آخر الأخبارأخبار دولية

كليتشدار أوغلو… خصم أردوغان التاريخي الحالم بربيع تركي جديد


ظل زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو طيلة حياته المهنية خصما سياسيا للرئيس رجب طيب أردوغان، لكنه قدر أن الوقت قد حان ليضع البلاد على مسار جديد ويمحو الكثير من إرث الرجل الذي هيمن على السلطة لنحو عقدين. اختير كليتشدار أغلو صاحب التوجه الاقتصادي الذي يعد برفع مستوى القدرة الشرائية، واستقلالية القضاء والمساواة الجندرية إلى جانب تنديده المستمر بما يصفها المنتقدون شبهات فساد تحيط بأردوغان، في مارس/آذار الماضي مرشحا للطاولة السداسية المعارضة، وهو تحالف يجمع ستة أحزاب من اليسار المعتدل ووسط اليمين وأقصى اليمين. 

نشرت في: 27/05/2023 – 18:00

اختار تحالف من ستة أحزاب معارضة الموظف المدني السابق الجاد والمشاكس أحيانا كمال كليتشدار أوغلو مرشحا له لينافس الرئيس التركي المنتهية ولايته، رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي يُنظر إليها على أنها ربما الأهم في تاريخ البلاد الحديث.

ربما لا يتمتع كليتشدار أوغلو بشخصية كاريزمية مثل أردوغان، لكن صاحب الحضور الهادئ متفائل بشأن فرصه في الفوز على أردوغان في جولة الإعادة المقرر إجراؤها الأحد 28 مايو/أيار ويرى أن تركيا على موعد مع ربيع جديد بعد عقدين من حكم مضطرب.

بعدما ظل متواريا لفترة طويلة خلف ظل أردوغان وحزبه ذي الجذور الإسلامية، لمع نجم كليتشدار أوغلو خلال الحملة الانتخابية، بل إن استطلاعات الرأي تقدمه بفارق ضئيل قبيل الجولة الأولى.

“غاندي كمال”

ولد كليتشدار أوغلو في إقليم تونغلي الشرقي، وهو من العلويين. اعترف بذلك علنا الشهر الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ساعيا إلى وقف هجمات سياسية باعتبار أن معتقدات العلويين تجعلهم على خلاف مع الغالبية السنية في البلاد.

أطلق عليه الإعلام التركي لقب “غاندي كمال” لتشابه معه بسبب نظارته الطبية ومظهره البسيط، ونال استحسانا كبيرا من الناس في عام 2017 عندما أطلق “مسيرة من أجل العدالة” لمسافة 450 كيلومترا من أنقرة إلى إسطنبول بسبب اعتقال نائب من حزب الشعب الجمهوري.

عمل كليتشدار أوغلو قبل دخوله عالم السياسة في وزارة المالية ثم كان رئيسا لمؤسسة التأمين الاجتماعي التركية خلال معظم فترة التسعينيات. وانتقص أردوغان في خطاباته مرارا من أداء كليتشدار أوغلو عندما كان في ذلك المنصب.

كان منافس الرئيس الحالي خبيرا اقتصاديا وأصبح نائبا في البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري في عام 2002، عندما وصل حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى السلطة لأول مرة. وحزب الشعب الجمهوري المنتمي ليسار الوسط هو حزب أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك وناضل حتى يتجاوز أصوله العلمانية ويقترب من المحافظين.

وتحدث كليتشدار أوغلو خلال السنوات الماضية عن الرغبة في مداواة الجروح القديمة مع المسلمين والأكراد المتدينين.

صعد كليتشدار أوغلو إلى الصدارة باعتباره مناهضا للكسب غير المشروع، وظهر على شاشة التلفزيون ملوحا بملفات أدت إلى استقالات لمسؤولين رفيعي المستوى. وبعد مرور عام على خسارته سباقا على رئاسة بلدية إسطنبول، تم انتخابه دون أي منافسة زعيما للحزب في عام 2010.

وأذيعت خلال ذلك التجمع أغنية الحملة التي وصفته بأنه رجل “نظيف وصادق”. وقال كليتشدار أوغلو، بينما كان يرتدي قميصا مقلما وسترة سوداء، لأنصاره “نحن قادمون لحماية حقوق الفقراء والمضطهدين والعمال”.

وعزز انتخابه زعيما لحزب الشعب الجمهوري آمال الحزب في بداية جديدة، لكن التأييد للحزب لم يتجاوز منذ ذلك الحين 25 بالمئة. وحصل حزب العدالة والتنمية على 43 بالمئة في الانتخابات البرلمانية الأحدث التي جرت عام 2018.

احتواء التضخم

تهدف خطة كليتشدار أوغلو إلى احتواء التضخم الذي وصل إلى 85 بالمئة العام الماضي، وحل أزمة غلاء المعيشة التي أثقلت كاهل كثير من الأتراك.

قال خلال مؤتمر انتخابي حاشد: “أعرف أن الناس يناضلون من أجل تدبر أمورهم. أعرف تكلفة المعيشة ويأس الشبان… لقد حان وقت التغيير. من الضروري وجود روح جديدة وفهم جديد”.

ويقول منتقدون إن كليتشدار أوغلو، الذي سخر منه أردوغان بعد هزائمه الانتخابية المتكررة كرئيس لحزب الشعب الجمهوري، يفتقر إلى قدرة خصمه على حشد الجماهير وكذلك القدرة على الهيمنة حتى يتسنى له قيادة تحالفه بعد الانتخابات.

وحتى لو انتصر، يواجه كليتشدار أوغلو تحديات تتمثل في الحفاظ على وحدة تحالف للمعارضة يضم قوميين وإسلاميين وعلمانيين وليبراليين. وجاء اختياره مرشحا بعد خلاف استمر 72 ساعة انسحبت فيه لفترة وجيزة ميرال أكشينار زعيمة الحزب الصالح، ثاني أكبر حزب في البلاد.

وستكون مهمته الأكبر هي التخلص من البصمات التي تركها أردوغان وحزبه في جميع أجهزة الدولة، من الجيش إلى القضاء والإعلام، والتي يتهم أنه قام بتكديسها بالموالين له وتهميش الليبراليين والمعارضين.

ويرى كليتشدار أوغلو أن المشكلة الأساسية للسياسة الخارجية التركية خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية كانت استبعاد وزارة الخارجية من عملية صنع السياسة.

تركيا أولا

أكد كليتشدار أوغلو غير ما مرة أن بلاده “سننتهج سياسة خارجية تجنح للسلام وتعطي الأولوية للمصالح الوطنية لتركيا. أولويتنا هي مصالحنا الوطنية والعمل بما يتوافق مع قواعد العالم الحديث”.

وقال محللون قبل نتائج الدور الأول إن أردوغان صار أقرب للهزيمة من أي وقت مضى رغم إنفاق حكومته المالي القياسي على المساعدات الاجتماعية قبل الانتخابات.

وشددت المعارضة على أن مسعى أردوغان لخفض أسعار الفائدة أطلق أزمة تضخمية أضرت بشدة بميزانيات الأسر. وتقول الحكومة إن هذه السياسة أدت إلى نمو الصادرات والاستثمار ضمن برنامج يشجع حيازات الليرة.

فرانس24/أ ف ب/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى