آخر الأخبارأخبار دولية

السودانيون يأملون بانتهاء القتال بعد محادثات بين ممثلين لطرفي الصراع في السعودية


نشرت في: 09/05/2023 – 04:37

يأمل السودانيون في أن تضع الحرب أوزارها، بعدما بدأت محادثات في مدينة جدة السعودية بين ممثلين لطرفي الصراع في بلادهم، لإنهاء قتال أودى بحياة المئات وتسبب في موجات فرار جماعي من البلاد. ولم تصدر أي تصريحات رسمية عن نتائج المحادثات، لكن طرفي الصراع قالا إنهما سيحاولان التطرق إلى الملفات الإنسانية فقط، مثل فتح ممرات آمنة، ولن يتفاوضا على وقف دائم لإطلاق النار. وتعد المبادرة الأمريكية السعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب.

يعلق السودانيون آمالهم على محادثات تجرى في مدينة جدة السعودية بين ممثلين لطرفي الصراع في بلادهم، لإنهاء قتال أودى بحياة المئات، وتسبب في موجات فرار جماعي من البلاد، لكن ليس هناك مؤشرات على أن هذا المسعى سيفضي إلى تهدئة دائمة في أي وقت قريب.

ولم ترد أنباء رسمية عن مدى التقدم في المحادثات التي بدأت في جدة السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقال طرفا الصراع إنهما سيحاولان التطرق إلى الملفات الإنسانية فقط، مثل فتح ممرات آمنة، ولن يتفاوضا على وقف الحرب. ولم تصمد العديد من فترات وقف إطلاق النار التي أعلنت منذ اندلاع القتال في 15 نيسان/أبريل.

وقال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان الإثنين، إن الجيش يسعى لحل سلمي، لكن المفاوضات الجارية لن تجدي نفعا، ولن يتسنى مناقشة تسوية دائمة للأزمة دون وقف إطلاق نار دائم في الخرطوم.

وأضاف أنه يؤمن بأن الحل السلمي هو الطريق الأمثل للتعامل مع هذه الأزمة.

وقال شهود إن دوي الضربات الجوية والاشتباكات سمع في أنحاء العاصمة الخرطوم اليوم الإثنين.

وقالت تماضر إبراهيم (35 عاما)، وهي موظفة حكومية في مدينة بحري على الضفة المقابلة للخرطوم من النيل الأزرق: “إذا أخفقت مفاوضات جدة في وقف الحرب، فهذا يعني أننا لن نتمكن من العودة لمنازلنا وحياتنا… ننتظر ما سينتج عن تلك المفاوضات لأنها أملنا الوحيد”.

 الآلاف يسارعون إلى المغادرة

المبادرة الأمريكية السعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال، الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب، وعرقل مسار خطة مدعومة دوليا للتحول إلى الحكم المدني بعد سنوات شهدت اضطرابا تسبب في أزمة إنسانية طاحنة.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن محادثات “تمهيدية بدأت السبت، وستستمر خلال الأيام التالية، على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار، حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها”.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تعتقد بأن الجانبين ناقشا كذلك حماية المدنيين.

لكن نطاق المحادثات محدود. وقال ضيف الله حاج، مبعوث البرهان، في تصريحات بجنوب السودان الإثنين: “نحن لا نتفاوض الآن مع الفريق أول حميدتي (قائد قوات الدعم السريع)”.

وأضاف: “ما نفعله الآن هو أننا نتطلع لهدنة ليتسنى لنا تهيئة الظروف لفتح ممر إنساني، لكننا لسنا مستعدين لمحادثات السلام”.

ورحب تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني بمحادثات جدة. والتحالف تجمع سياسي يقود خطة الانتقال إلى الحكم المدني بعد هيمنة الجيش على الحكم لعقود.

لكن محللين نصحوا بتوخي الحذر إزاء نتيجة المحادثات، مشيرين إلى وجود من يتشبثون بآرائهم ومواقفهم في كلا الوفدين، وإلى مكاسب حققتها قوات الدعم السريع على الأرض، ربما تجعل الفصيل المسلح القوي يعدل عن تقديم تنازلات في الوقت الحالي.

وأوقع القتال الدائر منذ منتصف نيسان/أبريل مئات القتلى وآلاف المصابين، وعطل إمدادات المساعدات، ودفع 100 ألف إلى الفرار إلى الخارج.

وقال المتحدث باسم مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إن غريفيث موجود في جدة من أجل المحادثات والاشتراك في المناقشات المتعلقة بالمشكلات الإنسانية في السودان.

ونشرت قوات الدعم السريع ما قالت إنه مقطع فيديو لجنود من الجيش السوداني سلموا أنفسهم. وعندما بدأ أحدهم في الحديث أمكن سماع دوي إطلاق نار في الخلفية.

وقال مصدر في الجيش إن الرجال الذين يظهرون في المقطع من وحدة للموسيقى العسكرية في القصر الرئاسي بالخرطوم، حيث احتجزتهم قوات الدعم السريع عند بداية القتال في الشهر الماضي.

ويسعى الآلاف إلى مغادرة البلاد عبر بورتسودان، على متن قوارب إلى السعودية، أو بدفع المال للانطلاق في رحلات جوية تجارية باهظة التكلفة عبر المطار الوحيد العامل في السودان، أو الفرار على طائرات الإجلاء.

والنزاعات ليست جديدة على السودان، الواقع عند مفترق طرق استراتيجي بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة.

لكن معظم النزاعات السابقة كانت تحدث في مناطق نائية. وجعل تمركز القتال العنيف في الخرطوم هذه المرة الصراع أكثر إثارة للقلق بالنسبة للسودانيين.

فرانس24/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى