آخر الأخبارأخبار محلية

وسط حديث عن تباينات.. ماذا يقصد جنبلاط بـالتشاور مع تيمور؟!

 
بعدما سعى المحسوبون على “الحزب التقدمي الاشتراكي” إلى التقليل من شأن “الإشاعات” عن وجود “تباينات” بين جنبلاط الأب (رئيس الحزب وليد جنبلاط) وجنبلاط الابن (رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” تيمور جنبلاط)، جاء تصريح الأول من عين التينة، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليثير المزيد من الجدل، خصوصًا مع حديثه عن ضرورة “التشاور” مع نجله، قبل اتخاذه أيّ موقف من الخيارات “الرئاسية”.

 
ثمّة من وضع الأمر في سياقه، باعتبار أنّ جنبلاط الأب “حريص” على إعطاء الابن “الحيثية المفترضة” له، لا بوصفه “وريثه السياسي” فحسب، ولكن باعتباره رئيس الكتلة النيابية المحسوبة على الحزب، وبالتالي صاحب القرار الأخير والكلمة الفاصلة، وهو ما ينسجم مع المسعى الذي يقوم به “البيك” منذ أدخل تيمور “جهنّم السياسة” إن جاز التعبير، ليتحمّل المسؤوليات، من دون الاتّكال عليه أو على غيره.
 
لكن، في المقابل، ثمّة من قرأ في الأمر “مؤشّرًا واضحًا” على صحّة ما يُحكى في الكواليس، حول “تباين” في الرؤية السياسية بين الأب والابن، انطلاقًا ربما من مبدأ أنّ “لا دخان بلا نار”، وهو ما يتأكّد في ملف الانتخابات الرئاسية، التي يقال إنّ موقف “البيك” إزاءها أكثر “مرونة” من نجله، فما حقيقة الأمر؟ وما الذي يقصده جنبلاط بحديثه عن “التشاور” مع ابنه، رغم أنّه لم يعتزل السياسة، وحركته الدائمة خير دليل على ذلك؟
 
“تضخيم مفتعل”

 
يقول العارفون إنّ حديث جنبلاط عن “التشاور مع تيمور” حمل رمزيّة كبرى، خصوصًا أنّه جاء بعد فترة من “التكهّنات” حول وجود تباينات بين الأب والابن، حتى إنّ البعض تحدّث عن “امتعاض” الأخير من الخيارات التي أخِذ عليها، بعيدًا عن “نَفَس التغيير” الذي يرغب في “تكريسه”، بدءًا من انتخاب “صديق” والده، الرئيس نبيه بري، وسط “مخاوف” من تكرار السيناريو نفسه في الاستحقاق الرئاسي.
 
ولعلّ صدور التصريح من عين التينة تحديدًا، عزّز من دلالاته، خصوصًا أنّ رئيس مجلس النواب كان قد أوحى في حديث صحافي في الآونة الأخيرة، بوجود “تطابق تام” بينه وبين “صديقه” وليد جنبلاط، ما جعل كثيرين يعتقدون أنّ رئيس البرلمان “يضمن” تصويت كتلة “اللقاء الديمقراطي” إلى جانب مرشحه الرئاسي، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهو ما ألمح إليه الأخير أيضًا في إطلالته الإعلامية الأخيرة.
 
لكن، بين هذا وذاك، ثمّة بين المحسوبين على “الحزب التقدمي الاشتراكي” من يعتبر أنّ تصريح “البيك” تعرّض لـ”تضخيم مفتعل” من جانب البعض، للإيحاء بوجود خلاف أو تباين “متخيّل”، علمًا أنّ ما قاله رئيس الحزب ينطلق من “احترامه” لنجله وموقعه النيابي، ليس فقط لأنه يمثل “المستقبل” كما قال في تصريحه، ولكن لأنّ له رأيه، وهو جاء إلى المجلس النيابي ليعبّر عنه، وليس ليكون “ملحقًا بالآخرين”، وبالتالي فإنّ أيّ موقف يجب أن يصدر عنه.
 
الموقف “الثابت”
 

استنادًا إلى ما تقدّم، يقول المحسوبون على “الاشتراكي” إنّ “التناغم كامل” بين الأب والابن، بعيدًا عمّا يُحكى هنا وهناك، وإن وُجِد اختلاف “فهو لا يفسد للودّ قضية”، خصوصًا أنّ كلاً من الرجلين يمثّل جيلاً مختلفًا عن الآخر، لكنّهما يتكاملان في نهاية المطاف، فجنبلاط الأب يمثّل “الثوابت” التي لا يمكن للحزب أن يحيد عنها، وجنبلاط الابن يمثّل “روح العصر” التي يسعى من خلالها لمواكبة تطلعات الشباب، الذين يلتقيهم بشكل دوريّ.
 
أما الموقف من الانتخابات الرئاسية فهو “ثابت” بحسب العارفين، وينطلق من “الوسطية” التي يؤمن بها كل من جنبلاط الأب والابن، حيث يعتبران أنّ المشهدية الانتخابية منذ فتح “بازار الرئاسة” وحتى اليوم تؤكد أنّ المطلوب هو التوافق والتفاهم بين اللبنانيين، في سبيل الوصول إلى رئيس وفق قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، وبالتالي فإنّ الحزب الذي كان أول من “تخلّى” عن مرشح المعارضة ميشال معوض، ليس مستعدًا لتبنّي “مرشح طرف”.
 
لا يعني ذلك أنّ جنبلاط الأب أو الابن غير مستعدّ لدعم رئيس تيار “المردة” بأيّ شكل من الأشكال، وتحت أيّ ظرف من الظروف، لكنّه يعني وفق ما يقول المطّلعون على الأدبيّات “الاشتراكية” أنّ مثل هذا الدعم يشترط حصول فرنجية على لقب “مرشح توافقي”، بمعنى أنّ “اللقاء الديمقراطي” سيكون آخر الملتحقين بالتسوية، إن تمت، وهو المؤمن بأنّ أي رئيس يُنتخَب يجب أن يحظى أولاً بالدعم الداخلي، والمساندة العربية، حتى يستطيع النجاح.
 
بين المضمر والمُعلَن، ثمّة من فهم من تصريح جنبلاط من عين التينة تكريسًا لـ”التباين” مع نجله، وثمّة من قرأ فيه تكريسًا لـ”حيثية” الابن، التي يحرص “البيك” عليها، منذ بدأ العمل على “إعداد” ابنه للمعترك العام. لكن، أيًا كانت الحقيقة، فإنّ الأكيد أنّ المشكلة الفعلية ليست في موقف “الاشتراكي”، الذي يقول المحسوبون عليه إنّه يسهّل أيّ حلّ ينهي فراغ بعبدا، بل هي في مكان آخر تمامًا، وهنا بيت القصيد!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى