التفاؤل بانتخاب رئيس قريباً يناقضه تشاؤم ما بعده
Advertisement
والاتصالات الداخلية التي تتم حتى لو انها ليست من يوفر الفرصة لانتخاب رئيس للجمهورية ، فانها ستكون مفيدة من اجل تمهيد الارضية لوصول الرئيس العتيد على قاعدة ان الاخراج التوافقي المتعدد الاطراف يمكن ان يعطي للعهد الجديد زخما للانطلاق اقله في الاشهر الاولى من عهده . اذ ان الصدع القائم بين القوى السياسية وما لم يحصل رأبه باعجوبة ، فانه لن يوفر للبنان في احسن الاحوال سوى مرحلة عبور انتقالية قصيرة المدى .اذ يخشى ان يكون انتخاب الرئيس العتيد، ايا تكن هويته السياسية ، مرحلة تهدئة تواكب التهدئة الاقليمية انما من دون ان يشكل حلا للبنان لان البلد ووفق صيغة مبسطة تعتمدها هذه المراجع “يتم تشغيله على الفحم الحجري” فيما ان النظام بات في حاجة الى اكثر من رئيس للجمهورية واكثر من رئيس حكومة وحكومة جديدين وفيما ان العالم بات يعمل بالطاقة البديلة ولم يعد على الفحم الحجري. ومجددا فان السذاجة كبيرة في رفع مستوى الامال والتوقعات ولو ان السياسة يمكن ان تحمل مفاجآت غير متوقعة لا سيما في ظل تظهير ايران و”حزب الله” عدم تراجع طهران عن مشروعها الايديولوجي في المنطقة وتاليا عدم تحييدها لبنان ان كان من كباشها المفترض مع الولايات المتحدة الاميركية او من صراعها مع اسرائيل .
فلبنان يبقى ساحة للاستخدام متى ارتأت ايران ذلك مناسبا وهو مغزى الرسائل المتكررة والمختلفة من الجنوب اكان عبر صواريخ تحت عنوان ” وحدة الساحات ” او عرض للاسلحة العسكرية بذريعة استمرار دور ” المقاومة “. فهذه العناصر التذكيرية لا تتصل فحسب بالاتفاق السعودي الايراني بل ايضا بمشروع ايراني تقول مصادر غربية استخباراتية ان ايران لن تتخلى عنه بعدما اعطاها وصولا الى البحر المتوسط ويوفر لها ” شرعية منطق ” مواجهة اسرائيل وتهديدها على نحو مباشر لا سيما ان الاتفاق السعودي الايراني لا علاقة له باسرائيل فيما ان الواقع ان الامر يتصل بنفوذها وما يمكن ان يشكل منصة لها لتصدير الثورة والذي لم تتخل عنه تبعا لذلك. كما ان الدول التي تساعد في اعادة وضع لبنان على السكة يرجح الا تواكب كل مراحله الصعبة الاتية وهي كثيرة لا سيما ان انتخاب رئيس والاتفاق على رئيس حكومة وحكومة جديدين ليس نهاية فعلية للازمة الحالية في لبنان بل هو الجزء الظاهر من رأس جبل جليد الازمات التي باتت عميقة جدا .
مصدر الخبر
للمزيد Facebook