آخر الأخبارأخبار دولية

الجزائر تعتزم تشييد تمثال للأمير عبد القادر علوه 42 مترا بمدينة وهران


كشفت الصحافة الجزائرية أن الرئيس عبد المجيد تبون أمر ببناء تمثال للأمير عبد القادر في جبال مرجاجو بأعالي وهران، تخليدا لدوره في محاربة الاستعمار الفرنسي. وحسب المعلومات الأولية التي كشفت عنها جريدة “الخبر” الجزائرية، سيكون أعلى تمثال في العالم إذ يفوق طوله تمثال العذراء في ريو دي جانيرو البرازيلية. وتباينت آراء الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي بين منتقد لهذا المشروع وداعم له.

نشرت في: 31/05/2023 – 18:59

أعلنت الجزائر بأنها ستبني تمثالا ضخما ومتحفا للأمير عبد القادر في أعالي جبال مرجاجو بمدينة وهران غرب الجزائر ليس بعيدا عن حصن سانتا كروز الذي شيده الإسبان، وذلك  تخليدا للدور الذي لعبه في مقاومة المستعمر الفرنسي.

وتبلغ تكلفة هذا المشروع الضخم حسب والي وهران سعيد سعيود، حوالي 1.2 مليار دينار (حوالي9.5 مليون دولار). وسيكون الأعلى في العالم بارتفاع يبلغ 42 مترا. أي أعلى من تمثال ريو دي جانيرو (39 مترا) في البرازيل ومن الحصن الإسباني التاريخي سانتا كروز نفسه في وهران وفق “الخبر” الجزائرية.

كما سيتم تزويد سيف الأمير عبد القادر بتقنية الليزر و سيكون موجها نحو القبلة. أما حصانه، فسيكون على 5 ركائز رمزا لأركان الإسلام.

>> اقرأ أيضا :فرنسا: مرسيليا تحتضن معرضا يرصد جوانب من حياة وسيرة الأمير عبد القادر الجزائري

كما أشار والي ولاية وهران سعيد سعيود إلى أن  “الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هو الذي أمر ببناء هذا التمثال”. وقال في ندوة صحافية عقدها الأسبوع الماضي بنفس المدينة: ” الرئيس تبون منحنا التمويل الضروري لتشييد تمثال كبير للأمير عبد القادر في جبل مرجاجو”.

وأضاف: “لقد تحصلنا على التمويل اللازم من أجل بدء أعمال تصميم المشروع الذي سيكون أعلى تمثال في العالم”.

“120 مليار لبناء صنم لا ينفع”

وجدير بالذكر أن تماثيل للأمير عبد القادر قد شيدت في العديد من المدن الجزائرية، أكبرها نصب في شارع العربي بن مهيدي بالجزائر العاصمة.

من جهته، أشاد اللواء سعيد شنجريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، بقرار عبد المجيد تبون تخصيص مبلغ مالي لتشييد تمثال “يخلد البطل (يقصد الأمير عبد القادر) الذي لا تزال شخصيته وإنجازاته العظيمة محط تقدير وعرفان ومحط فخر للشعب الجزائري بل والعالم بأسره كرمز من رموز المقاومة الشعبية الجزائرية ضد قوى الاستعمار والظلم”.

وعلق جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي على هذا المشروع بنوع من السخرية حيث تساءل أحدهم “لماذا يخصصون 120 مليار سنتيم جزائري لمشروع بناء تمثال للأمير عبد القادر في وقت يشكو فيه سكان آخرون من الفيضانات التي كادت أن تودي بمنازلهم”.

وأضاف شخص أخر: “120 مليار لبناء صنم لا ينفع. هل أصبحنا نأكل التماثيل في الجزائر. الاقتصاد العالمي يمر بأوقات صعبة والجزائر عوض أن تصرف هذه الأموال في شراء معدات طبية، فهي تنفقها في التماثيل”.

أما مواطن آخر، فترك تعليقا على فيس بوك قائلا: “إن شاء الله سيتراجعون عن هذا المشروع ويقومون بتجسيد مشاريع تخدم المواطن المحتاج لخدمات تهون عليه مشاق الحياة لأن آباءنا وأجدادنا ثاروا من أجل أن نعيش بكرامة وننفق أموال البلاد فيما يخدم المواطنين”.

الأمير عبد القادر “أفضل عدو لفرنسا”

أما عمر حموريت، باحث في التاريخ الجزائري وصاحب كتاب “القوة المحلية”، فيعتقد  بأن”النظام الجزائري يريد تشييد رمز سياسي وثقافي. وعبد القادر إنسان مثقف وأنيق، لكن هل كان وطنيا؟”.

 يعتبر الأمير عبد القادر بن محي الدين (1808-1883) شخصية بارزة ومحورية في تاريخ الجزائر. ولعب الرجل الملقب بـ “أفضل عدو لفرنسا” دورا كبيرا في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي في الجزائر حيث بايعه الجزائريون في 1832 أميرا لمقاومة الاستعمار. وهو من مؤسسي الجزائر الحديثة.

وبعد استسلامه، سجن في تولون (جنوب شرق) وبو (جنوب غرب) ثم في شاتو دامبواز من 1848 حتى إطلاق سراحه في 1852. ورغم أن الأمير عبد القادر كان ينطلق من العقيدة الإسلامية وتقاليدها، ويستمد سلطته من الشريعة، كان يحرص دائما على الحوار مع ممثلي الديانات الأخرى. وفي 1860، لجأ إلى دمشق، وأنقذ مسيحيين خلال أعمال شغب كانت تستهدفهم ما أكسبه مكانة دولية وأوسمة، من بينها وسام جوقة الشرف بفرنسا.

فرانس24


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى