الوكالة الوطنية للإعلام – “القوات” ترد على استهلالية إحدى نشرات ال “أو تي في”: بث الاكاذيب ليس قادرا على طمس حقيقة سوداء كلفت اللبنانيين عصرا من الخديعة
وطنية – ردت الدائرة الاعلامية في حزب “القوات اللبنانية” على استهلالية نشرة قناة “أو.تي.في” مساء الجمعة الفائت، معتبرة ان “أكبر الرهانات الفاشلة هي تلك التي تظن أن عملية بث الأكاذيب والأضاليل قادرة على طمس حقيقة سوداء ومسيرة مارقة، كلفت اللبنانيين عصرا من الخديعة وجلجلة لم تنته مفاعيلها بعد”. وقالت في بيان: “إن أحد الأسباب الرئيسية للسقوط الدائم للتيار الوطني الحر، هو أنه ومنذ عقدين، لا يستخدم وقته للاهتمام بالشأن العام، لا بل يركز معظم مجهوده السلبي لمحاولة تفشيل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عبر انتقاده والتصويب عليه والبحث عن الثغرات في خطاباته وحركته، بواسطة كل الوسائل المباحة وغير المباحة. آخر تجليات هذا المرض، هو مقدمة نشرة قناة التيار الرسمية “او تي في” مساء الجمعة الفائت، والتي جاء فيها: “أما أصحاب الرهانات الفاشلة بدليل التصريحات التي تملأ مواقع التواصل تذكيرا بكل هفوة، فحبل نجاتهم الوحيد صار اليوم تواصلا رفضوه لأشهر، مع من حاولوا شطبهم من المعادلة وإلغاء وجودهم، قبل أن يتحولوا بفعل الثبات والتطورات، إلى محور المشهد ومدخل الحل. “وقد استتبعت هذه المقدمة الهزلية بتقرير إخباري، لم يخل من عرض المواقف المحرفة بعد تناولها في غير سياقها، ممهورا بعبارة أخيرة: “رهانات وخيارات وهفوات محلية وإقليمية فاشلة، وشعارات شعبوية، دفعت بالكثيرين للقول الحكيم لم يعد حكيما.إن موقف الدكتور جعجع الذي سبق الانتخابات النيابية حول تحسن العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي في حال حققت “القوات” التقدم المطلوب في الاستحقاق النيابي، هو طرح سياسي طبيعي لأي فريق يخوض الشأن العام، ويعد ناخبيه بتحقيق خطوات متقدمة على أكثر من صعيد ومن بينها الصعد المالية والاقتصادية، في حال بلوغه السلطة التنفيذية، وهذا الأمر الذي لم يتحقق حتى اللحظة، كون “القوات” ما زالت تخوض المواجهة السياسية من صفوف المعارضة”.
وتابعت: “أما التذكير بمواقف الدكتور جعجع عن حتمية سقوط الأسد، ومن ثم التصويب على عدم صحتها، يدعونا للاستغراب، فأين نظام الأسد؟ هل مازال موجودا؟ أين شعبه؟ أين حكمه؟ أين دولته؟ إن كل ما نراه، ليس سوى قشرة لنظام تهالك، وقد أجمعت كل الدول في السنوات الأولى لبدء الحرب السورية على سقوط النظام، ولولا تدخل إيران بكل قواها المسلحة، ومن ثم طلب النجدة الروسية، لما بقي لا نظاما ولا من يحزنون، حيث باتت دمشق صورة تتقاسمها القوى الخارجية في كل الاتجاهات، وتتناتش أراضيها عساكر الدول في انتظار الحلول؛ وقد جاء بيان مجموعة السبع في الأمس، ليؤكد “رفض التطبيع مع سوريا، قبل تحقيق تقدم حقيقي نحو حل سياسي فيها. إن المواقف التي ذكرها التقرير، آخرها تأكيد الدكتور جعجع عدم حضور رأس النظام السوري بشار الأسد إلى قمة جدة، قد أتى في الشكل، خلال حديث أشمل عن توصيف جوهري لوضعية هذا النظام، بعيدا عن التطورات الشكلية التي عادت وأتاحت له المشاركة الصورية والتي لا تبدل من جوهر الطرح”.
وأضافت: “أما مجاهرة الوطني الحر وإعلامه البرتقالي عن الرهانات والتوقعات والخيارات، يدفعنا للتساؤل عن صوابية الخيارات التي أسقطت التيار من تمثيل 70% من المسيحيين العام 2005 وصولا إلى 20% العام 2022، توازيا مع خيارات القوات الوطنية والسيادية الثابتة التي رفعت تمثيلها من 8% العام 2005 إلى ما يفوق نسبة 30% العام 2022”.
وسألت: “عن أي خيارات يحدثنا “التيار”؟ هل عن “الفخار المكسر” من حروب الالغاء وتدمير المناطق المحررة تحت ذريعة توحيد البندقية ونزع السلاح غير الشرعي والذي توج بالعودة إلى التسليم بسلاح الميليشيات عام 2006 بتفاهم إذعان؟ عن خيارات مواجهة الأسد وتكسير رأسه وصولا إلى استجداء زيارة ذمية توجت بمطالبة اللبنانيين بالاعتذار منه، على وقع نكران المعتقلين والتضحيات؟ عن خيارات الاصلاح والتغيير التي حولت الدولة مرتعا للعائلة والأصهرة والمحاسيب والحاشية ومنصة للتنفيعات والسمسرات على حساب الناس وأرزاقهم ومستقبلهم ودفعت اللبنانيين تحت وابل الفقر والبطالة للتخبط بين خياري جهنم والهجرة؟ عن خيارات النجاح التاريخي المدوي في تأمين الكهرباء 24/24 بعد 15 عاما في وزارة الطاقة، حيث تبخرت المليارات وقبضت العتمة على نفوس اللبنانيين، وسط إنجازات مديدة عديدة من البواخر القاتمة والسدود الفارغة إلى التوظيفات غير القانونية؟ عن أي خيارات يحدثنا “التيار”؟ هل عن رفض دخول النازحين السوريين والذي بقي شعارا على المنابر، بينما كانت كل السلطات تحت إمرته، حيث امتلك مع حلفائه الأكثرية الساحقة في الحكومة ما بين العامي 2011 و2014، وواصل حضوره الوزاري الوازن ما بين 2014 و2016، ثم تسلم رئاسة الجمهورية ومن بعدها الأكثريات الحكومية والنيابية والأجهزة والسلطات بدءا من العام 2016، حيث لم يأخذ في كل هذه المرحلة وعلى مدى 11 عاما أي قرار تنفيذي أو خطوة ملموسة لمعالجة ومواجهة أزمة النزوح، فكان خياره “كلاما بكلام” يستتبع بعادته الصبيانية السيئة في رمي المسؤوليات على الآخرين. عن أي خيارات يحدثنا “الوطني الحر”؟ هل عن خيار التمسك بمشروع بناء الدولة واستعادة السيادة وقرار السلم والحرب لصالح الشرعية والذي انتهى بتسليم قرار رئاسة الجمهورية والجمهورية إلى حارة حريك؟”.
وختمت الدائرة الاعلامية: “لائحة الانقلاب على الوعود والمبادئ والشعارات والخيارات تطول، لكن يبقى أن أكبر الرهانات الفاشلة هي تلك التي تظن أن عملية بث الأكاذيب والأضاليل قادرة على طمس حقيقة سوداء ومسيرة مارقة، كلفت اللبنانيين عصرا من الخديعة وجلجلة لم تنته مفاعيلها بعد، ما دفع الغالبية العظمى من شعب لبنان العظيم للقول سقط القناع”.
========== ل.خ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook