آخر الأخبارأخبار محلية

في صور.. هل قتلتم طفلاً صغيراً من أجل حفنة من اللايكات؟

 

ليس محمد الطفل الأول الذي يقع ضحية المحتوى البشع الذي يختار عدد من المستخدمين تقديمه، وطبعاً لن يكون الأخير. فالواقع أنه حين نتحدث عن مواقع التواصل الإجتماعي، نشيد بحسناته وبأنه ما سمح بتحطيم القيود والحدود التي رسمت منذ القدم. ولكن أن تتحوّل هذه المنصات إلى أداة للقتل العمد وغير العمد، فهنا سلام على التقدّم والتكنولوجيا عندما ستتحوّل كابوساً نفسياً على الناس، وتحديداً الأطفال منهم. 

 

الإختصاصية في علم النفس العيادي والأستاذة الجامعية حكارول سعادة، شددت على أن المحتوى المباح بشكل كبير على منصات التواصل الإجتماعي مثل “تيك  توك” يشكّل خطراً مباشراً على الأفراد، وتحديداً الصغار منهم ومن لم يبلغوا بعد الـ18 عاماً. 

 

 

 

وفي حديث لـ”لبنان 24″، لفتت سعادة إلى أن الأطفال يتعرضون يومياً إلى مشاهد غير ملائمة سواء لفظياً أو حركياً، كما أنهم يشاهدون أنواعاً عدّة من السلوكيات الخطرة مثل محاولات الإنتحار أو تعاطي المخدرات والكحول، فضلاً عن التعديات الجنسية الإلكترونية. 

 

من هنا، حذّرت من  تطبيقات المراسلات وحتى بعض الألعاب الإلكترونية التي قد تعرّض المراهقين والأطفال إلى مرض البيدوفيليا، كاشفة أن حالات عدّة تتواتر إلى العيادات النفسية على مستوى الأطفال للعلاج من آذار التحرش الجنسي. 

 

وأضافت سعادة أن من أكثر المخاطر عبر “تيك توك” هي التحديات التي تهدف إلى التسلية، إلا أنها في الواقع قد تكون خطرة جداً ومن شأنها أن تشكّل بالتالي صدمات واضطرابات ما بعد الصدمة لمن شاهدها وخاصة لدى فئة الأطفال، وحتى لمن نفذّها. 

 

وأوضحت أنه عقب هذه الممارسات والمشاهدات، قد يصاب الفرد بنوبات من الهلع إثر صدمة معينة تخلق كوابيساً مثلاً، مشيرة إلى أن حالات عيادية كثيرة على مستوى الأطفال تسجّل اضطرابات في النوم أو حالات من الخوف الهائل، يكون سببها التعرض لمشاهد مرعبة شاهدوها عبر “تيك توك”، ما يخلق خللاً في صحتهم النفسية وحياتهم المدرسية والإجتماعية وقدرتهم على التواصل مع الآخرين. 

 

وتحدّثت سعادة عن عدد من الدراسات العلمية التي بيّنت تأثير “تيك توك” بصورة خاصة، لأنه يعرض فيديوهات سريعة جداً، ما يؤدي بدماغ الأفراد لطلب هذا النوع من المشاهد أكثر فأكثر، وبالتالي خلق نوع من الإدمان على هذه الفيديوهات وأن يشعر طوال الوقت بحاجة لقضاء الوقت بهدف مشاهدتها. 
وأضافت: “من هنا، تتولّد لدى الأطفال في هذه الحالة مشاكل في التركيز والذاكرة، والتوتر الزائد والإفراط في الحركة، إلى أن وصل بنا الأمر كاختصاصيين بوصف الحالة على أنها Nomophobie أي رهاب الإنقطاع عن الهاتف الجوّال”.

 

وحذّرت سعادة من أنه يتمّ الترويج لمعلومات خاطئة تصل إلى الأطفال عن طريق أسئلة وأجوبة غير علمية، تؤدي إلى “خربطة” في دماغهم، مشددة على المخاطر الكبيرة التي تنتج عن هذا الأمر على المستوى الإجتماعي بسبب خلق السلوكيات غير الصحية مع الآخرين. 

 

كما سلّطت الضوء على الصورة غير الصحيحة التي تصل من خلال المحتوى المقدّم وخاصة بالنسبة للأطفال، فيصدّقون كل ما يرونه عبر المنصات الإجتماعية سواء أكان الأمر يتعلّق بصورة أو فيديو أو غيرها، فيعمدون إلى المقارنة وبالتالي الإحباط بسبب الشعور بالدونية لتعذّر حصولهم على ما يرونه من مثاليات عبر مواقع التواصل الإجتماعي. 

 

 

وختمت سعادة حديثها بالتشديد على دور الأهل لمنع أطفالهم من مشاهدة أي محتوى عبر “تيك توك” أو “يوتيوب” من دون مراقبة. 
 
حين تدعو أكثر الدول تقدماً إلى وقف العمل بـ”تيك توك” لا بل حظره بسبب الخطورة التي يشكّلها على المستخدمين مثل الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية، لا بد هنا من التوقف عند الأسباب وراء ذلك، بعيداً عن السياسية منها. فقبل محمد اسطنبولي في لبنان، لا يجب أن يكون كبعده، إذ آن الأوان للضرب بيد من حديد لوقف مرضى “اللايكات”، أولئك المعتدين والمستهترين بنعمة الحياة.  

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى