آخر الأخبارأخبار محلية

قمة تضميد الجراح: مفاعيل ايجابية على لبنان وبوادر حل تدريجي

لعل وصف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي للقمة العربية في جدة بأنها قمة “تضميد الجراح”، هو المدخل الاوضح لفهم اهمية ما حصل في المملكة العربية السعودية وتأثيراته التي لا يمكن احتواءها بساحة او بلد، بل هي مسار عربي كامل قد يستمر لعقود، بعد سنوات الخلاف والحروب والمقاطعات. 

كثيرة هي الملفات التي ستأخذ طريقها الى الحل في المنطقة بعد القمة العربية، خصوصا وأن قوة الدفع الاساسية لهذه القمة هي التوافق والمصالحة وتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية من جهة وسوريا من جهة، وهذا الامر مدعوم بشكل فعال بالمصالحة الايرانية – السعودية التي ستسهل التسويات، لا بل ستتممها. 

من هذا المنطلق سيكون لبنان من البلدان الاساسية التي ستتأثر ايجابا بمفاعيل القمة العربية، خصوصا انه كان متأثرا بشكل سلبي بالخلافات العربية في السنوات الماضية، الامر الذي ادى الى لا مبالاة سعودية وخليجية تجاه الملفات اللبنانية، اضافة الى توتر العلاقات بين جزء اساسي من القوى السياسية والرياض. 

من الواضح ان قرارا عربيا، سعوديا وسوريا اتخذ بشأن البدء بحل الازمة في لبنان،الجار اللصيق لدمشق، ولعل ملف النازحين سيكون البند الاول في مسار الحل، خصوصا وان لبنان الرسمي أعطاه حيزا كبيرا عبر الكلمة التي القاها الرئيس نجيب ميقاتي في القمة امس.إذ ان ملف النزوح السوري لا يفتح الباب امام الحلول الاقتصادية فقط، بل هو مؤشر على الحلول السياسية الكبرى التي تلوح في الافق. 

كما أن تضمين البيان الختامي للقمة بندا عن النازحين السوريين واعادتهم الى بلادهم دليل على ان التوافقات العربية تجاه سوريا سيكون لها تأثير على لبنان، على اعتبار ان اعادة النازحين مرتبط بالحل السياسي في سوريا وشكله وكيفية تعامل العالم العربي مع الدولة في سوريا، وليس مرتبطا حصرا بالتسوية اللبنانية. 

حتى ان الازمة الرئاسية تلقت جرعة دفع اضافية في القمة من اجل الاسراع في اتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ كإحد “الشروط” الاساسية لبدء عملية الانقاذ بمساهمة عربية كاملة، وهذا ما سنشهد انعكاسه الكامل في خلال الايام او الاسابيع القليلة المقبلة على كيفية تسارع الخطوات اللبنانية لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

من المؤكد ان حل الازمة اللبنانية سيبدأ بشكل تدريجي، ونقطة التحوّل في ذلك ستكون قمة جدة، ومسار الحل لن يكون سياسيا فقط بل ستسير بموازاته حلول اقتصادية ومالية تخرج لبنان من انهياره وهذا ما لن تستطيع فعله سوى الدول العربية. مؤشرات الحل بدت واضحة، واستنادا اليها كانت كلمة ميقاتي التي تناولت الدعم الاقتصادي والمالي للبنان وملف النازحين بشكل اساسي اضافة الى توصيف الازمة اللبنانية بكل ابعادها. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى