان لطالما شدد عليه الراعي منذ تنصيبه بطريركا على الكرسيّ الانطاكيّ المارونيّ، اذ انه صاحب شعار “شركة ومحبة” الذي قد يكون تطبيقه المفتاح الأبرز لحلّ المعضلة الرئاسية في لبنان.
من هذا المنطلق كانت الاجتماعات الخارجية التي قام بها البطريرك، حيث لجأ الى محبي لبنان من دون اي مواربة او خجل وبصراحة وعلانية، حين وجد ان الداخل سيستمر في دورانه وعدم انتاجيته.

وفي هذا الاطار اكد مرجع مطلع لـ”لبنان 24″ ان “سياسة الحوار المُشار اليها مؤخرا والتي من المتوقع ان ينتهجها البطريرك الراعي ليست غريبة عن بكركي ولا عن الراعي تحديدا الذي وَقّع بحكمته العديد من الحوارات واللقاءات كلقاء الأقطاب الموارنة في بكركي والحوار المفتوح والمتواصل بوتيرة متفاوتة مع الطائفة الشيعية في لبنان وتحديدا مع (حزب الله).

وما بدا لافتا جدا ان حوارات بكركي التي ستتخذ طابع الشمولية خصصت الفريق الشيعي اي (حركة امل) و (حزب لله) دون سواهما، وهنا اشارة واضحة الى ان بكركي ترغب في استثمار اللحظة الإقليمية والدولية والدفع نحو نقل سياسات الحوار الى لبنان والعمل على ابعاد سياسات المحاور عنه التي انتهت في كل أرجاء هذه الكرة الأرضية واستمرت حصرا في لبنان المتخبط في أزماته وأفكار التقوقع المسيطرة على بعض سياسييه”.

وأضاف : “على الرغم من المنحى الحواري والانفتاحي الذي ستؤكد عليه البطريركية المارونية، ما زال البعض يرغب في وضعها في اطار معين وفي العمل على جعلها طرفا في الصراع اللبناني غير المُبرر لاسيما ان مفهوم الصراعات بات مفهوما غير واقعي في اللعبة السياسية الجديدة التي تحكم المنطقة وستحكمها أقله لعشرات السنوات المقبلة.

والجدير ذكره ان  البطريرك الراعي سمع خلال جولاته الخارجية كلاما يؤكد الدور المسيحي في لبنان واهمية الحفاظ عليه وفق المبادىء التي تم اعلانها مع اعلان دولة لبنان الكبير والتي تشجع على التعدد والتعايش الواحد والانصهار حفاظا على كل المكونات اللبنانية، وليس المسيحيين وحدهم”.
ويختم المرجع مشيرا الى ان ” الحراك المنتظر من بكركي هذه المرة قد يكون منتجاً أكثر من اي مبادرات او لقاءات سبق وقادتها البطريركية المارونية، وذلك لأن هواجس البطريرك  ومخاوفه على الموقع المسيحي الأول والمواقع الاخرى التي ستشغر خلال فترة وجيزة، وصلت الى مرحلة دقيقة جداً، ولأن لدى البطريرك قناعة واضحة بضرورة ان عيش الشعب بكرامة تسلبها منه في هذه الأيام الأزمة الاقتصادية المتشعبة التي نتجت بشكل واضح عن ازمة سياسية حادة، ولا بد من معالجتها سياسيا قبل اي شيء آخر”.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى