إيرانيات يتمردن على قواعد اللباس في الجمهورية الإسلامية
نشرت في: 04/05/2023 – 15:05
حجاب وملابس فضفاضة وبعد ذلك ملابس خفيفة وشعر مكشوف. تحت شعار قبل/ بعد، تنشر نساء إيرانيات منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي صورا لهن مع نفس النص “ولدت في عائلة متدينة لكن قطعت العهد مع عادة العائلة”. وبعض هؤلاء النسوة كن شابات أو تلميذات ينحدرن من عائلات محافظة ويقلن إنهن قررن شق طريقهن الخاص بالرغم من العنف الجسدي والنفسي ضدهن في بعض الأحيان.
على بعض الصور، كانت الفتيات يرتدين لباسا متواضعا لباس الشادور النسوي الأسود يغطي كامل أجسادهن مع تعبيرات وجه محتمشة. وعلى صور أخرى، قمت بالتخلي عن الحجاب وبدين ضاحكات مع ماكياج خفيف. بهذه الطريقة، تروي إيرانيات قصتهن هبر تويتر وإنستاغرام وتيك توك منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي. وأصبحت صور بعض الفتيات قبل وبعد نزع الحجاب محل تداول واسع ما دفع نساء صغيرات أخريات على الطلب منهن تقديم بعض النصائح حول طريقة تغيير نمط لباسهن أيضا.
وای آخجون، یه چالشی که میتونم قوی توش شرکت کنم:)
در خانواده ی مذهبی چشم به جهان گشودم، و از نظرشون الان دیگه از دست رفته محسوب میشم:))) https://t.co/81bpOTPFrA pic.twitter.com/kUrKfmyGaw— Melancholic* (@NotYourNegar) April 22, 2023
منذ بداية حملة “مرأة، حياة، حرية” في إيران في شهر أيلول/ سبتمبر 2022، ما انفك عدد النساء اللاتي يتحدين قواعد اللباس في الفضاء العام بالجمهورية الإسلامية عن الارتفاع.
وواصلت النساء حملتهن رغم القمع المستمر من السلطات وشرطة الأخلاق التي تلاحق كل امرأة تتجرأ على التجول في الشارع دون حجاب أو بلباس ينظر إليه على أنه غير مناسب في الحدائق العامة ووسائل النقل والجامعات وحتى المستشفيات.
يؤكد مراقبونا في إيران أن عددا متزايدا من الإيرانيين يبدون مساندتهم للنساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب في الأماكن العام. ولكن بالنسبة إلى عدد كبير من النساء الشابات، فقد بدأ الكفاح من أجل الحرية في البيت.
“رد فعل أهلي كان في شكل شتائم وإهانات وعنف جسدي”
بارنيان (اسم مستعار) نشرت صورا “قبل وبعد” نزع الحجاب على وسائل التواصل الاجتماعي
بالنسبة إلي، الأمر كان مجرد استجابة لتحد على الإنترنت، ولكن في نفس الوقت، طريقة لإظهار أننا نواصل الكفاح، وأنه بإمكاننا التقدم. نحو أقوى مما يتوقعونه. وجدت كثيرا من الأشخاص مثلي وصورهن أثرت في على نحو بالغ.
ولدت في عائلة محافظة ومتدينة في مدينة وسط إيران. ومنذ سن أربعة أو خمس سنوات، اضطررت إلى ارتداء شادور أسود [فريق التحرير: قطعة قماش تغطي الشعر والجسد]. يتوجب علي الصلاة خمسة مرات في اليوم والصوم بداية من سن التاسعة. لا أملك الحق لاستخدام إنستاغرام أو أي موقع تواصل اجتماعي آخر. كل ما يحدث في العالم الحقيقي أو على الإنترنت التي يوجد فيها رجال تم منعها عني. عشت على هذا المنوال إلى غاية سن الرابعة عشرة.
وفي تلك السن بدأت بمقارنة نفسي مع باقي الفتيات، والحرية والعلاقات التي كن يتمتعن بها. قلت في نفسي: ” يوجد شيء ما ليس على ما يرام في حياتي”. بدأت أيضا في القيام ببحوث وقراءة كتب، وانتهى به الأمر إلى اكتشاف أنه يجب علي اتخاذ قراراتي الخاص وسلك طريقي. وفي تلك اللحظة، بدأت صراعي مع عائلتي.
“يمكن لي أن أقول أنني اخترت طريقي في سن 18 عاما”
يمكن لي أن أقول أنني اخترت طريقي في سن 18 عام، بدأت في ارتداء الملابس التي تروق لي، وتوقفت عن الحضور للخطب الدينية وبدأت في الخروج مع أولاد. رد فعل عائتلي كان في شكل ما تتوقعونه: شتائم وإهانات وعنف جسدي. منعوني من ارتياد إحدى الجامعات التي تم قبولي بها لأنهم كانوا يريدون أن أذهب إلى جامعة مخصصة للفتيات.
لقد قام أبي بضربي لمرات لا تحصى. في إحدى المرات، حملني إلى الصحراء وضربني بعصا. طلب مني مده برقم صديقي، رغم أنني لم أكن أملك هاتفا نقالا ولم يسمحوا لي بالخروج لوحدي.
اضطررت إلى مغادرة البيت. وانتقلت للعيش في طهران مع أقارب أمي الذي كانوا متفهمين ومنفتحين. اشتريت هاتفا نقالا وعملت واشتريت الملابس التي تروق لي، أرتدي الأزياء التي تحلو لي، أحرج مع أصدقائي وزملائي… أعيش مثلما أريد، في حدود المسموح به في هذا البلاد.
ولكن تهديدات وضغوط عائلتي مازالت متواصلة عبر مكالمات هاتفية ورسائل. في المرة الأخيرة، هددني أبي بتطليق أمي إذا لم يقم قريب أمي الذي أعيش معه بطردي من بيته.
ومن ثم مع بداية ثورة “مرأة، حرية، حياة”، تزايد ضغطهم علي. لقد كانوا متخوفين من أن تزيد الثورة في تمردي. ولكني مازلت أتمسك بالأمل. لقد عشت حتى الآن وبإمكاني تحقيق المزيد من التقدم. أحاول الحصول على ترسيم بجامعة داخل أو خارج إيران. في بعض الأحيان، يكون الخيار الوحيد أمامك هو التحلي بالقوة.
“لقد فهموا أخيرا أنه يجب احترام نمط عيش كل شخص”
ريما (اسم مستعار) نشرت صوا لها قبل وبعد تغيير لباسها بهدف التحرر من الضغط الديني للعائلة. حيث تقول:
أبي متدين لكنه منفتح شيئا ما ولكن أمي من غلاة المحافظين وتفرض علي تطبيق أبسط تفاصيل الشريعة. في سن 12 عاما، بدأت في التساؤل حول الدين وطريقة عيشنا. ارتديت الشادور حتى سن الخامسة عشرة وثم توفيت أمي.
بعد ذلك، ساعدتني قراءة الكتب في تحديد قناعاتي الخاصة. وجدت تناقضات مثيرة حول الدين واكتشفت أنه لا يمكنني العيش بهذه الطريقة وإجبار نفسي على الاقتناع بأشياء الإيمان.
أبي وباقي أفراد العائلة متدينون، ولكنهم لا يريدون فرض شيء علي. تحدثوا معي وحاولوا إقناعي قائلين: “أولا، لا يجب عليك ارتداء شادور بل الحجاب [فريق التحرير: الذي يغطي الرأس فقط وليس كامل الجسد] ومن ثم قالوا لي: “حسنا، يمكنني نزع حجابك في البيت، ولكن يجب عليك الالتزام به في الشارع” قمت بإجبارهم على تقديم تنازلات شيئا فشيئا. ومنذ اندلاع ثورة “مرأة، حياة، حرية”، حت الضغط الخفيف الذي كانوا يمارسونه علي اختفى. فهموا أخيرا أنه يجب احترام نمط عيش كل شخص وقبلوني مثلما أنا.
في بعض الأحيان، يحدث تشاحن بخصوص أشياء “لا يحق للفتيات القيام بها”. لا يمكنهم إجباري على أي شي، وأقوم بكل ما يحلو لي.
منذ وفاة الشابة مهسا أميني في سن 22 عاما أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر/ أيلول 2022، تعيش إيران على وقع حركة احتجاجات واسعة. وتصدرت النساء هذه المظاهرات رافعات شعار “مرأة، حياة، حرية”.
وأودى القمع الأمني للمظاهرات بحياة أكثر من 530 شخص وسقوط آلاف الجرحى وإيقاف عشرات الآلاف.
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook