آخر الأخبارأخبار دولية

السعودية تستضيف قمة الجامعة العربية بمشاركة بشار الأسد… وزيلينسكي ضيف الشرف


نشرت في: 19/05/2023 – 12:11

في أول مشاركة له منذ عُلقت عضوية دمشق بالجامعة العربية، وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر الخميس لحضور القمة السنوية لجامعة الدول العربية. وكانت قد علقت عضوية دمشق في الجامعة ردا على قمعها الاحتجاجات الشعبية ضد النظام العام 2011 قبل أن تتحول إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص. وسيحضر هذه القمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كضيف شرف، ثم سيغادر على متن طائرة فرنسية إلى قمة مجموعة الدول السبع في هيروشيما باليابان.

يعود الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة للمشاركة في القمة السنوية لجامعة الدول العربية في جدة بالسعودية، بعد غياب دام 13 عاما، بعد تعليق عضوية بلاده لقمعه الاحتجاجات الشعبية التي خرجت إلى الشارع ضد النظام في العام 2011.

وبعد وصوله إلى جدة قبل أيام، قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد “نعبر عن سعادتنا بوجودنا في السعودية، هذه القمة مهمة جدا”، مضيفا “نتمنى لهذه القمة كل النجاح”.

وللعلم، كانت قمة سرت في ليبيا في آذار/مارس 2010 آخر قمة حضرها الأسد.

هذ، وتزينت شوارع جدة الرئيسية بأعلام الدول المشاركة ومن بينها العلم السوري، ورحبت لافتات مضيئة في الشوارع بضيوف “قمة جدة”، التي وصفتها صحيفة “الرياض” في صفحتها الأولى بأنها “قمة القمم”.

كما عززت السلطات السعودية الإجراءات الأمنية في الطرق المؤدية إلى فندق “ريتز كارلتون” الفخم الذي يستضيف القمة مع بدء توافد القادة العرب الخميس.

وكان وصل بحلول صباح الجمعة، كل من قادة مصر وسوريا ولبنان والعراق والبحرين وتونس وفلسطين واليمن وليبيا وموريتانيا والصومال والجزائر وسلطنة عمان.

وسيكون من أبرز الغائبين الرئيس الإماراتي النافذ الشيخ محمد بن زايد الذي أعلن أنه سيوفد نائبه منصور بن زايد، وفق ما أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام” الجمعة.

ويذكر أن جهود إعادة الأسد إلى الحاضنة العربية، لا تلقى ترحيبا من كل الجهات الإقليمية والدولية.

فقد أعلنت قطر أنها لن تطبّع علاقاتها مع حكومة دمشق لكنها أشارت إلى أنها لن تكون “عائقا” أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية. وأعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في بيان الخميس أنه سيترأس وفد بلاده إلى القمة العربية.

وإلى ذلك، جددت واشنطن من جهتها الأربعاء التأكيد بأنها “لا تعتقد أن سوريا تستحق إعادتها إلى الجامعة العربيّة”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل “لن نعمل على تطبيع العلاقات مع نظام الأسد كما لا ندعم بالتأكيد الآخرين على فعل أيضا”.

وللتذكير، كانت دول عربية، أبرزها السعودية، دعمت المعارضة السورية في سنوات النزاع الأولى وطالبت برحيل الأسد من السلطة، قبل أن تعود لتطبيع علاقاتها مع دمشق مؤخرا.

تعزيز موقع السعودية الدبلوماسي… وزيلينسكي ضيف شرف

وبالإضافة إلى إعادة العلاقات مع دمشق، من المتوقع أن تتصدر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان والمتمثلتان في النزاع الجاري منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو من جهة، والنزاع المستمر في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات من جهة أخرى.

كما تنعقد القمة العربية وسط جهود حثيثة من السعودية لتعزيز موقعها الدبلوماسي في الشرق الأوسط وخارجه، وبعد تطبيع علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في آذار/مارس الماضي، إثر قطيعة.

ومنذ ذلك الحين، استعادت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وكثفت جهودها الدبلوماسية للدفع نحو السلام في اليمن حيث تقود تحالفا عسكريا ضد الحوثيين المدعومين من إيران، دعما للحكومة اليمنية.

هذ، وقد لعبت الرياض أيضا دورا مركزيا في عمليات إجلاء مدنيين من السودان حين اندلعت المعارك الشهر الماضي، وتستضيف حاليا ممثلين عن طرفي النزاع من أجل التوصل لهدنة.

وإضافة إلى التحديات الكبرى التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، سيتعيّن على القمة العربية الأخذ في الاعتبار قضايا دولية مثل الحرب في أوكرانيا، بحسب ما كتب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية بالجامعة العربية خالد منزلاوي الأربعاء في صحيفة “الشرق الأوسط”، حيث قال “لا بد من التأكيد أنه ستكون هناك حاجة ماسة للتوافق والتضامن بصورة جماعية…(في) هذه المرحلة بالغة الخطورة من تاريخ العالم، التي تشهد إعادةَ رسمِ خرائط العلاقات الدولية”.

وإلى ذلك، يتوافق هذا الطرح مع جهود السعودية الراهنة لتنويع تحالفاتها الدولية، مع توثيق العلاقات مع الصين وتعزيز التنسيق مع روسيا حول السياسات النفطية، مع محاولة الإبقاء على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، شريك المملكة الأمني منذ عقود.

وتقول الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية في القاهرة رابحة سيف علام لوكالة الأنباء الفرنسية إن العالم في “لحظة دولية تشهد انسحاب القوى الكبرى من المنطقة وانشغالها بحرب روسيا”، ما تعتبره “قُبلة حياة للجامعة لتقوم بدورها كمحطة تنسيق للجهود الإقليمية لحل النزاعات في المنطقة”.

وفي السياق، يحل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة ضيفا على السعودية لحضور قمة جامعة الدول العربية.

ويصل الرئيس الأوكراني إلى جدة على متن طائرة حكومية فرنسية، التي ستنقله لاحقا إلى قمة قادة مجموعة الدول السبع في مدينة هيروشيما اليابانية.

ومن جهته، يقول توربيورن سولتفيدت من شركة فيرسك مايبلكروفت الاستشارية إن القمة الناجحة ستشمل من وجهة نظر الرياض، التزامات ملموسة من سوريا بشأن قضايا من بينها ملف اللاجئين وتجارة الكبتاغون.

وللعلم، يُعد تهريب المخدرات أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة لدول خليجية وخصوصا السعودية التي باتت سوقا رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنعة بشكل رئيسي في سوريا.

لكن، يشير المحلل إلى أن قمم جامعة الدول العربية “اتسمت في كثير من الأحيان بالخلاف الداخلي وعدم الحسم”، مضيفا “بالتالي، فإن معيار النجاح سيكون منخفضا”.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى