آخر الأخبارأخبار محلية

أميركية لبنانية تقود دعم واشنطن لـ ذوي الاحتياجات الخاصة.. تعرفوا اليها

 

 

كانت ترد الأميركية من الأصول اللبنانية سارة منقارة عندما كان يقول لها أحدهم: “الله يشفيكي” بسبب ضعف الإبصار الذي تعاني منه: “ليشفيكَ الله أنتَ!”.

 

 

سارة التي اختارها الرئيس الأميركي جو بايدن، لتكون مستشارة خاصة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في وزارة الخارجية الأميركية، لتعزيز حماية هذه الفئة الفئة على الصعيد الدولي، أكدت في حديث لـ “الحرة” أن العالم لا يزال ينظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة بـ “نظرة شفقة”، حيث يقول لها الناس: “لديكِ احتياجات خاصة.. أنت لا تبصرين.. يا حرام!.. أنت تعانين.. أنت تتعذبين.. ثمة أمر ناقص في حياتك.. هناك خلل بك”.

وقالت انها عندما كانت صغيرة أن هذه التعليقات كانت “تضايقها”، ولكنها بعد ذلك أدركت أهميتها وقيمتها، مؤكدة أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم “أشخاص لهم قيمة”.

ولفتت الى أنها باستخدامها الآن للعصا البيضاء في المشي وتحديد مسارها، تعطيها المساحة من الحرية والاستقلالية التي تحتاجها، مشيرة إلى أنها ترى “الأنوار أحيانا، ولكنها لا تستطيع رؤية الألوان، إذ كان الأخضر هو لونها المفضل”.

وعادت سارة بذاكرتها وقالت إنها لم تكن فاقدة للبصر طوال حياتها، عندما كان عمرها سبع سنوات أفاقت يوما من النوم لتجد نفسها “فاقدة القدرة على الإبصار”، مشيرة إلى أن أختها أيضا كانت قد فقدت بصرها، عندما كانت تبلغ من العمر سبع سنوات أيضا.

وأوضحت أن سبب ما حصل معها ومع شقيقتها تعود لأسباب وراثية، “لأن والدها ووالدتها أقرباء” وهو ما تسبب بإصابتهم فيما يعرف بـ”الضمور البقعي”.

و”الضمور البقعي” أو “التنكس البقعي” اضطراب في العين يسبب ضبابية في الرؤية بسبب ترقق الطبقات الداخلية للبقعة الشبكية، والتي قد تصيب إحدى العينين أو كلتيهما، والذي قد ينتج عنه بالنهاية فقدان البصر، بحسب “مايو كلينك”.

 

فقدانها للبصر هي وشقيقتها حفز عائلتها على دمجهم بشكل كبير خلال مراحل حياتهم، خاصة في التعليم، ليتمتعوا بالمزايا ذاتها التي يستفيد منها بقية الأطفال، وقاموا بتشجيعهم على وضع “أهداف وطموحات مثل أي أطفال آخرين”.

ولم تحد الإعاقة البصرية التي عانت منها سارة من استكمال تعليمها، لتحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والرياضيات من جامعة ويسلي، وتستكمل دراستها في جامعة هارفارد وتتخصص في السياسة العامة، مشيرة إلى أنها كانت قبل ذلك قد أسست جمعية خاصة لدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، من خلال الاعتماد على برامج وسياسات رسمية تعنى بذلك.

 

ولفتت سارة الى أنها حاليا تعمل بعد تعيينها من قبل بايدن في منصبها من أجل تعزيز “السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتركيز على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم”.

ويعتبر عملها الحالي استكمالا للمهمة التي وضعت نفسها أمامها بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع والحياة العامة من خلال السياسات العامة والبرامج العامة، مؤكدة أن رصيدها من خبراتها السابقة هو ما يعزز عملها الحالي.

وأكدت أن التكنولوجيا حاليا تتيح ميزة الاستقلالية لذوي الاحتياجات الخاصة، فهي تمنحهم القدرة على التواصل، والاستماع للكتب.

 

وشددت على أن هدفها في الحياة الذي تعمل لأجله أن “تجعل المجتمعات تقدر قيمة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”.

 

 

ودعت هذه الفئة من المجتمع بألا “تعتبر الإعاقة نوعا من الخطأ الذي أصابهم، وأن يؤمنوا بقيمتهم وجمالهم وقدرتهم على العطاء للمجتمع”.

وتعتبر سارة ثاني شخص يقوم الرئيس الأميركي بتعيينه في منصب المستشار الخاص للولايات المتحدة لتمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد جوديث هيومان، التي عينها الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، في عام 2010، وفق تقرير لموقع “شير أميركا”.

وحازت منقارة على العديد من التقديرات والجوائز لجودها، وفقا لما نقله موقع وزارة الخارجية الأميركية لدى تعيينها بالمنصب، في عام  2021، من بينها “مبادرة كلينتون الدولية” وتقدير معهد ماساتشوسيتس التقني وكانت ضمن لائحة “30 تحت سن الثلاثين” التابعة لفوربس، وغيرها. 

وساهمت منقارة بدعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في عدة دول، من ضمنها لبنان وماليزيا ونيكاراغوا ورواندا وتايلند والمملكة المتحدة. (الحرة)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى