اليمين المتطرف يتصدر الصناديق الفرنسية

في الانتخابات الأولى بعد هجمات 13 تشرين الثاني في باريس، والاختبار الأخير لصناديق الاقتراع قبل الانتخابات الرئاسية سنة 2017، ووسط إجراءات أمنية مشددة، حقق حزب "الجبهة الوطنية" انتصاراً تاريخياً في الدورة الاولى من الانتخابات الاقليمية بنتائج لا سابق لها تصل إلى 30 في المئة من الأصوات.
ولاحظت صحيفة "الموند" أن الانتخابات بدوريتها تجري في خضم المواجهة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" وتدفق اللاجئين إلى أوروبا الذي سمته "الجبهة الوطنية" استسلاماً، مشيرة إلى أن الانتخابات الإقليمية عام 1986 كانت بداية تأثير "الجهبة الوطنية" على المشهد السياسي بـ9،7 في المئة من الأصوات في حينه، وصولاً إلى تمكن زعيمها السابق جان – ماري لوبن من فرض نفسه منافساً جدياً في الانتخابات الرئاسية عام 2002.
ما لم يحققه الأب صار واقعاً في عهد ابنته ماري لوبن. وسط نسبة مقترعين بلغت 50,5 في المئة، حلت "الجبهة الوطنية" في الطليعة في ست مناطق على الأقل من 13 في الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية بنسبة أصوات تراوح بين بين 27,2 و30,8 في المئة.
وتقدمت الجبهة بفارق كبير على المعارضة اليمينية والحزب الاشتراكي الحاكم في ثلاث مناطق رئيسية، في الشمال في منطقة نور – با – دو – كاليه – بيكاردي حيث ترشحت مارين لوبن، وفي الجنوب الشرقي في منطقة بروفانس – ألب – كوت – دازور حيث تقدمت ابنة شقيقتها ماريون ماريشال لوبن، وفي الشرق في منطقة ألزاس – شامبان – ارداين – لوران، حيث تقدم فلوريان فيليبو، أحد منظري الحزب.
وقال المواطن لوران دوبان (36 سنة) قرب قاعة "باتاكلان" التي تعرضت لهجوم في 13 تشرين الثاني إنه "اقتراع لم يفسَّر جيداً"، إذ "لا يعرف الناس جيداً لماذا يصوتون"، وتبقى صلاحيات المجالس الإقليمية مجهولة عند الكثيرين في فرنسا، وهي تراوح بين إدارة الثانويات ومساعدة المؤسسات والإشراف على النقل العام.
واقترع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تول بوسط فرنسا، وكان رئيس بلديتها فترة طويلة. وأدلى الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، زعيم حزب "الجمهوريين" اليميني المعارض، في الدائرة 16 بباريس. وقد استبعد فور صدور النتائج الأولية أي تحالف بين المعارضة اليمينية والحزب الحاكم للتصدي لـ"الجبهة الوطنية" في الدورة الثانية. وأكد أن حزبه سيخوض الدورة الثانية بقوة، معتبراً أنه البديل الوحيد المتاح في المناطق التي قد يتقدم فيها اليمين المتطرف.
وقد حصل حزبه وحلفاؤه على 27 في المئة، في مقابل 24 في المئة للحزب الاشتراكي في المرتبة الثالثة. وكان الحزب الاشتراكي يسيطر على كامل الأقاليم تقريبا. ولا يبدو أنه سيكون قادراً على الاحتفاظ بأكثر من ثلاثة أو أربعة في الدورة الثانية.
وحيت مارين لوبن "النتائج المذهلة"، معتبرة أنها قادرة على تحقيق "الوحدة الوطنية التي تحتاج اليها البلاد". وهي لا تخفي آمالها في استعادة الزلزال السياسي الذي أحدثه والدها في الانتخابات الرئاسية، وتضع نصب عينيها الفوز سنة 2017، أو على الأقل بلوغ الدورة الثانية.