الوكالة الوطنية للإعلام – “الأسرة في الخطاب الإسلامي المعاصر” ورقة بحثية للسيد جعفر فضل الله في ملتقى “سكن” أطلق فيها صفارة الانذار المهددة للاسرة
وطنية – استضاف ملتقى “سكن” السيد جعفر فضل الله، في معهد المعارف الحكمية، وذلك في سياق حلقاته البحثية التي يجريها دوريا للحديث عن منظومة “مجتمع بمحورية الأسرة”.
حضر اللقاء إلى السيدة مهى خليل ممثلة مؤسسات الامام الصدر حشد من الباحثين والفعاليات الثقافية والحوزوية والتربوية.
“الأسرة في الخطاب الإسلامي المعاصر” هي المحور البحثي الذي انطلق منه السيد جعفر فضل الله، مشيرا إلى “الوظائف الثلاث التي تؤديها الأسرة والمتمثلة بالوظيفة البيولوجية الغرائزية بوصفها النواة الأساسية لعملية التناسل والوظيفة العاطفية الإنسانية التي تجمع بين طياتها مضمون المودة والرحمة، بوصفهما الناظم الأساس لاستقرار الأسرة والممر الإلزامي الذي تعبر من خلاله الوظيفة التربوية والقيمية للأسرة من خلال انتقال هذه القيم إلى الأبناء والأجيال”، واصفا هذه الوظائف “بالوظائف التعاضدية” لبناء أسرة مستدامة”.
ورأى السيد فضل الله “أن التحديات التي تواجه الأسرة في عصرنا الراهن عديدة من جملتها، التحدي السياسي، المتمثل بإمكانية حلول الدولة كبديل عن الأسرة كما هو الحال في الغرب، والتحدي النفسي المتمثل بحلول الملذات المادية بوصفها المحور الأساس للفرد،والتحديات الثقافية لاسيما مع اتساع رقعة الوسائط التربوية الضاغطة إلى جانب التحديات التشريعية وهو ما تعاني منه كل الأديان نظرا لتعدد المرجعيات الدينية وتعارضها مع المرجعيات الزمنية”، داعيا إلى “وجود حركة نقدية في الجانب التشريعي لمعالجة القضايا الاجتماعية المعاصرة، فضلا عن التحدي الوجودي الأخطر المتمثل بالمثلية، بحيث نستطيع أن نؤرخ لماقبل المثلية وما بعدها، نظرا للضغوط السياسية الهائلة التي تسعى إلى التنظير لها مما يؤدي إلى قلب المفاهيم الأسرية رأسا عن عقب”.
وأشار السيد فضل الله إلى “المحاولات التي تسعى إلى شل الأسرة في عملية ضخ القيم السليمة”.
وقد قدم فضل الله الرؤية القرآنية الناظمة لبناء أسرة مستدامة وقوامها الذكورة والأنوثة من حيث التمايز الجسدي والواقعة تحت معيارية التقوى بوصفها القيمة التي تحكم مرجعية النفس الواحدة للخلق. وعرض لجملة القيم القرآنية الناظمة لقوام الأسرة منها المودة والرحمة والإحسان والمعروف” ،مشيرا إلى أهمية المودة والرحمة بين الزوجين في عملية البناء العاطفي للأبناء وهو ما يتقاطع مع دراسة أجرتها جامعة هارفرد منذ العام 1938 على 742 رجلا، ولاتزال الدراسة مستمرة إلى الآن بغية لحاظ الديمومة الأسرية السليمة واكتشاف السعادة الحقيقة للإنسان.
وقد خلصت الدراسة إلى أن تحقق السعادة الإنسانية يتمثل بوجود الروابط الأسرية الوثيقة الجيدة وليس الشهرة ولا المال ، مع لحاظ أن غالبية المتعثرين في حياتهم الاجتماعية كانوا ضحايا زواج تحكمه التوترات العاطفية المختلفة”.
وختم السيد فضل الله داعيا إلى ضرورة “خلق تكاتف وتعاضد في ما بين المؤسسات والجمعيات والحوزات المعنية بالحفاظ على ديمومة الأسرة لمواجهة كل تلك التحديات والعمل على خلق حلول اجتهادية حديثة تحفظ أسرنا وأبناءنا على نحو مستدام”.
==============
مصدر الخبر
للمزيد Facebook