آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة للتوحيد الاسلامي في المنية عن “الوحدة وفلسطين في فكر العلامة الشيخ سعيد شعبان”

 

وطنية – طرابلس – أقامت “حركة التوحيد الإسلامي” ندوة فكرية في المنية تحت عنوان “الوحدة وفلسطين في فكر العلامة الشيخ سعيد شعبان”، تحدث فيها الأمين العام للحركة الشيخ بلال سعيد شعبان، فأكد أن “وحدة الأمة ليست غاية من غايات الدخول إلى الجنة فقط، بل هي سلوك أرضي بشري يحفظ مكاننا تحت عين الشمس، فبالوحدة نصبح الأقوى بامتلاكنا كل عناصر القوة وكل الخيرات والثروات، وإذاك نمتلك قرارنا باتحاد كل مكونات الأمة لنتخلص من السطوة والبلطجة الغربية الأميركية، بعيدا عن الجزئيات الصغرى التي نغرق بها”.

أضاف: “الشيخ سعيد شعبان، رحمه الله، وإخوانه استطاعوا في لحظة تاريخية فارقة أن يؤسسوا مشروعا جهاديا وحدويا، والهدف الوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني وافرازاته السياسية إبان اجتياح لبنان في العام 1982، حيث توحد الشمال خلف المشروع الإسلامي آنذاك”.

وتابع: “الراحل الكبير الشيخ سعيد شعبان عشق المقاومة ودعا لجهاد المحتلين، وكان يقول كما كتب عليكم الصيام كتب عليكم القتال، فكانت مساحة واسعة لأبناء طرابلس والشمال وعكار والضنية والكورة في مشروع جهاد ومقاومة، وكان لنا وللكثير من شبابنا شرف الرباط والجهاد في مواقع الجنوب المتقدمة، لذلك وحدتنا ثم الانطلاق صوب مشروع الجهاد والمقاومة واجب شرعي، وعلينا أن نكون شركاء حقيقيين في التحرير والمعركة الكبرى وزوال هذا الكيان”.

وقال: “اليوم تبدلت الأحوال، وأثبت المقاومون حقيقة أن هذا العدو يهزم وينكسر ويقهر، ففي 25 أيار انسحب هذا العدو ذليلا على أيدي المقاومة الإسلامية في لبنان، على أيدي حزب الله وجيشنا الوطني وشعبنا الأبي ومقاوماتنا الوطنية والقومية والإسلامية، اللبنانية والفلسطينية. فالمقاومة هي عنوان الانتصار وعنوان الكرامة الإنسانية وهي عنوان كل حي، ومن لا يقاوم يعتبر ميتا وخارج دائرة الحياة، فمقاومة المحتلين والغاصبين دين وإيمان وعقيدة، قرار وخيار استراتيجي وليس تكتيكا، لذلك سنبقى مع أمتنا وقضاياها لا سيما فلسطين ومع المقاومة، لأننا من صلب المقاومة، فنحن عمودها الفقري، نحن مع المقاومة في حالة الضعف والقوة، في حالة الهزال والمنعة، في حالة الانكسار والانتصار، وفي خوض معركة الحصار وفي الملحمة الكبرى المقبلة، ونعتبر أن الجمعيات والحركات والأحزاب وسيلة للوصول صوب رضوان الله وليست غاية وآلهة تعبد”.

وعبر شعبان عن رفضه “لكل ألوان التجزئة والتقسيم، لذلك يجب أن يجتمع في تحرير فلسطين والأقصى، العربي والعجمي التركي والكردي والفارسي والأمازيغي والبلوشي والملاوي، المسلم والمسيحي، السني والشيعي، القومي والوطني، كل الأحرار وكل الشرفاء. فالجميع يعتبر نفسه شريكا في وعد الآخرة”.

وختم: “في الذكرى ال25 لرحيل العلامة الشيخ سعيد شعبان نستذكر أنه كان جماهيريا قريبا من الناس وحدويا يبحث عن المشتركات مع الجميع ولا يرى مكانا للاختلاف، فمسيرة الوحدة والتوحيد ليست مسيرة حزبية، إنها مسيرة وحدوية تنأى بنفسها عن الخلافات المذهبية أو الطائفية أو القطرية أو القومية، فلا بد أن ننطلق وتتعانق بنادقنا لندوس على سايكس- بيكو ونتجاوز الحدود المصطنعة التي لا نعترف بها لنصل إلى القدس والأقصى ونصلي هناك بعد معركة التحرير الفاصلة”.

خضر

من جهته سأل رئيس “المنتدى الإسلامي للدعوة والحوار” الشيخ محمد خضر: “ماذا لو كان الشيخ سعيد معنا في هذه المحنة ويؤازرنا في هذه الفتنة؟”، وقال: “كلماته في وحدة الأمة ولم شملها وتجاوز الخلافات المذهبية ونبذ العصبيات الجاهلية لا تزال تشكل الحل النافع لأكبر مشكلاتنا والعلاج الناجع لأخطر أمراضنا، فالراحل شكل علامة فارقة في مسيرة العمل الإسلامي على مستوى العالم العربي والإسلامي، فهو وإن كان يحمل لقب أمير حركة التوحيد على الصعيد المحلي، إلا أنه يستحق لقب أمير الوحدة والتوحيد على مستوى الأمة، وهو الذي كرس حياته لتحقيق الوحدة بين مكونات الأمة بمختلف أطيافها وأحزابها وحركاتها ومذاهبها، فلم ينأ عنه إلا من وقعوا أسرى عصبياتهم الحزبية والمذهبية التي قيدت حركتهم وجعلتهم أسرى مصالحهم الشخصية، فلم يبدل الشيخ ولم يغير مع تبدل الحسابات وتغير التحالفات، فلم يطمع بالترغيب ولم يخضع بالترهيب، علا صوته بالحق حين خفتت أصوات الكثيرين وامتلك شجاعة المواجهة حين انكفأ الكثيرون”.

أبو حرب

وألقى كلمة حركة “فتح” ممثل الحركة في الشمال مصطفى أبو حرب، حيث رأى أن “مناسبات عدة جمعها هذا اليوم المبارك، من يوم التحرير وصولا إلى وحدة الساحات، وكلها على منهج التوحيد الذي آمن به شيخنا الراحل الشيخ الكبير سعيد شعبان رحمه الله، فمنذ 25 عاما غادرنا الشيخ جسدا ولكنه ما زال باقيا فينا نهجا وممارسة وفكرا وتعاليم دينية، نستذكره في جنبات جامع التوبة وفي ساحات الجامع الكبير، ونراه في شوارع طرابلس وأحيائها، فيا أيها الشيخ أنت الذي رحلت جسدا ولكنك باق فينا ما حيينا، فنحن تلاميذك تعلمنا من عقيدتك السمحة، نقصدك للعلم وللفكر الواضح والمنهج السليم والخلق الحسن”.

أضاف: “علاقة الراحل بحركة فتح انطلقت من عقود خلت، مع حالة تبادلية بينه وبين الحركة، فهو كان يتدرب على السلاح وفنون القتال في المخيمات، وكان يجتمع  بأبناء حركة فتح ويعلمهم أصول الدين، فكانت فلسطين بوصلته النضالية، وما بدأه الشيخ سعيد شعبان من منهج قتالي وديني، يستمر اليوم مع الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، فيتعمد ذلك التواصل المستمر بطيب العلاقة وبالدماء وبالتحرير القادم وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل أرضنا المحتلة”.

الحسيني

وألقى كلمة “المنتدى القومي العربي” الأستاذ عاصم الحسيني، فأكد “اننا نستقي من تجربة الراحل شعبان الإيمان والتفاني، والإصرار على مناصرة قضايانا العربية والإسلامية، ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم كما هو حال المقاومة اليوم في فلسطين”، داعيا إلى “وحدة البندقية في وجه العدو الغادر وأن يستمر الحوار الأخوي الفلسطيني الجامع في مواجهة المخططات الصهيونية”.

موعد

كما ألقى كلمة حركة “الجهاد الإسلامي” مسؤولها في الشمال أبو لواء موعد متحدثا عن علاقته الشخصية بالشيخ سعيد، فقال: “هو الذي جعلني ألتحق بالمقاومة، ولا أبالغ حين أقول أن الشيخ سعيد أحيا فينا وحدة المسلمين وزرع فينا شجاعة الموقف وحسن السلوك، وهو من وضع اللبنة الأولى في مشروع المقاومة الإسلامية في شمال لبنان، لقد كان فلسطينيا بامتياز يزور المخيمات دون انقطاع لسنوات وسنوات ليتحقق حلمه وتكر سبحة هزائم العدو منذ العام 2000، حيث ذاق العدو بأس المقاومة بعد انتصارات غزة ومنذ أيام ثأر الأحرار لتفرض المقاومة على الصهاينة شروطها”. ووجه “التحية لحزب الله وللمقاومة الفلسطينية ولكل محور المقاومة في يوم التحرير، والرحمة والمغفرة للشيخ المجاهد سعيد شعبان في ذكراه”.

ملص

كلمة “تجمع العلماء المسلمين” ألقاها رئيس “اللقاء التضامني الوطني” الشيخ مصطفى ملص، حيث استذكر مواقف شعبان وقيمه ومبادئه وطموحاته، وقال: “الراحل كان يسعى لأن تكون الأمة واحدة تصنع مستقبلها بعقل متفاعل منفتح، ويرى في الوحدة سبيلا للغاية السامية العظيمة تحرير فلسطين من أعداء الأمة وأعداء الله، وسواء اتفقت معه أو اختلفت معه ستدرك أنه رجل صادق مخلص، يعمل ما يعتقد أنه الحق، فلم يكن يداهن أو يماري على حساب الحق، وما شهدناه من مؤتمرات أو اجتماعات أو لقاءات له أنه حين يجد انحرافا عن القيم والمبادئ التي يؤمن بها لا يتردد في إعلان حقيقة الموقف الصواب الذي يجب أن تقف عنده هذه الأمة. لقد كان ما يطمح له ويعمل له أن تكون حركة التوحيد طليعة من طلائع المقاومة”.

الأيوبي

واعتبر عضو مجلس أمناء “حركة التوحيد” الأستاذ عمر الأيوبي “أننا نعيش أجواء النصر والتحرير وهذا ما كان يحلم به الفقيد الكبير، حيث كان يدعو لمقاومة الصهاينة والمحافظة على سلاح المقاومة ودعمها في العمل على استرداد فلسطين من المحتلين، واننا اليوم نستلهم مواقفه الثابتة وهو الذي يرى أن العرب والمسلمين يمتلكون كل عناصر القوة لتحقيق أهداف الأمة، عبر وحدتها أولا ومن خلال جمع الطاقات وتغيير استراتيجية العرب السلمية التطبيعية مع العدو الصهيوني”.

جبري

ورأى رئيس “حركة الأمة” الشيخ عبد الله جبري أن “الشيخ سعيد شعبان هو أمير التوحيد والوحدة، وبشخصيته وأفكاره وإيمانه وعقيدته والقضية التي كان يحملها لم يكن شخصا لعصره فقط بدليل أننا الجيل الثاني الذي تربى على أفكاره، وكذلك نحن بدورنا نربي أبناءنا على سماع دروس وخطب الشيخ سعيد شعبان رحمه الله، فهو لم يكن لطرابلس فقط، بل كان للبنان ولسوريا ولفلسطين وللعراق ولماليزيا وللهند ولباكستان، وحتى أهل السنة في إيران. وفي الذكرى ال25 على رحيله نعاهد الله أن نبقى على نهجه”.

شعبان

كلمة عائلة الراحل ألقاها نجله الشيخ عمار سعيد شعبان مستذكرا “محطات كبيرة في حياة الراحل مليئة بالمواقف الوحدوية فضلا عن العديد من مآثره، وهو الذي أحب الثورة الفلسطينية منذ اللجوء، فكان تواصله مع الفلسطينيين في المخيمات كإخوة له بعد تهجيرهم. وكان الهم الأساس عنده وحدة الأمة العربية والإسلامية وفق منهج التوحيد، فكان على اتصال مباشر مع مختلف الشخصيات والأحزاب والحركات الإسلامية على اختلاف أطيافهم سنة وشيعة، لبنانيين وغير لبنانيين”.

وختم شعبان: “انخرط الشيخ سعيد شعبان مبكرا في العمل الجهادي إبان العدوان على مصر مع الكتيبة الطلابية، وفي وقت لاحق التقى مع الشيخ الشعراوي والشيخ كشك وشيخ الأزهر جاد الحق عندما قام بوساطة أطلق فيها سراح الأسرى المصريين من إيران، كما والتقى سماحته بقائد المقاومة المصرية الشيخ حافظ سلامة، وكان يطرب لنشيد لست أرضى الجاهلية في صورة لواقع الأمة، ولا ننسى أنه كان له الفضل بإلزامية التعليم الديني في المدارس في لبنان، وهو الذي وضع أطلق الإعلام الإسلامي في لبنان من خلال تأسيسه لإذاعة التوحيد الإسلامي وتلفزيون الهلال وجريدة التوحيد”.

                            ============ن.أ.م


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى