آخر الأخبارأخبار دولية

هجوم للجيش المالي على جهاديين أو معارك في السودان؟ حذار من هذه الصور المقتطعة من لعبة فيديو

نشرت في: 11/05/2023 – 15:00

في 22 نيسان/أبريل 2023 على وسائل التواصل الاجتماعي، تم تداول مقطع فيديو يظهر طائرات مروحية عسكرية بصدد المشاركة في قصف عنيف في سياقين مختلفين: الأول يربط هذه الصور بالحرب ضد الجماعات المسلحة في مالي. أمام الثاني فيتحدث عن غارات جوية نفذها الجيش السوداني في إطار الصراع الدائر حاليا في البلاد. لكن في الحقيقة، تم إخراج هذه الصور عن سياقها الأصلي لأنها اقتطعت في الواقع من لعبة الفيديو “آرما 3/ Arma 3”.

عملية التحقق في سطور

  • منذ يوم 22 نيسان/أبريل 2023، تاريخ هجوم إرهابي جد في منطقة سيفاري في وسط مالي، تناقلت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لطائرات مروحية تم تقديمها على أنها ضمن رد عسكري من الجيش المالي ضد الجماعات الجهادية.
  • يتم تناقل نفس مقطع الفيديو على فيس بوك ضمن سياق آخر كليا. يقول متداولوه باللغة العربية إنه يظهر قصفا للقوات المسلحة السودانية في شمال البلاد.

  • يتعلق الأمر في الواقع بخبرين كاذبين، فبالرغم من أن الصور تبدو حقيقية، إلا أنها لا توثق مشاهد لمعارك حقيقة، إنما تم اقتطاعها من لعبة الفيديو آرما 3 “Arma 3” التي دائما ما يتم استخدام صورها لنشر أخبار مضللة.

عملية التحقق بالتفصيل

في مكان مظلم، تعبر طائرتان مروحيتان السماء وتبدأ الغارات مع صور لبيت قد احترق. يتكرر هذان المشهدان عدة مرات في مقطع فيديو تبلغ مدته أكثر من دقيقه.

“انظروا إلى العرض الرائع لقواتنا المسلحة في مالي، الذين قاموا بهجوم مضاد محترف” هذا ما رحب به نص المنشور على فيس بوك في 22 نيسان/أبريل 2023 الذي تداول مقطع الفيديو والذي تمت إعادة نشره أكثر من 250 مرة.

صورة من الشاشة ملتقطة من فيس بوك في 27 نيسان/ أبريل 2023. © صورة مراقبون

في أول ثواني هذا المقطع المصور، نرى غارات جوية تم تداولها على نطاق واسع في فيس بوك في مقطع فيديو أقصر من الأول ولا تتجاوز مدته 18 ثانية، على هذا المنشور أو ذاك. في المجمل، حصدت الصور أكثر من700 ألف مشاهدة على موقع التواصل الاجتماعي.

تشير الرسائل المتداولة مع مقطع الفيديو إلى أن الأمر يتعلق أيضا بـ3″هجوم سيفاري” الذي تمكن خلاله “الجيش المالي من السيطرة على الوضع”.

تم تداول هذه الصور في سياق تزايد العمليات الإرهابية في مالي، على غرار ما حدث في صباح يوم 22 نيسان/أبريل الفائت، عندما استيقظت مدينة سيفاري في منطقة موبتي وسط البلاد على وقع هجوم ضد مطار وقاعدة عسكرية.

وأودت هذه الهجمات بحياة 10 أشخاص وسقيط 60 جريحا من المدنيين، حسب بيان صادر عن الحكومة المالية. وحسب اللسلطات، تم “تحييد” 88 جهاديا خلال حواد متفرقة، في خضم موجة عنف تصفها بالسلطات بأنها “عودة للحوادث الإرهابية الجبانة”.

في نفس التاريخ، قتل ثلاثة جنود ماليين وسقطت طائرة مروحية وسط حي سكني في العاصمة باماكو.

وهو ما يعني أن هذه الصور جاءت لدعم رد الجيش المالي بعد الهجمات على مدينة سيفاري.

صور مقتطعة من لعبة فيديو

في مقال تحقق من الأخبار الكاذبة نشر في يوم الهجوم، حذرت وسيلة الإعلام المالي “بينبير Benbere” سريعا من تداول واسع لمعلومات كاذبة بينها خصوا مقطع الفيديو هذا.

بفضل بحث عن الكلمات المفاتيح عبر تطبيق تيك توك، تمكن فريق تحرير مراقبون أيضا من العثور على النسخة الأصلية لمقطع الفيديو، الذي نشر في تموز/يوليو 2022، وكانت جودة الصورة في مقطع الفيديو الأصلي أفضل بكثير من النسخة المتداولة حديثا وتمكننا من اكتشاف أن الصور ليس حقيقية ولكنها صور ثلاثية الأبعاد قريبة من الواقع.

في النص المصاحب لمقطع الفيديو المنشور على تيك توك، يمكن أن نرى وسم “#game#arma3”, وهو يمثل إشارة للعبة الفيديو القتالية “آرما 3 / arma3” والتي تسمح بإنتاج مشاهد لمعارك حربية.

صورة ملتقطة من الشاشة من تطبيق تيك تزك (على اليسار) ومن فيس بوك (على اليمين)، تكبير الصور الصورة على اليسار والدوائر والمربعات تمت إضافتها من فريق تحرير مراقبون.

صورة ملتقطة من الشاشة من تطبيق تيك تزك (على اليسار) ومن فيس بوك (على اليمين)، تكبير الصور الصورة على اليسار والدوائر والمربعات تمت إضافتها من فريق تحرير مراقبون. © صورة مراقبون

يظهر في مقطع الفيديو الذي زعم أنه يظهر رد فعل الجيش المالي بعد الهجمات على سيفاري مشهد ثانٍ ونرى فيه بيوتا محترقة.

في المقابل، هذه المشاهد لم يتم اقتطاعها من لعبة فيديو. إذ يتيح بحث عكسي عن الصورة قام به فريق التحرير على تطبيق تيك توك العثور على الصورة الأصلية التي تم نشرها على الإنترنت في نفس يوم الهجوم على مدينة سيفاري، أي 22 نيسان/ أبريل 2023.

“سيفاري، منطقة موبتي، 22 نيسان/أبريل 2023″، هذا ما تم نشره مع مقطع الفيديو دون الإشارة إلى سبب الحريق. ولم يجب مستخدم التطبيق الذي نشر على الفيديو على أسئلتنا. ولم يتمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من التأكد من مصدر مستقل عن طبيعة هذا الحريق وهل نشب بالفعل بعد الهجمات على مدينة سيفاري.

صورة ملتقطة من الشاشة من تطبيق تيك توك في 27 نيسان/ أبريل 2023. صورة مراقبون

صورة ملتقطة من الشاشة من تطبيق تيك توك في 27 نيسان/ أبريل 2023. صورة مراقبون © صورة مراقبون

عدة أخبار مضللة باستخدام نفس مقطع الفيديو

إضافة إلى ذلك، تم تداول النسخة القصيرة لمقطع الفيديو عن غارات جوية مئات المرات باللغة العربية خلال الأيام الماضية على هذا المنشور وهذا وذاك، مع رواية أخرى مخالفة تماما تقول “جيش الجو السوداني سيقوم بعملية مسح كامل لمناطق تواجد مليشيا قوات الدعم السريع. وسيواصل عملياته النوعية ويقوم بمطاردة الهاربين من ولاية الشمال” هذا ما كبتته مثلا صفحة Beautiful Sudan – السودان الجميل على فيس بوك.

صورة ملتقطة من الشاشة من فيس بوك في 28 نيسان/ أبريل 2023.

صورة ملتقطة من الشاشة من فيس بوك في 28 نيسان/ أبريل 2023. © صورة مراقبون

“جيش الجو يواصل عملياته النوعية ويلاحق الذي يفرون من الولاية الشمالية” هذا تقوله رسائل أخرى نشرت نفس مقطع الفيديو.

باللغة العربية، تم استخدام هذه الصور الصادرة من لعبة فيديو في سياق مختلف تمام عن رهانات الأمن في مالي.

وتدخل في إطار تطورات المعارك الحالية التي تهز السودان من 15 نيسان/أبريل 2023.

منذ ذلك التاريخ، تتواصل معارك تجمع بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية والتي تهدد المدنيين بالأساس الذي يعدون أول ضحايا الغارات الجوية وتبادل إطلاق النار والانتهاكات الدامية. فيما حرم عدد كبير من السكان من المواد الغذائية والكهرباء في العاصمة الخرطوم ما اضطر الكثير منهم إلى البحث للهرب من المعارك.

صور ألعاب فيديو يتم استخدامها بنية الخداع

ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام صور ألعاب الفيديو لتمجيد أفعال جيش أو الادعاء بإظهار مشاهد معارك عسكرية. ففي شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، تحاور فريق مراقبون فرانس24 مع أحد صانعي لعبة الفيديو آرما 3 Arma 3 – وهي أحدى أكثر ألعاب الفيديو التي تستخدم بنية التضليل- لمعرفة كيفية رصد الصور الثلاثية الأبعاد التي يتم إخراجها عن سياقها الحقيقي.

في معظم الأحيان – ومع التدقيق في التفاصيل خصوصا منها الانفجارات أو الدخان- يبقى من الممكن التفريق بين مشاهد من لعبة فيديو وصور حقيقية لمشاهد حربية، يمكنكم الاطلاع على مزيد من التفاصيل عبر الفيديو الموجود أدناه.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى