المعارضة تستنفر رئاسيًا.. هل تخرج باسم موحّد لمواجهة فرنجية؟!
ثمّة من يتحدّث في هذا السياق عن “استنفار” في صفوف قوى المعارضة، نجم عن العديد من العوامل، بينها اللقاء الذي جمع السفير السعودي وليد البخاري والمرشح فرنجية، الذي خرج منه “مرتاحًا ومطمئنًّا”، وهو ما انعكس “تفاؤلاً” لدى الأطراف المؤيدة له، وفي مقدّمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ذهب لحدّ تحديد منتصف الشهر المقبل موعدًا “أقصى” لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو القائل بأنّ “لا خطة باء” لديه.
ويُحكى في هذا السياق أنّ قوى المعارضة “حصرت” بالفعل قائمة المرشحين المحتملين للسباق الرئاسي بعد “تنازلات متبادلة” بين مختلف الأفرقاء، أفضت إلى التخلي عن بعض “الفيتوات” التي كانت مطروحة في وقت سابق، فهل يمهّد ذلك فعلاً لخروج قوى المعارضة باسم “موحّد” تعلن عنه في الأيام القليلة المقبلة؟ وهل ثمّة مرشح أصلاً قادر على “توحيد” المعارضة بمختلف أفرعها، وبلا تحفّظات؟!
“تفعيل” قنوات التواصل
في الفترة الأخيرة، وُضِعت المعارضة، عن حقّ ربما، في قفص الاتهام، فمكوّناتها أكثرت من الحديث اعتراضًا على ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، من دون أن تقدّم أيّ “بديل” حقيقيّ، حتى إنّ كلّ نائب في قوى المعارضة، بل في بعض الأحيان داخل الكتلة الواحدة، بات لديه مرشحه الخاص، في وقت كان الحوار بين بعض مكوّناتها في سبيل التفاهم أمرًا مرفوضًا، بل “من الخطوط الحمراء”، بنظر البعض.
في هذا السياق، اتّجهت الأنظار بشكل أساسيّ نحو “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” بوصفهما “إم الصبي” كما يحلو للبعض القول، فتفاهمهما يمكن أن “يحرج” الآخرين، لكنّ المشاكل “العالقة” بين الطرفين منذ تفاهم معراب الذي ولّى إلى غير رجعة، حالت دون أيّ تواصل بينهما، لدرجة أنّ “القوات” حين استقبلت النائب الياس بو صعب، تعمّدت الإشارة إلى أنّها فعلت ذلك انطلاقًا من موقعه كنائب لرئيس مجلس النواب، لا من صفته “الحزبية”.
لكنّ شيئًا ما تغيّر في الأيام الأخيرة، يقول العارفون، أدّى إلى فتح قنوات التواصل من جديد، ولو بصورة غير مُعلَنة، انطلاقًا من اعتقاد الطرفين ومعهما سائر مكوّنات المعارضة أنّ الأمور تكاد “تفلت” من أيديهم، فالفرنسيّون ماضون في “التسويق” لفرنجية طالما أن لا مرشح جديًا آخر، والسعوديون على وشك الالتحاق بهم، بعد رفعهم أيّ “فيتوات” افترضها البعض، ما أوحى بأنّ رئيس تيار “المردة” بات أقرب من أيّ وقت مضى إلى قصر بعبدا.
هل تتّحد المعارضة؟
في النتيجة، يُحكى أنّ المفاوضات بين مختلف قوى المعارضة قطعت شوطًا متقدّمًا، ولو أنّها لم تفضِ بعد إلى تفاهم كامل، حيث تشير بعض المعطيات إلى اتفاق على ثلاثة أو أربعة أسماء بات النقاش محصورًا بشأنها، على رأسها الوزير جهاد أزعور الذي نفت “القوات” أن تكون قد وضعت فيتو عليه، وكذلك صلاح حنين وزياد بارود، من دون طيّ ورقة قائد الجيش جوزيف عون بشكل نهائيّ، مع حديث البعض عن ليونة بدأ “التيار” يبديها.
لكنّ المشكلة في الأسماء التي حُصِر النقاش بشأنها أنّها لم تحصد “إجماع” قوى المعارضة بعد، في ضوء “تحفّظات” لدى هذا الفريق أو ذاك على كلّ منها، فثمّة من يعتبر أزعور على سبيل المثال مرشح “تحدّ”، سبق أن أبدى “حزب الله” رفضه له، وثمّة من يعتبر حنين محسوبًا على “14 آذار”، وثمّة من يتحفّظ على بارود، لكونه خاض انتخابات 2018 النيابية متحالفًا مع “التيار الوطني الحر”، ولو أنّ سيرته “المدنية” تضعه في مكان آخر.
وإذا كانت قوى المعارضة “مرتاحة” لمسار النقاشات بحسب ما تسرّبه أوساطها، التي يتحدّث بعضها عن احتمال الذهاب إلى مرشح يحصد أصوات أغلبيتها، على أن تؤمّن المكونات الأخرى النصاب، ثمّة من يعتبر أنّ الأمور لن تكون بهذه البساطة، فأيّ اتفاق لا يباركه “حزب الله” لن يُكتَب له النجاح، طالما أنّ الأخير يمتلك “سلاح” النصاب، ما قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، مع تطيير “نصاب” الدورة الثانية لأيّ جلسة قد يُدعى إليها.
تكثّف المعارضة وتيرة اتصالاتها، قافزة فوق تبايناتها وخلافاتها غير البسيطة، وتناقض رؤاها حول البرامج والخطط، في سبيل الاتفاق على مرشح “موحّد”، رغم أنّ “لا شيء يجمعها” عمليًا سوى “رفض” ترشيح سليمان فرنجية، بند قد لا يكون كافيًا لجمع “الأضداد” فعلاً على طاولة الاستحقاق، استحقاق لا يزال برأي كثيرين بعيدًا عن الإنجاز، رغم الحركة المستجدّة التي رُصِدت على خطّه في الأيام الأخيرة!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook