آخر الأخبارأخبار محلية

تفاصيل عمّا قد يكشفه نصرالله غداً.. كيف سيلاقي موقف السعودية الرئاسي؟

قد يكونُ خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله يوم غدٍ الجمعة في ذكرى رحيل القيادي في “حزب الله” مصطفى بدر الدين، إستثنائياً في توقيته، إذ يتقاطع مع 4 أحداثٍ فرضت نفسها على المشهد: الحدث الأول يرتبط بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، فيما الحدثُ الثاني يتعلّق بالتطورات في قطاع غزّة عقب الإعتداءات الإسرائيلية. أما الحدث الثالث فلبنانيّ محض ويتمثلُ بالحراك السياسي الذي برز مؤخراً على خطّ رئاسة الجمهورية، وتحديداً بعد الموقف السعودي الواضح بأنه “لا فيتو” رئاسيّا على اسم أيّ مُرشّح، في حين أن الحدث الرابع يتعلق بملف النازحين السوريين الذي برز بقوة على الساحة اللبنانية.


ما قد يقوله نصرالله بشأن الأحداث الـ4 سيُشكل مواقف سيبنى عليها الكثير من الأمور التي سترسمُ ملامح المرحلة المُقبلة. قبل أي شيء، سيُعلن نصرالله موقف “حزب الله” الرّسمي والواضح بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إذ من المتوقع أن يتحدّث عن تأثيرات هذه الخطوة وأهميتها سواء على المُحيط العربي أو على الداخل اللبناني. إلا أن نقطة التحوّل في خطاب نصرالله هذ المرّة ستكونُ في عدم “إستعداء” الأطراف العربية مُجدداً، فالأمور اختلفت تماماً عن السابق، وبات “حزب الله” أمام مرحلة جديدة مع السعودية ودول الخليج وتحديداً عقب الإتفاق السعودي – الإيراني. إذاً ما يتبيّن هو أن أمين عام “الحزب” سيكون واضحاً في مقارباته تجاه الملف السوري، ولكن، ماذا سيقول عن ارتباط ذاك الملف بالداخل اللبناني؟ ما هي المقاربة المرتقبة التي سيطرحها نصرالله للملف الرئاسي بعد التطورات؟ هل سيتحدث علانية عن أي تقاربٍ مع السعودية؟

في بادئ الأمر، يبقى الأكيد المؤكّد أن نصرالله سيدعو إلى إستئناف العلاقات اللبنانية – السورية بشكلٍ واضح. الرسالة هنا ستكونُ باتجاه “الممعتضين” من عودة دمشق إلى الجامعة العربية، وبالتحديد إلى خصومها في لبنان. حُكماً، ما سيُعلنه أمين عام “الحزب” في هذا الخصوص قد يكونُ مستفزاً بعض الشيء وقد يساهم في تمسّك بعض الأطراف بمواقفها ضدّ سوريا من جهة، وضدّ خيارات “حزب الله” في لبنان من جهةٍ أخرى وتحديداً على الصعيد الرئاسي. إلا أنه في المقابل، ورغم أن خطاب نصرالله سيكون إعلاناً لـ”انتصار سوريا”، إلا أنّه قد يكون توطئة لـ”هدنة” مع الداخل اللبناني من دون إستفزازهم بأي شيء يخصّ دمشق، أي أن الكلام سيكون عن سوريا من دون أن تكون هناك سهامٌ باتجاه المستائين من عودتها إلى الحضن العربي. ولكن السؤال الذي يُطرح هنا.. هل سينسحبُ الهدوء  في هذه النقطة على الملف الرئاسي؟

ما تُظهره المعطيات والحقائق هو أنَّ نصرالله سيكونُ مرتاحاً جداً في مقاربته للملف الرئاسي، وسيُجدّد تمسكه بترشيح رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية. الأمرُ هذا محسومٌ وسط دعوةٍ متجددة للتلاقي والحوار. حتماً، التمسك من “حزب الله” هذه المرّة بفرنجية سيأتي من 3 أوراق سيتطرق إليها نصرالله بشكل مباشر من جهة وبطريقة غير مباشرة من جهة أخرى… الورقة الأولى وهي أنّ ظروف فرنجية عربياً بعد عدم وجود “فيتو” عليه، تعني أنَّ أموره باتت أسهل لمناقشتها، وهذا الأمر يريد نصرالله الوصول إليه من دون “إستفزاز” الآخرين، لأنه في حال حصول ذلك فإنّ “الطبخة” سوف تحترق. أما الورقة الثانية فهي أنّ حديث نصرالله عن الملف الرئاسي سيأتي إنطلاقاً مما يريده رئيس مجلس النواب نبيه برّي، فالأخير ما زال متمسكاً بفرنجية، وعليه لن يكون حزب الله بعيداً عن هذا الخيار أبداً. وفي ما خصّ الورقة الثالثة فستكون من وحي إقليمي – لبْناني.. هنا، يُتوقّع أن يكون الحديثُ عن فرنجية وفق قاعدة مفادها التالي: “لا إيران طرحته ولا السعودية رفضته”، ما يعني أن الفرصة الداخلية للتلاقي والإتفاق هي الأساسية”، وقد يكون نصرالله واضحاً في قولهِ إن الخارج “مش فاضي لإلنا” و “تركنا نختار المناسب ونتفق مع بعضنا البعض”.

أمام كلّ ذلك، فإنّ كلام نصرالله سيكون متقاطعاً مع إيجابيّة ستفرضُ نفسها حُكماً تجاه المملكة العربية السعوديّة، لكن هذا الأمر قد لا يحملُ أمين عام “الحزب” إلى المجاهرة بوجود حوارٍ مع الرّياض حتى وإن كان هذا الأمرُ قائماً وحقيقياً. وفعلياً ، فإنه ليس من مصلحة “حزب الله” حالياً الكشف عن أي تقاربٍ بينه وبين السعودية لأسباب عديدة: السبب الأول وهو عدم وجود نية أصلاً لدى الحزب في الحديث عن ذلك حالياً، سواء أكان ما يُحكي عن تقارب حقيقيا أم مُجافيا للواقع. أما السبب الثاني فيرتبط بعدم اكتمال عناصر المشهد في حال حصوله فعلياً، فلا إشارات واضحة من أي طرف من الطرفين، السعودي وحزب الله، على صعيد التقارب، وقد يبقى هذا الأمر طيّ الكتمان أصلاً لكنه قد يظهر في بعض المواقف.

إذاً، في خلاصة القول، ما يمكن انتظاره من خطاب نصرالله هو التالي: تثبيت لمعادلة سليمان فرنجية، تأكيدٌ على الحوار السياسيّ، رسالة إلى الداخل بمختلف أطيافه وتحديداً “التيار الوطني الحر” للتلاقي، إشاراتٌ جيدة تجاه السعودية.. إلا أن السؤال الذي يُطرح مع كل ذلك.. هل سيبادر نصرالله إلى تبني مساعٍ بشأن مسألة النازحين السوريين التي تشكل ثقلاً كبيراً على لبنان وضمن مهمة الرئيس العتيد؟ الأمر قائم.. ولكن، فلننتظر..


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى