السعودية تنجح في إعادة سوريا إلى الجامعة والأسد يزورها بالتزامن مع القمة
تقررت إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية بعد أكثر من 10 سنوات على تجميد مقعد سوريا في الجامعة، واستئناف مشاركة وفوده في اجتماعات مجلس الجامعة بدءاً من 7 أيار. وبينما رحب وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاحد في القاهرة باستعداد النظام للتعاون مع الدول العربية لتطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع عمّان، تم تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة، مهمتها الاستمرار في الحوار المباشر مع النظام للتوصل إلى حل سياسي شامل في سوريا، وفق مبدأ “خطوة مقابل خطوة”، وبما ينسجم مع القرار 2254، على أن تقدم اللجنة تقارير دورية لمجلس الجامعة على مستوى الوزراء.
ما تقدم يعني انه ابتداء من صباح اليوم سيكون لسوريا الحق في المشاركة في كل الاجتماعات الجامعة على كل المستويات، ما يعني ان الرئيس السوري بشار الأسد يستطيع المشاركة في القمة العربية التي ستعقد في السعودية في 19 أيار. وفيما تؤكد مصادر سعودية لـ”لبنان24″ ان الدعوة السعودية ستوجه بالتأكيد للأسد لحضور القمة، رجحت المصادر مشاركته، معتبرة أن هذا الاجتماع المرتقب محط اهتمام عربي نظراً للتطورات التي شهدتها المنطقة والتي أرخت بظلالها الإيجابية على مستوى التفاهمات الثنائية لحل الأزمات والملفات العالقة، مع ترجيح مصادر سياسية مطلعة على الملف السوري – السعودي، أن يزور الأسد المملكة بالتزامن مع انعقاد القمة العربية مع الاشارة في هذا السياق إلى أن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زار في نيسان الماضي السعودية قبل يومين من عقد لقاء جدة على مستوى وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والأردن والعراق، لمناقشة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
لم تضع جامعة الدول العربية أي شروط لعودة سوريا رغم تشديد بيان الجامعة على الحل السلمي وسياسة الخطوة بخطوة، لكن هذا الأمر لا يرتبط بعودة دمشق بل بالسعي لحل الأزمة فما سيحدث هو عملية لدخول سورية ضمن النظام العربي، والمهم تأكيد شرعية الحكومة السورية عبر مقعدها في الجامعة، وبات معروفا أن السعودية هي العامل المؤثر في هذا التحول لأنها تريد بناء نظام أمن إقليمي مستقر، يقول الباحث السوري مازن بلال لـ”لبنان24.
الأكيد أن الحكومة السورية معنية بالعملية السياسية وتسهيلها من خلال العديد من الإجراءات المساعدة على فتح حوار سياسي، فدمشق، بحسب بلال، أصدرت مراسيم عفو لفتح مساحات سياسية بالدرجة الأولى، وهي تتعامل اليوم مع عملية لا ترتبط بما حدث في ذروة الأزمة، فليس هناك شروط تتصل بإسقاط النظام او ابتعاد دمشق عن طهران فهناك مساحة سياسية مرنة اليوم ومخاطرها تبقى ضمن الحد الأدنى.
وعليه، يمكن القول، إن الدول العربية لن تتدخل في حل الأزمة السورية وجل ما ستقوم به تسهيل الحوار، على الأخص مع الأوروبيين والولايات المتحدة، فالمسألة لم تعد سلطة ومعارضة بل علاقات سورية مع دول العالم، فالهيئات المعارضة لا تملك، بحسب الباحث السوري مازن بلال، أي مساحات سياسية في العملية الجارية اليوم، وهذا يعني احتمال أن تبرز ضمن البيئة السياسية قوى سياسية قادرة على الحوار، مع تشديده على أن الدول العربية ستكون وسيطا من أجل رفع العقوبات عن دمشق وإن كان هذا الملف سوف يحتاج إلى بعض الوقت.
لا شك أن ملفي اللاجئين و التهريب يشكلان جزءا من ديناميات الأزمة، وما يحدث اليوم هو تفكيك هذه الديناميات، وهذا الأمر يتطلب، بحسب بلال، تعاونا إقليمياً ونظام أمن للشرق الأوسط، وهو ما يحدث اليوم حيث سيساعد دخول دمشق إلى الجامعة في تقوية موقع الدولة مما يساعدها على محاربة التهريب واستيعاب اللاجئين من الدول المضيفة.
ورغم كل ذلك، تبقى معضلة إعادة الاعمار مع صعوبة تخطي الدول العربية العقوبات المفروضة على سوريا، علما أن إيران أعلنت أنها جاهزة لإعادة إعمار سوريا، وقطاع الأعمال الروسي زاد اهتمامه في التعاون مع سوريا ولم يعد هاجس العقوبات قائما عنده بعد فرض العقوبات الغربية على روسيا. ويقول بلال في هذا السياق: إن إعادة الإعمار هي نتيجة للعملية القائمة اليوم، ويبدو من الصعب اليوم أن تقوم دولة أو عدة دول بمساعدة سورية لكن بالتأكيد البيئة الإقليمية اليوم تساعد في فتح مجال لإعادة الإعمار.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook