آخر الأخبارأخبار دولية

لماذا يحج اليهود إلى كنيس الغريبة بجربة التونسية؟

نشرت في: 10/05/2023 – 14:16

يتوافد آلاف الأشخاص سنويا من تونس وخارجها في اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي إلى كنيس الغربية بمدينة جربة السياحية (جنوب شرق) للمشاركة في مراسم الحج اليهودي والذي شهد الثلاثاء هجوما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة رجال أمن ويهوديان من رواد الاحتفال الديني. ووفقا للمنظمين، وصل هذا العام نحو 5 آلاف يهودي، معظمهم من الخارج، للمشاركة في حجّ الغريبة الذي استؤنف السنة المنصرمة بعد انقطاع دام عامين بسبب انتشار وباء فيروس كورونا. 

يتجه آلاف اليهود من تونس وخارجها إلى معبد الغريبة الواقع في مدينة جربة جنوب شرق تونس حيث يؤدون الحج في أحد أكبر التجمعات اليهودية في شمال أفريقيا. 

ويحظى كنيس الغريبة بمكانة خاصة لدى يهود تونس ودول أخرى، باعتباره الأقدم في أفريقيا، يعود إلى ما قبل الميلاد، وترقد فيه (بحسب الأسطورة) واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم. 

وشهد الكنيس اليهودي الثلاثاء، اعتداء أسفر عن مقتل ثلاثة رجال شرطة وشخصان من رواد الاحتفال الديني. وقد نفذ الهجوم عنصر أمني أقدم على قتل اثنين من زملائه قبل أن يتم إرداؤه قتيلا. 

ويبدأ الحج في اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي ويستمر يومين. وبالإضافة إلى اليهود التونسيين، يشارك في الحج يهود من إسرائيل وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة. 

ورغم أنها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بدأت مصالح الحدود التونسية منذ سنوات في تقديم “رخصة مرور دخولاً وخروجاً” للحجاج الإسرائيليين من دون التعامل مع الجوازات الإسرائيلية، حسبما أعلنت وزارة الداخلية التونسية في 2014. 

ويحج اليهود إلى كنيس الغريبة منذ أكثر من 200 عام لإقامة طقوس دينية واحتفالات “الهيلولة” وتتمثل هذه الطقوس والاحتفالات في إقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على “بركة” حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء في أجواء من الفرح. 

 

مصلون يهود يضيئون الشموع في كنيس غريبة في منتجع جزيرة جربة جنوب تونس. 8 أيار/مايو 2023. © أ ف ب

 

ومن الطقوس الأخرى المميزة لهذا الحج أن تكتب النساء أمانيهن وأحلامهن على البيض ويتم وضعه لاحقا في قبو المعبد قرب “الحجر المقدس”، حتى تتحقق. 

ويتبرك الزائرون بالحاخامات معتبرين أن أداء تلك الطقوس سيعود عليهم بقضاء حوائجهم وتسيير زواج الفتيات وإنجابهن والشفاء من الأمراض وجلب الأرزاق.  

ويتبع هذه المراسم قراءة التوراة، وشرب نبيذ “البوخا”، المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم. كما يتم إشعال الشموع بالقاعة المخصصة للصلاة.  

ويقوم الحجاج خلال المراسم بإخراج “المنارة” التي توضع على عربة مزينة بأقمشة بألوان مختلفة. 

تراجع الإقبال بعد 2002 

وتعرض كنيس الغريبة لاعتداء في أبريل/نيسان 2002 حيث قتل 21 شخصا غالبيتهم من الألمان في هجوم تبناه لاحقا “تنظيم القاعدة“. 

ويقام الحج اليهودي وسط إجراءات أمنية مشددة لا سيما بعد هجوم 2002، الذي كان له انعكاسات سلبية على حجم الإقبال، فقبل هذا الاعتداء كان يشارك فيه ما يفوق 8 آلاف يهودي في مراسم الحج إلى كنيس الغربية. 

ووفقا للمنظمين، وصل هذا العام نحو 5 آلاف يهودي، معظمهم من الخارج، للمشاركة في حجّ الغريبة الذي استؤنف السنة المنصرمة بعد انقطاع دام عامين بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا. 

ويبلغ عدد اليهود في تونس حاليا أكثر من 1500 شخصا وأغلبهم يسكن جزيرة جربة. وكانوا يناهزون نحو مئة ألف قبل استقلال تونس سنة 1956. 

ولا تزال حالة الطوارئ سارية في تونس منذ أن أعلنت في 2015 بعد سلسلة من الاعتداءات استهدفت سياحا وأمنيين. 

ومعبد الغريبة والحج مهمان ليس فقط للجالية اليهودية التونسية فقط، وإنما للاقتصاد والسياحة في تونس. كما أنه أحد رموز للتعايش السلمي بين الجاليتين اليهودية والمسلمة في تونس. 

 

 

صبرا المنصر


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى