آخر الأخبارأخبار دولية

مكرم، 16 عاما، يفقد عينه على يد شرطي بزي مدني ويتعرض للاحتجاز


في الوقت الذي يستعد فيه التلاميذ بتونس لاجتياز امتحانات آخر السنة، مازال مكرم زرمديني، 16 عاما، يقضي عقوبة غير محددة المدة في مركز إصلاح القصر الجانحين. وقد تعرض الشاب للضرب المبرح على يد شرطي بزي مدني أمام معهد ثانوي كما وثق المشهد مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي. فيما نددت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعودة “الدولة البوليسية”.

نشرت في: 02/06/2023 – 18:45

يعود تاريخ التقاط مقطع الفيديو إلى 16 أيار/ مايو الماضي، في مدينة القيروان وسط تونس وقد تم تصويره أمام معهد ثانوي وسط النهار. ونرى من خلاله تجمعا لتلاميذ يتعرضون لهجوم في مفترق طرق بين المعهد ومسجد فيما دوت صفارات عربة الشرطة التي كانت رابضة بالقرب منه. ويصيح صاحب الفيديو قائلا: “لقد أمسكوا بمكرم وصادروا هاتفه”. ونرى رجلا يرتدي زيا مدنيا يمسك بمراهق قيل إن اسمه مكرم ويصفعه. في الوقت الذي حاول المراهق الإفلات، جر الشرطي ورجال آخرون بزي مدني مكرم إلى المسجد. فيما منع رجال شرطة آخرون باقي التلاميذ من الاقتراب بعد أن قاموا برمي مقذوفات في حركة احتجاجية.

يعود سبب الاعتداء إلى اعتقاد رجل الشرطة بالزي المدني أن المراهق كان بصدد تصوير عملية أمنية وحاول افتكاك هاتفه دون أن يقول إنه رجل شرطة، قبل أن يوجه له وابلا من الصفعات بعد أن حاول المقاومة.


بدأ تداول مقطع الفيديو على وسائل التواصل بعد خمسة أيام من الحادثة. وقد نشره في البداية تلميذ في “ستوري” على إنستاغرام في 16 أيار/ مايو الماضي. ونرى من خلاله رجل شرطة (بقميص وردي) يمسك بالمراهق (بقميص أسود) قبل أن يقوم بصفعه.

الضحية فقد بصره في عينه اليمنى

تم تداول المقطع المصور على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي التونسية وأدى إلى موجة تنديد واسعة بالعنف الممارس من رجل الأمن على مراهق صغير. وحسب أم الضحية التي قدمت شهادتها في إذاعة محلية، فقد تم تقييد مكرم من يديه واقتياده إلى مركز الشرطة بعد الحادثة حيث بقي رهن الإيقاف لثلاثة َأيام قبل أن يتم إرساله إلى مركز إصلاح القصر -أو “الإصلاحية” كما يُطلق عليها عامة في تونس- في القيروان.

وشكلت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لجنة دفاع عن المراهق الذي يواجه تهمة الاعتداء على موظف عمومي أثناء أداءه لمهامه والمقاومة أثناء إيقافه والتهديد وإثارة الشغب في مكان عام والاعتداء على الأخلاق الحميدة، وفق تأكيد الرابطة. 

إضافة إلى ذلك، دعت المنظمة الحقوقية النيابة العامة إلى مراجعة  قراره بإصدار بطاقة إيداع بحق مكرم وطلبت الاعتراف بأن المراهق القاصر تعرض للعنف البوليسي وقد دعمت ذلك بصور وفحص طبي مشيرة إلى أن هذا الاعتداء تسبب لمكرم في فقدان البصر نهائيًا بعينه اليمنى.

“عائلة الضحية تنوي تقديم دعوى قضائية بحق المعتدي” وفق ما أكدته محامية لجنة الدفاع في تصريح لإذاعة محلية مؤكدة أن العائلة تعرضت لمضايقات وتهديدات من قبل نقابات أمنية.

“إنها قضية إفلات من العقاب وتعذيب وتعيد إلى الأذهان آلاف القضايا المشابهة”

أيوب عمارة هو ناشط ضد العنف الأمني والتعذيب في تونس. وتدخل عبر أثير إذاعة ديوان أف أم المحلية في صباح مطلع حزيران/ يونيو حيث قال:

مواطن تونسي يبلغ من العمر 16 عاما فقد عينا دون عواقب للمعتدي الذي يمثل سلطة الدولة. إنها قضية إفلات من العقاب و قضية تعذيب. هذا الطفل لم يعد يرى إلا بعين واحدة بسبب وزارة الداخلية. منطقيا يجب أن تصدر مذكرة إيقاف بحق رجل الأمن المعتدي. 

هذا القضية تذكر بآلاف القضايا المشابهة التي تورط فيها رجال أمن، حيث دائما ما يخرج المعتدي سالما غانما دون أي عقوبة. لقد سقط موتى وحدثت اعتداءات وعمليات اغتصاب من قبل رجال أمن، ترد عليها وزارة الداخلية برواية واحدة دائما تجرم فيها الضحية.

>> اقرأ أيضا : تونس: الشرطة تعتدي على القاصر فادي ذي الـ15 عاما و تجرده من ملابسه في وضح النهار

في 2018، فجرت وفاة شاب تونسي غرقا خلال مواجهات بين مشجعي كرة القدم وقوات الأمن موجة هائلة من الاحتجاجات ضد العنف الشرطة التونسية.

وبعد أربع سنوات عام 2022، حكم القضاء ابتدائيا على 12 عنصر أمن بسنتين من السجن بتهمة القتل على وجه الخطأ، بينما حكم بعدم سماع الدعوى بالنسبة لاثنين من عناصر الشرطة. وفيما أحيلت القضية على محكمة الاستئناف بطلب من عائلة الضحية والنيابة العمومية، لم يعين تاريخ لجلسة استئنافية إلى اليوم.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى