آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – حردان من ضهور الشوير في “عيد المقاومة والتحرير”: عهدنا أن نبقى عصب ساحات الجهاد التي ما تخلفنا عنها يوما مراد: العدو لا يفهم إلا لغة القوة

وطنية- أحيا “الحزب السوري القومي الاجتماعي” مناسبة “عيد المقاومة والتحرير” باحتفال حاشد في دار سعاده الثقافية الاجتماعية في ضهور الشوير، تحت شعار “ماضون لننتصر”، في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أمين عام حزب الاتحاد النائب حسن مراد، رئيس الحزب النائب والوزير السابق أسعد حردان، النائب والوزير السابق بشارة مرهج، الأمين العام لحزب “البعث العربي الاشتراكي” في لبنان علي حجازي، رئيس حزب “التيار العربي” شاكر البرجاوي، رئيس “المركز الوطني في الشمال”  كمال الخير، عضو اللجنة المركزية في حزب الطاشناق باروير آرسن، ممثلة السفارة السورية في لبنان عبير سلوم، رئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت وأعضاء من القيادة المركزية للحزب، ممثل “الحرس القومي العربي” عصام فاخوري، وفاعليات بلدية واختيارية واجتماعية.

واعتبر عريف الحفل سماح مهدي أن “عيد المقاومة والتحرير هو عيد لكل من آمن بحقنا في الحياة والحرية”.

 

الحاج حسن

وألقى الشاعر الدكتور علي الحاج حسن قصيدة من وحي المناسبة.

 

مرهج

 

وتحدث مرهج فقال: “إن إيماننا بالمقاومة يكتسب اليوم معنى خاصا، معنى يتعدى صراعنا التقليدي مع الحركة الصهيونية ودولتها العنصرية التي تحتل فلسطين وتعتدي على سورية وتناورعلى لبنان، متحينة الفرصة للانقضاض عليه، في الوقت الذي تتطاول فيه على مختلف الدول العربية وتتحدى طهران والإقليم. فهذا الصراع مستمر ومستعر، وإن هدأت الأوضاع بعض الأحيان، ذلك أن هذه الحركة الفاشية التي ولدت في أحضان الاستعمار البريطاني الخبيث، ونمت وترعرعت تحت مظلته، تحمل من المركز الاستعماري العالمي تكليفا دائما بالعدوان على هذه المنطقة الاستراتيجية وبث السموم في مجتمعاتها والعمل على تفكيك دولها تحت مسميات مختلفة بغية تثبيت أقدام الاستعمار والاستبداد والاحتراب في بلادن”.

 

وتابع: “إيماننا بالمقاومة ليس منبثقا من العفوية أو العاطفة، وإنما هو حاضر بقوة لأنه حق لا ينازع، ولأنه ضرورة تاريخية لحماية وجودنا وصون وحدتنا، وتحصين سيادتنا وتمكين دولنا من الثبات على أرض الواقع. وإيماننا بالنهج المقاوم يرتب علينا مسؤوليات عديدة تأتي في مقدمتها كل التيارات السياسية المنغلقة والمستتبعة التي تدعو للفدرالية أو التقسيم. فالإنعزال ما من مرة كان الدواء الشافي لأوضاعنا المتردية، فكيف يكون دواء شافيا وهو أصل الداء؟ وكيف يكون شافيا وهو الأرض الخصبة لاستيلاد التطرف والغلو وتفشي الجهل والكراهية وانتشار فلسفة الريبة التي تدعو للإقصاء وتشكك بالأولويات وترسخ الأنانيات وتطعن بالثوابت وتنشر الانقسام وتقلل من شأن الاحتلال والاستيطان وكأن الأوطان وجدت كي تخضع للعدوان ويتحاصصها أثرياء الصدفة وناكرو النعمة ومرتزقة المال وليس ليرعاها الأباة ويعمرها الأوفياء ويتولاها الثقاة ويحميها النجباء”.

 

وأكد أن “ن الكيان الغاصب يمضي اليوم في تنفيذ مشروعه التاريخي الرامي لإقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين متحديا العالم وقراراته الأممية وعهوده الدولية وكأنه في بداية صراعه مع المحيط العربي التي تتجاهل بعض كياناته ما يجري فعلا على الأرض وما يرتبه من مخاطر لا تعد ولا تحصى. لكل ذلك لا تتوقف الهجمات على المسجد الأقصى، وتستمر الانتهاكات لكنيسة القيامة وسائر المقدسات، وتتفاقم الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وتتوالى الاغتيالات للصحافيين والمناضلين على مرأى من العالم كله خاصة العالم الذي يدعي الالتزام بحقوق الإنسان. ويجري كل ذلك بالتزامن مع مزيد من التدريبات والمناورات للجيش استعدادا للزمن الآتي، ومزيد من التوسع في مصادرة أراضي الفلسطينيين وبناء مستوطنات القهر والإرهاب عليها. معنى ذلك ان المشروع الصهيوني ليس مشروعا ماضويا وإنما هو مشروع مستقبلي، إنه ليس وراءنا بل هو أمامنا ينشط في الليل والنهار لاصطناع حقائق جديدة وتزوير حقائق ماثلة. ومع ذلك يأتي من يقول لنا تخلوا عن مشروع المقاومة فالحرب انتهت إلى غير رجعة، والبلاد لا تحتمل جيشين وسلطتين مع إدراكهم ومعرفتهم بأن “إسرائيل” حاربت العرب بعدة جيوش عام 1948 وإنها تضج بالميليشيات حيث السلاح بيد كل شخص ابتداء من عمر 16 سنة حيث السلاح مزروع في كل موقع من مفاعل ديمونا الذري إلى أعالي الجليل”.

 

وتابع: “مشروعة هي الدعوات لوحدة السلطة وعدم استخدام السلاح في الداخل لأي كان، مشروعة هي الدعوة لاعتماد استراتيجية دفاعية تكاملية حديثة تنسق ولا تفرق، تصون ولا تبدد”.

 

وعاهد مرهج أن “يستمر الكفاح لتحرير الأرض المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجولان وفلسطين”.

 

الطاشناق

وألقى كلمة أمين عام حزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان، عضو اللجنة المركزية باروير آرسن معتبرا أن “المقاومة هي مصطلح يشير إلى حركة أو جماعة تقاوم القوى الاحتلالية أو الاستبدادية أو القمعية، سواء كانت داخلية أو خارجية. تعتبر المقاومة وسيلة للمقاومين للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم، وتسعى لتحقيق العدالة والحرية والاستقلال”.

 

ورأى أن “طبيعة المقاومة تتباين وأساليبها حسب الظروف والسياق الذي ينشأ فيها. قد تشمل المقاومة الأعمال السلمية مثل الاحتجاجات والحملات السياسية والمدنية، وقد تشمل أيضا أشكال المقاومة المسلحة مثل الحركات الثورية والجماعات المسلحة التي تستخدم السلاح للمقاومة”.

 

وأشار إلى أن “حزب الطاشناق تأسس على العمل المقاوم، فكان المنتسبون الأوائل للحزب من الفدائيين الأرمن الذين ناضلوا كافحوا وقاوموا الاحتلال العثماني آنذاك”.

 

واعتبر أن “دور الشعب والجيش والمقاومة في عملية تحرير الوطن حتى 25 أيار 2000 كان حاسما ومؤثرا في استعادة السيادة والاستقلال للبنان. كل من هذه الكيانات الثلاثة لعب دورا مهما في تحقيق هذا الانتصار التاريخي. لقد قدم الشعب الدعم الشامل للمقاومة والجيش في مواجهة الاحتلال، وأظهر التضامن والوحدة والتمسك بالأرض والهوية الوطنية في مواجهة التحديات”، مؤكدا أن “الجيش اللبناني كان عمودا فقريا في عملية تحرير الوطن”.

 

وختم: “نواجه اليوم تحديات جديدة تتطلب منا الوحدة والتعاون والحوار لانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة تمثل جميع الفرقاء وتقوم بالإصلاحات الضرورية، يجب أن نواصل بناء لبنان القوي والمستقر، حيث تكون سيادتنا محمية وحرياتنا محفوظة، يجب أن نعزز قواتنا المسلحة ونعمل على تعزيز الاستقرار والتنمية في كل ربوع الوطن ونحافظ على معادلة جيش وشعب ومقاومة”.

 

حجازي

وبدوره قال حجازي: “لنا تاريخ من المقاومة في ضهور الشوير، ولنا تضحيات في هذه البلدة بمواجهة نفس القوى التي تصطف اليوم ضد المقاومة وتصدر بيانا تتحدث فيه عن السيادة، وهم لا يدركون أنه لولا المقاومة من جبهة المقاومة الوطنية الى المقاومة الإسلامية لا سيادة ولا كرامة في هذا البلد”.

 

أضاف: “هذه المقاومة التي قاتلت من أجل كرامة هذا البلد، قاتلت لأجل كرامة شعب هذا البلد، هذه المقاومة التي ضحت لأجل كل لبناني وكل عربي وسجلت في قاموسها انتصارا تاريخيا تجسد باندحار العدو الصهيوني عام 2000، هذه المقاومة بكل فصائلها وأحزابها دون استثناء، بالجيش العربي السوري، بإيمان القائد الخالد حافظ الأسد بالمقاومة، بقتال الجيش العربي السوري والرئيس القائد الدكتور بشار حافظ الأسد في مواجهة قوى التكفير، وما فعل المقاومة في سورية اليوم إلا امتداد لمواجهة نفس المشروع الذي كان يستهدف بلدنا ولكن بمسميات مختلفة، اعتقدوا أنها ستمر علينا تحت عنوان الديمقراطية وتحت عنوان كرامة الإنسان وهم يدركون جيدا إنه إذا ما كان هناك كرامة للإنسان في الوطن العربي فهذه الكرامة صنعتها المقاومة وأحزاب المقاومة من لبنان إلى فلسطين إلى سورية”.

 

ورأى أن “المقاومة تتعرض لأبشع حملة تشويه في التاريخ المعاصر، ومستهدفة  بكل أحزابها وشخصياتها وفكرها وعقائدها، يراد لها أن تنبطح أمام قطار التطبيع وأمام بيع القضية المركزية للعرب، قضية فلسطين التي ستبقى دائما وأبدا قضيتنا المركزية، وسنسعى لتحرير هذه الأرض من البحر إلى النهر، ولن نتخلى عن أي شبر من أرضها”.

 

ودعا إلى “انتخاب رئيس للجمهورية بمواصفات وطنية، ففي هذا البلد الذي حرر أرضه في آيار من العام 2000 والذي انتصر في تموز 2006، في البلد الذي قاتل في مواجهة الحرب التكفيرية في سورية ولبنان، في هذا البلد لا مكان لرئيس لا يؤمن بالعروبة ولا يؤمن بالمقاومة.

 

وختم حجازي: “مهما حاولتم تجميل صورته وتزيينها لن تنسونا حقيقته، فنحن نعرف من أي مدرسة تخرج، ونعرف من يسوق له، ومن يسوق فؤاد السنيورة له لن يكون رئيسا للجمهورية في هذا البلد، ونقولها بالفم الملآن إن مرشحنا لرئاسة الجمهورية هو رئيس تيار المرده النائب السابق سليمان فرنجية، فلا تتعبوا في المناورات والمسايرات وادعاء تقديم الضمانات، نحن قوى المقاومة لا نريد ضمانات لأننا نحن من نعطي الضمان في هذا البلد، نحن الذين أسهمنا في بقاء هذا البلد، لذا “العبوا غيرها” وطبعا لا نريد رئيسا بهدف رفع الصور في المكاتب فقط، بل نحن نريد رئيسا للجمهورية يجهد في بناء دولة بعيدا عن هذا النظام الطائفي التحاصصي الذي نعيش كل نتائجه اليوم، هذا الذي نعيشه هو نتاج النظام الطائفي، وهذا نتاج القانون الانتخابي المسخ، وبالتالي لا داعي لمحاولة الترميم، وأعتقد أنه إذا لم نفعلها الآن سيأتي يوم ونفعلها ونذهب نحو تغيير أو تحديث لهذاالنظام الذي لا يصلح لبناء دولة”.

 

 

مراد

وأكد النائب حسن مراد أن “للبنان حق باستكشاف ثرواته اينما كانت سواء في البحر او البر وبالتالي الحق بحماية هذه الثروات مقدس بكل الوسائل المتاحة”.

 

وفي معرض تشديده على تطبيق كافة بنود الطائف، أكد ان “هوية لبنان ستبقى عربية وان تقسيمه او فدرلته هو مشروع لن يمر بتاتا”.

 

ودعا مراد ختاما إلى “تحرير الاقتصاد على غرار تحرير الارض قائلا: “لازم نقاوم حتى نقدر نحرر الاقتصاد من الكارتيلات يلي مسيطرة عليه وهيدا ما بكون الا بوضع خطة اقتصادية اصلاحية حقيقية تعيد للدولة قطاعات انتاجها وصناعتها وترجع للناس حقوقها المسلوبة من المصارف وودائعها يلي فيها جنى عمرها وحياتها.

 

حردان

وألقى حردان كلمة قال فيها: “الخامس والعشرون من أيار، منصة فرح تمتد على مساحة وطن قاوم أبناؤه الاحتلال وانتصروا. هو في تلك الوجوه العائدة الى بيوتها وقراها، مفعمة بالفرح مشبعة بالعز والكرامة، هو وجوه لم تر، لكنها كتبت حكاية النصر بالدم والبندقية هو “شهداؤنا طليعة انتصاراتنا الكبرى، هو الإعجاز والإنجاز في آن، تحريرا وانتصارا. والانتصارات تحفر عميقا وترسخ في ذاكرة الشعوب والأمم. أما النكبات فشريط مصور سجل على مر التاريخ، دقائق الأحداث، غزوات واحتلالات، غطرسة وهمجية، قمعا وقتلا، قهرا واستبدادا، مجازر وعدوانا، وفي كل هذا الشريط شعبنا هو الضحية”.

 

وتابع: “حاصرونا من كل جهات الجريمة، مارسوا كل صنوف الإرهاب، لاقتلاعنا من أرضنا، وقتلنا في أرضنا، أرادوا تجهيل تاريخنا وطمس هويتنا، وشطب وجودنا، عمموا سرديتهم بأن أرضنا، هي “أرض بلا شعب”، والسردية تستبطن تخطيطا ممنهجا لإبادتنا. نعم، إن ذاكرة شعبنا تختزن كل شواهد القهر والقتل والاستبداد، من الاحتلال العثماني بكل صلافته وجزاريه وسفاحيه، إلى الاستعمار الانكليزي والفرنسي، إلى الاحتلال الصهيوني إلى الارهاب المتعدد الجنسيات. لكن، ما هو ثابت، أن الشعوب الحرة بطبيعتها ترفض الذل والهوان وكل مفاعيل الاحتلال، وشعبنا لم يكتف بالرفض بل حول المعاناة إلى فرصة، فقاوم وانتصر”.

 

وأردف: “لأننا منتصرون، فإن 25 أيار، يعني لنا الكثير. هو ثمرة دماء بذلت وتضحيات قدمت، هو خلاصة تراكم نضالي احتشدت فيه الإرادات الحية والنفوس الأبية، والأفعال النوعية، بدءا من إسقاط شعار “سلامة الجليل” إلى بطولة خالد علوان في بيروت، إلى وجدي وسناء وكل الشهداء والاستشهاديين، إلى الملاحم البطولية التي سطرناها مع العديد من القوى والأحزاب، والمستمرة الى يومنا هذا، جهوزية وتأهبا واستعدادا بروحية البذل والفداء، لتحقيق الانتصار تلو الانتصار”.

 

ورأى أن “التحرير، تحقق بالإرادة الفاعلة المصممة، بالقوة التي هي القول الفصل، والتحرير انتصار ممهور بدماء الشهداء. المقاومة، بالنسبة لنا، هي كل لا يتجزأ، هي نحن بكل أحزابها وقواها وفصائلها، هي نحن بثلاثيتها الذهبية، وهي نحن، لأنها خيار شعبنا الذي قاوم الاحتلال وحطم عنجهيته.

والمقاومة منظومة قيم، فهي تجسد الانتماء الى الأرض والوطن، والمنخرطون فيها، قتالا ونضالا مؤتمنون على القيم ومبادئ السيادة والكرامة. ولأن السيادة لا تصان إلا بالتضحيات، نقول للمشككين أصحاب شعارات السيادة الوهمية: كفى تصويبا على القوى التي دافعت وتدافع عن سيادة لبنان وكرامة اللبنانيين، لأنكم بهذا التصويب تستهدفون عناصر القوة، وتعتدون على القيم. كفى محاولات يائسة، بتنسيب المقاومة الى هذه الدولة أو تلك. فآلاف الشهداء حسبا ونسبا هم من مختلف مناطق لبنان وأسماؤهم معروفة، وتدحض مزاعمكم. وهذه حقيقة، لا تقلل أبدا من فخرنا واعتزازنا بكل شهيد ارتقى في مواجهة العدو الصهيوني وهم كثر”.

 

واعتبر حردان أن “الدول التي تواجه الاحتلال والعدوان، تعتز بمقاومة شعوبها وتكرم شهداءها فتخلد ذكراهم بإطلاق أسمائهم على المدن والشوارع والمرافق والمؤسسات. أما في لبنان، فأسماء الغزاة والمستعمرين لا تزال تتصدر الشوارع والمباني والساحات. انها حقا لمفارقة. وإننا في هذا الخصوص ندعو الدولة بكل مؤسساتها إلى إزالة كل هذه التشوهات، وتزيين كل معالمنا بأسماء شهدائنا الأبطال.

الدول والشعوب التي تطرد الاحتلال تزهو بقوتها واقتدارها وانتصاراتها. أما في لبنان ورغم عظيم الانتصار، فإن البعض يصر على البقاء في مستنقع مقولات الضعف والحياد”.

 

وقال: “البعض في لبنان يتنكر للإنجازات والانتصارات، ويستظل شعارات التقسيم والفدرلة، ولا يميز بين عدو وصديق، لذلك ندعوه إلى إعادة القراءة والحسابات، القراءة في كتاب التضحيات دفاعا عن أرض لبنان وسيادته وكرامة أبنائه، وإعادة الحسابات بشأن الرهانات الخاسرة والخيارات الغبية الهدامة. نحن نريد لبنان واحدا موحدا، قويا وقادرا، على صورة جيشه بعقيدته القتالية الراسخة في مواجهة العدو الصهيوني. فتحية للجيش اللبناني قيادة وأفرادا، على صورة مقاومته التي حررت معظم الأرض اللبنانية وأرست المعادلات الحاسمة. ونحن متمسكون بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لتبقى عناصر القوة مجتمعة ومتكاملة وستبقى. فتحية لهذه الثلاثية، ولشهدائها وأبطالها”.

 

وشدد “لا يراهنن أحد على العدو الصهيوني، فهذا العدو مهما امتلك من آلة حربية فتاكة ومهما كان موغلا في حقده العنصري وإرهابه المتمادي، لن ينتصر علينا، فنحن أبناء الأرض وأهل الحق وخيارنا ثابت راسخ، في الدفاع عن أرضنا وعن حقنا وسيادتنا”.

 

وأشار إلى أن “الاجتياح الصهيوني للبنان في العام 1978، ثم في العام 1982، وصولا إلى العاصمة بيروت، تهيأت له الأرضية بالفوضى التي حلت والانقسامات التي تعمقت، وبانحلال الدولة التي انكفأت عن القيام بدورها وتخلت عن مسؤولياتها، ونتيجة كل ذلك، دفع لبنان واللبنانيون أثمانا باهظة. واليوم، ننبه إلى أن العدو الصهيوني يراهن على حدوث فوضى تحضر للبنان، فهو يريده مفتتا ومشلعا ومقسما، لا دولة فيه ولا مؤسسات، لكي تتهيأ له أرضية هشة كالتي كانت عشية اجتياحاته، لذلك، علينا أن نحصن عناصر قوتنا لنحمي بلدنا وأمنه واستقراره وسيادته”.

 

ودعا إلى أن “نرفع الصوت مقرونا بإرادة الفعل، لا للفوضى، لا للتقسيم، لا للفدرلة، نعم للسلم الأهلي، نعم للوحدة الوطنية، نعم للإنماء المتوازن بالصيغ التي نص عليها الدستور، لا بالبدع التي يريدها البعض. هذا موقفنا، ودعوتنا للجميع، بأن تعالوا لنحصن وحدة لبنان ونصون سلمه الأهلي، ونحمي أمنه الاجتماعي عن طريق تطبيق الدستور، بكل مندرجاته، لا سيما تلك التي تنص على تطوير النظام السياسي وتؤدي إلى قيام دولة  المواطنة”.

 

وأضاف: “تعالوا واحتكموا إلى الدستور نصا وروحا، في تحديد هوية لبنان وانتمائه، وتأكيد حق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال لتحرير أرضهم. ونحن في هذا الموقع، شاء من شاء وأبى من أبى”.

 

وأردف: “نريد للبنان أن ينهض، وشرط نهوضه، دولة قوية قادرة وعادلة، ومؤسسات ناشطة وفاعلة، ومواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، لا رعايا طوائف ومذاهب، ولذلك، فإننا ندعو إلى انجاز الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية يحمل من المواصفات ما يجعله محل ثقة اللبنانيين، بوطنيته وتاريخه والتزامه تطبيق الدستور، ومواجهة ضغوط الخارج وإملاءاته.

 

وأكد حردان: “نحن نريد للبنان أن يخرج من واقعه المأزوم، وهذا يتطلب إرادة نخبوية جامعة تجترح الحلول لكل الأزمات، من دون مواربة والتفاف وتسلل. فمعالجة ملف النازحين، تحتاج من الحكومة اللبنانية أن تطرق رسميا البوابة الدمشقية، وأن تناقش هذا الملف وغيره مع الحكومة السورية. والخطوة إن أتت متأخرة خير من أن لا تأتي، لأن دولا عديدة سبقت لبنان وهي تعيد صياغة علاقاتها مع الدولة السورية”.

 

واعتبر أنه “يجمع سوريا بلبنان مصير واحد، وعلاقات طبيعية مميزة، وإذا كان بعض اللبنانيين خضع لأجندات خارجية، ولعب أدوارا مشبوهة وتموضع في ضفة أعداء سورية، فسورية لا تأخذ لبنان واللبنانيين بجريرة هذا البعض.  فيوم كان لبنان في أتون الفوضى والحرب والتفتيت، وقفت سورية الى جانبه ودفعت أثمانا باهظة وشهداء في سبيل وحدته ومنع تقسيمه، واحتضنت مقاومته لتحرير أرضه، وهي رغم الحرب الإرهابية الكونية التي تعرضت لها، لا تزال في هذا الموقع وعلى هذا الخيار، قلعة للمقاومة وملاذا للمقاومين”.

 

وتابع: “إن سورية المتعافية بعد حرب، والمنتصرة على الإرهاب ورعاته، حجزت موقعا متقدما ودورا مؤثرا في معادلات المنطقة والإقليم، وشكل خطاب رئيسها في القمة العربية بجدة، خارطة طريق لتفعيل العمل العربي المشترك، وللمهام التي يجب أن تضطلع بها جامعة الدول العربية ومؤسساتها، ولكي يستعيد العالم العربي دوره الوازن على المستويات كافة، وليكون قادرا على مواجهة التحديات وفاعلا لنصرة القضايا العادلة وفي الطليعة قضية فلسطين”.

 

ولفت حردان إلى أن “فلسطين هي جوهر القضية وفي صميم قوميتنا، فنحن في صلب معركتها منذ العام 1936 إلى اليوم، وإننا نقف مع كل قوى المقاومة الفلسطينية في معركة واحدة، عنوانها تحرير فلسطين ودحر الاحتلال. نحن لا نرى التحرير بعين التمني، بل بإرادة الفعل، وهذا يؤكده أبناء شعبنا بأجيالهم المتعاقبة جيلا بعد جيل، ومقاومتهم التي بصمودها وبطولاتها وشهدائها صاغت معادلات ردعية، تسرع الانهيارات في جبهة العدو. وقادة العدو أنفسهم يتحدثون ليس عن انهيار جبهات ومعنويات فقط، بل عن تحديات زوال كيانهم الاغتصابي. وعليه، نؤكد أهمية الوحدة الفلسطينية المتراصة التي ظهرت جلية من خلال معارك وحدة الساحات وثأر الأحرار، وكلنا ثقة أن أبناء شعبنا بإرادتهم المصممة وبطولاتهم الاستثنائية وعملياتهم النوعية سينتصرون على الاحتلال والاستيطان والعنصرية ويحررون فلسطين كل فلسطين”.

 

واعتبر أن “انتصار أيار من العام 2000 شكل دفعة معنوية ذات مقدار استثنائي، بإرغام العدو الصهيوني على الاندحار دون قيد أو شرط، في وقت كانت أمم بأكملها تتفرج على انتهاك العدو للقرارات الدولية وعدم تطبيقها. وحدها المقاومة استطاعت تحقيق ما عجزت عنه الأمم، وحق كل مقاوم أن يحتفل لأنه كان جزءا من معركة كبرى سجلنا فيها جميعا انتصارا مؤزرا حفر في ذاكرة الأمة وتاريخها”.

 

وختم حردان : “نوجه التحية لكل الشهداء والجرحى والمقاومين على اختلاف انتماءاتهم، وعهدنا لأمتنا وشعبنا أن نبقى عصب ساحات الجهاد التي ما تخلفنا عنها يوما. وأن نتابع مسيرتها لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية تحت الاحتلال في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وكل أرضنا القومية”.

 

====================


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى