الاستحقاق الرئاسي في ميزان الحياد السعودي – الإيراني
كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: إن توغّل المراقبون في قراءة المعوقات يتوقفون بداية امام التصلّب الذي عبر عنه “الثنائي الشيعي” تجاه مرشحه للرئاسة، متسلّحاً بالدعم الإيراني المطلق الذي يسمح للجانب الإيراني باستباق الجميع بالنأي بنفسه عن الإستحقاق الرئاسي في ظل استناده الى الحضور الاستثنائي لـ”حزب الله” من ضمن “الثنائي الشيعي”، فكيف ان بقيت باريس على موقفها من تسويق مرشحها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في التوجّه عينه. وهو امر لا يعوق مشروع “حزب الله” لإيصال فرنجية الى قصر بعبدا فحسب بل انه يضع الموقف السعودي في مواجهة مربكة. فهو والى جانب تعهّده بعدم التدخل وسحب كل أشكال “الفيتو” عن اي مرشح بمن فيهم فرنجية نفسه، فإنه غير مستعد حتى هذه اللحظة لبذل اي جهد لتغيير موازين القوى في الداخل ودعوة حلفائه – إن وجدوا بالطريقة التي تشبه وجود حلفاء إيران ودورهم في لبنان ـ لتغيير موقفهم من المعادلة الرئاسية القائمة بتوازناتها السلبية في غياب اي مشروع او فكرة لتعديلها في اي اتجاه حاسم.
على هذه الاسس، تتطلع المراجع الديبلوماسية بقَلق، عند قراءتها لحجم “النأي بالنفس” الذي يمكن ان يتحكّم بموقف كل من السعودية وإيران وحيادها تجاه الاستحقاق الرئاسي. ذلك انه ليس من السهل ان تؤدي هذه السياسة الى اي انجاز ايجابي يُنهي الفراغ الرئاسي الذي اقترب من شهره السابع. وهو امر يؤدي الى إبقاء اللبنانيين جميعاً في عمق المأزق الذي وصلوا اليه كلّ على مستوى طموحاته.
وعليه، يمكن للمراجع السياسية والديبلوماسية ان تستنتج أنه وبالاضافة الى المأزق الذي بلغته المعارضة في عجزها عن اختيار البديل للمرشح النائب ميشال معوض ولو نال صوتا واحدا اضافيا عنه، فـ”الثنائي الشيعي” ايضا باتَ “أسير شَرنقة” نتيجة موقفه المتشدد من إصراره على عدم وجود اي بديل من مرشحه، ولم ينجح بعد بِفَك الطوق المضروب عليه من أكثر من جهة ولا سيما المسيحية منها.
وفي ظل عدم قدرة ايّ من هذين الطرفين على الخروج من مأزقه، ما زال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يغرّد خارج الملعبَين طالما انه قادر على اللعب على حبلَي المعارضة والثنائي معاً الى مرحلة قد تطول او تقصر. ذلك انّ الاخطر من القدرة على تقدير المسافة الفاصلة عن الحل هو وجود ما يؤدي الى دخول البلاد مرحلة من الخطر لقربها من استحقاقات مصرفية ومالية ونقدية خطيرة قد تشكّل دافعاً الى الارتطام الكبير الذي طال الحديث عنه ولم يقع بعد. وهو أمر بات مرئيّاً بالعين المجردة إن لم يكن هناك قرار اقليمي ودولي للقيام بدور كبير وحاسم يتجاوز الرهان على ما هو غير كاف إن ثبت وجود الحياد الإيراني ـ السعودي.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook