معارك “طويلة الأمد” رغم التعهدات بالهدنة والتهديدات الأمريكية بفرض عقوبات
نشرت في: 05/05/2023 – 16:01
لليوم الـ21 على التوالي، تستمر المعارك في السودان الجمعة رغم الهدنة التي تعهّد القائدان العسكريان المتنازعان على السلطة الالتزام بها، ورغم التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على “من يهددون السلام”. فيما تتوقع رئيسة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز معارك “طويلة الأمد” كون الطرفين يؤمنان بـ “انتصار عسكري..”
ككل يوم منذ نحو ثلاثة أسابيع، استيقظ سكّان العاصمة السودانية الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة على وقع الضربات الجوية ونيران المدافع الرشاشّة، وفق ما أفاد شهود وكالة الأنباء الفرنسية
وقد أسفر القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، عن سقوط ما يقارب الـ 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).
ومن جانبه، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ “المأساة… يجب أن تنتهي”، ملوّحا بفرض عقوبات على “الأفراد الذين يهدّدون السلام”، لكن من دون أن يسمّي أحدا.
معارك “طويلة الأمد“..الطرفان يؤمنان بقوة السلاح
وتقول رئيسة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز إن المعارك ستكون “طويلة الأمد” لأنّ “الطرفين يعتقدان أنّ بإمكان كلّ منهما الانتصار عسكريا وليست لديهما دوافع تُذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات“.
ومن جهته، قال خالد عمر يوسف وهو وزير مدني أقيل خلال الانقلاب إنّه “في كل دقيقة تستمرّ فيها (الحرب) يموت أناس ويتشرّد بشر ويتمزّق مجتمع وتضعف الدولة“.
وإلى حد الساعة، أسفر القتال عن إصابة أكثر من خمسة آلاف شخص بجروح وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفا آخرين على النزوح، وفقا للأمم المتحدة التي تطلب 402 مليون يورو لمساعدة السودان الذي يعدّ من أفقر دول العالم.
كما أوضحت الأمم المتحدة أيضا أنّ “أكثر من 50 ألف شخص عبروا في الثالث من أيار/مايو” إلى مصر، مضيفة أنّ “أكثر من 11 ألف شخص” عبروا إلى إثيوبيا و”30 ألف شخص إلى تشاد“.
ومن جهته، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس أنّه “من الضروري للغاية” ألا تتخطّى الأزمة السودانية الحدود.
هذا، وفي دارفور غربا على الحدود مع تشاد، تمّ تسليح مدنيين للمشاركة في الاشتباكات بين الجنود وقوات الدعم السريع ومقاتلين قبليين ومتمرّدين، وفقاً للأمم المتحدة.
آمال في أن تكون “الحلول أفريقية“
وشهد إقليم دارفور حربا دامية بدأت العام 2003 بين نظام البشير ومتمرّدين ينتمون إلى أقليّات عرقية، قال المجلس النرويجي للاجئين إنها أسفرت عن سقوط “191 قتيلا على الأقل واحتراق عشرات المنازل ونزوح الآلاف” فضلاً عن تعرض مكاتبه للنهب.
هذا، وأفاد شهود عيان الخميس عن اشتباكات في الأُبيّض التي تقع على بُعد 300 كيلومتر جنوب العاصمة.
في حين، وصل 30 طنّاً إضافية من المساعدات الجمعة إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً في منأى عن أعمال العنف.
وإلى ذلك، تسعى الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية أخرى إلى التفاوض بشأن تسليم هذه الشحنات إلى الخرطوم ودارفور، حيث تعرّضت المستشفيات والمخزونات الإنسانية للنهب والقصف.
وبينما تتكثف الاتصالات الدبلوماسية في أفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بسبب الحاجة إلى “حلول أفريقية لمشاكل القارّة”، مرحّبا في الوقت ذاته بالوساطات الأمريكية والسعودية.
هذا، وكان مبعوث البرهان موجودا في أديس أبابا الخميس. كما أعلنت القاهرة أنّها تحدثت عبر الهاتف إلى القائدين المتحاربين.
ومن جهتها، تعقد الجامعة العربية الأحد في القاهرة اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية ستخصّص أحدهما لبحث الحرب في السودان، وفق ما قال لوكالة الأنباء الفرنسية، دبلوماسي رفيع المستوى.
كما تعهّد معسكر البرهان تسمية موفد يمثّله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية “رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي“.
ومن ناحية أخرى، أعلنت قوات الدعم السريع أنّها وافقت على هدنة لمدة ثلاثة أيام – وليس أسبوعا – وأنّها تتواصل مع قائمة طويلة من البلدان والمنظمات.
ومن جانبه، أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير الثلاثاء أنّ طرفي النزاع وافقا “مبدئياً”، خلال اتصال معه، على هدنة تستمرّ من 4 إلى غاية 11 الجاري.
ويذكر أن هذه الدولة التي يبلغ عدد سكّانها 45 مليون نسمة، كانت قد خرجت في العام 2020 من عقدين من العقوبات الأمريكية التي فُرضت على الدكتاتورية العسكرية الإسلامية للجنرال عمر البشير الذي أطاح به الجيش تحت ضغط الشارع في العام 2019.
ثم في العام 2021 أطاح البرهان ودقلو معاً شركاءهما المدنيين بعدما تقاسما السلطة معهم منذ سقوط البشير. لكن سرعان ما ظهرت خلافات بين الجنرالين وتصاعدت حدتها، ومن أبرز أسبابها شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
ومنذ ذلك الحين، لا يبدو أنّ شيئا قادر على التوفيق بين الرجلين اللذين يتبادلان الاتهامات بشأن انتهاك الهدنات المتتالية.
فرانس24/أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook