المطران عودة : متى سيفتح مجلس النواب لانتخاب رئيس؟
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور. إنجيل اليوم يحدثنا عن أعمى طلب منه الرب يسوع أن يغتسل بمياه بركة سلوام لكي يبصر مجددا، لكنه قام قبلا بفعل يشير إلى إعادة الخلق إذ تفل في التراب وجبل طينا وطلى به عيني المولود أعمى فمضى واغتسل وعاد بصيرا. لقد أعاد الرب البصر للأعمى وشفى بصيرته أيضا لأنه آمن بيسوع واعترف به أنه الرب.
وأضاف: “حبذا لو يحذو مسؤولونا حذو الملكين القديسين، اللذين بنيا بلادهما بدل هدمها، واهتما بمصلحة الشعب روحيا ودنيويا، فساعدا المحتاجين، وحكما بالعدل، وناضلا ضد عبادة الأوثان. في بلدنا، لا نزال نجد من يعبد أصناما متمثلة بزعماء أو بمصالح مادية وكراس ينخرها سوس الفساد. نجدهم يبثون الخطيئة في النفوس، بدلا من الرجوع إلى الله، والحكم بهديه، والامتلاء بروحه، والاغتسال من الآثام التي تسببوا بها تجاه شعب يعاني القهر والفقر والذل والضياع.
هذا الشعب كان ثائرا وغاضبا ورافضا تصرفات المسؤولين، لكنه عاد وانتخب من كانوا سبب نكباته وآلامه وضياع موارده ومدخراته فأوقع نفسه في هوة أعمق. عسى يكون ما يعيشه الشعب درسا في تحمل المسؤولية وفي حسن التمييز وحسن اتخاذ المواقف. ان اختيار ممثلين عن الشعب لا يكون بالاستزلام لهم والتعامي عن أخطائهم بل بتوكيلهم ومحاسبتهم. كذلك اختيار رئيس للبلاد لا يكون بحسب قربه أو بعده عن الأطراف، بل بحسب برنامجه ورؤيته ونزاهته وخبرته، وبحسب ولائه لهذا البلد وأمانته لله وللبنان.
أين ذهبت الوعود المقطوعة منذ سنة؟ متى يصل المسؤولون عندنا إلى درجة من الوعي والوطنية والنضج والديمقراطية فلا يتجاهلون أي استحقاق وواجب؟ ومتى سيفتح مجلس النواب لانتخاب رئيس؟ هل يليق بلبنان أن لا يشارك رئيسه في اجتماع عربي أو دولي؟”.
وتابع: “نرجو أن يكون لنا رئيس في أقرب وقت وأن يكون الإيمان من المزايا التي يبحث عنها الباحثون عن رئيس للجمهورية، لأن الحاكم إن لم يكن لله، فإن عمى الطمع والفساد سيصيب الجميع مجددا، ولن يصل الشعب إلى نور القيامة المرجوة لهذا البلد”.
وختم: “دعوتنا اليوم أن نؤمن بالرب، ونعلن إيماننا به من دون خوف، لأننا بذلك نفعل ثمار الروح القدس التي بذرت فينا يوم المعمودية. المسيح يدعونا إلى التطهر والاغتسال من الخطايا، فهل نستجيب لدعوته؟ المهم ألا ننسى أن أجسادنا هي هياكل للروح القدس، وعلينا أن نتحمل هذه المسؤولية بجد وجهاد”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook