محطّات لا تُنسى على درب التحرير.. هكذا إنتصر لبنان على الإحتلال
في الواقع، كانت مراحل مُجابهة الإسرائيليين كثيرة، إلا أنّ هناك العديد من الوقائع التي لا يُمكن تجاهلها وعدم الوقوف عندها، والتي كانت لها تأثيرٌ كبير على مسار “التحرير”.. فما هي هذه المراحل؟
1- منذ العام 1982، وعقب الإجتياح الإسرائيلي للبنان، بدأت أطرافٌ وطنية عديدة بالتصدي للإحتلال، في وقتٍ كرّس فيه الجنوبيون أيامهم للمواجهة.
2- حقاً، كان الرفض الشعبي للإحتلال كبيراً، الأمر الذي شكّل حاضنة شعبية لمختلف الفصائل الوطنية اللبنانية المُقاوِمة للإحتلال.
3- ما زاد من إنكسار الإسرائيليين في لبنان هو العمليات الإستشهادية التي كان ينفذها المقاومون، ومن أبرزها تلك التي نفذها الشهيد أحمد قصير حينما استهدف مقرّ “الحاكم العسكري” في صور.
4- كذلك، كانت لعمليات الأسر الأثر الأكبر في ضربِ بنية الإحتلال داخل لبنان، فيما تبين أن هناك عمليات أدّت إلى تزعزع محاولات الجيش الإسرائيلي للتوسع، الأمر الذي ساهم بتطويق حركته حتى داخل منطقة الشريط المُحتل.
5- في تموز 1993، شنّ العدو الإسرائيلي حرباً ضدّ لبنان، إلا أن هذا الأمر لم يكسر شوكة المقاومين الذين تمكنوا من مواجهة الإعتداء والمتعاملين معه في الجنوب.
6- في تلك الحرب، كانت لصواريخ “الكاتيوشا” الكلمة الأكثر تأثيراً باعتبار أنَّها ساهمت في إنتقال المعركة إلى ما وراء الجبهة.
7- بعد 7 أيامٍ من المواجهات، أُجبر العدو الإسرائيلي على وقف عدوانه وذلك تحت وطأة الضربات التي نفذها المقاومون في الجنوب.
8- في نيسان 1996، شنّت إسرائيل حرب “عناقيد الغضب” استمرّت لـ16 يوماً. حينها، نفذ العدو مجزرة دموية في قانا، الأمر الذي زاد من وطأة هجمات المقاومة ضدّ الإحتلال.
9- شكّلت مجزرة قانا مُنعطفاً كبيراً على صعيد الصراع، في حين كان التضامن كبيراً وواسعاً دولياً مع لبنان بسبب الجرائم المُروّعة التي ارتكبتها إسرائيل.
10- بين عامي 1996 و 2000، نفذت المقاومة في لبنان سلسلةً من العمليات التي ساهمت في إضعاف قوة الجيش الإسرائيلي، والهدف مع ذلك أيضاً كان في ضرب بنية ميليشيات العملاء التي إنهارت بشدّة خلال أيار 2000.
11- المشهد الأكثر بروزاً كان في هروب الجيش الإسرائيلي من لبنان، وفي إخلائه المراكز العسكرية فوراً، مع هروب أيضاً العملاء بإتجاه الأراضي المُحتلّة.
12- هنا، كانت لحظة الإنجاز التاريخي.. في 25 أيار، دخل الجنوبيون إلى المناطق المُحرّرة، وكانت المعتقلات الشاهدة على نشوة الإنتصار، حينما تمكن أبناء الجنوب من تحرير جميع الأسرى هناك وسط عُرسٍ وطني لا تنُتسى مشاهده.
حقاً، إنّ يوم “التحرير” هو يومٌ وطني جامع للبنانيين ولا يُمكن أن يكون مُختصراً عند فئة محددة منهم. ما شهده الجنوب في أيار 2000، كان بمثابة نقلةٍ نوعيّة في تاريخ لبنان المُعاصر، ومحطة لا يمكن لأي جهةٍ أن تختصرها لنفسها. أما الأهم، فهو أن ما حصل قبل 23 عاماً كان نتاجَ مشاركة جميع اللبنانيين في مقاومة الإحتلال، فالمسار التراكمي كان كبيراً، والضربات التي مُني بها العدو شارك بها الوطنيون من مختلف الطوائف والمذاهب.. حقاً، كانت المقاومة حينها جامعة ووطنيّة بدرجة أولى لأن دماء المُقاتلين على إختلاف إنتماءاتهم، امتزجت مع تراب الوطن، وحتماً حصل “التحرير”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook