زعل مسيحي من باريس: لسنا مواطنين درجة ثانية
Advertisement
عدا عن قداس ثاني عيد الفصح الذي تقيمه بكركي على نية فرنسا، وهو تقليد فقد منذ زمن الغرض منه، لم يعد هناك الكثير سياسياً ممّا يجمع باريس والموارنة. ولم تعد اللغة الفرنسية وحدها كفيلة بإبقاء الجاذبية لدى شرائح سياسية، لأن الأشهر الأخيرة كسرت بعض المحرّمات في التعامل مع باريس على أنها تمثّل مصالحها أولاً ومصالح إيران ثانياً. ورغم أن باريس ظلّلت تسوية الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري، إلا أن وجود تفاهم ماروني بين التيار والقوات ومباركة بكركي خفّفا من وطأة الدور الفرنسي حتى على أقسى المعترضين على التسوية السابقة.
ثمّة اقتناع لدى قوى مسيحية بأنّ باريس ستكون عاجلاً أمام اختبار إعلان وصول مقترحها الى طريق مسدود، وبعض هذه القوى يعوّل على تحرك «فرنسيّي بيروت» في باريس، وعلى الفشل المتكرر لسياسة ماكرون الخارجية ولبنان جزء منها، لكنّ هناك اقتناعاً بأن ذلك كله لم يعد كافياً، لأنّ الرهان الأهمّ قد يكون على دور الرياض وواشنطن في فرملة السياسة الفرنسية، كما على دور فاتيكاني يسعى الى إعادة تصويب البوصلة الفرنسية. وفي كل الأحوال، فقدت القوى المسيحية الثقة بإدارة الرئيس الفرنسي، وسيتطلّب إصلاحها وقتاً، حتى لو فشلت تسوية فرنجية رئيساً للجمهورية. إلا إذا كانت باريس حسمت خيارها فعلياً، بما يتعدّى التسوية الرئاسية، لمصلحة ما تعتبره أمراً واقعاً مربحاً على المدى الطويل قادراً على أن يقدّم لها فعلياً حماية مصالحها. فهل يملك المسيحيون والموارنة فعلياً ما يمكن أن يقدموه لها؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook