آخر الأخبارأخبار محلية

حوار التيار والقوّات على محكّ حزب الله

يتصرّف الطرفان بحذر في خوض مغامرة رئاسية جديدة، في ضوء التوقعات التي يرسمانها لما يمكن أن تسفر عنه الاتصالات المحلية والإقليمية، ويخوضان غمار الرئاسة من موقع الاتفاق على نقطة وحيدة، هي رفض ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ما عدا ذلك، يتحكم الاختلاف بوجهتَي نظر. إذ كانت القوات تتوقع أن يندفع التيار الوطني أكثر نحو خطوات عملانية في ضوء تمسك الثنائي الشيعي بمرشحه وإصراره على أن الحوار هو في ما بعد ترشيح فرنجية وليس قبله، إلا أنها تراه في منتصف الطريق بين الضاحية ومعراب من دون أن يقطع النصف الثاني من المسافة. وكان التيار، من جهته، يتوقع أن تكون القوات أكثر تقبلاً ليدٍ ممدودة، وإن بتردد، في ضوء حاجتها الى أصوات التيار لإيصال مرشح آخر من لائحة ومواصفات يمكن الالتقاء عليها، فوجد أن القوات ماضية في استهداف لائحة المرشحين الذين يقبل بهم التيار، من دون أن تتقدم الى مساحة وسطية يمكن البناء عليها جدياً، رغم إشارات التيار المتكررة في اتجاهها. في ضوء هذا التجاذب، يصبح الحوار بين الطرفين معلّقاً على حبال رفيعة جداً، ولا سيما أن ما يجري إقليمياً يعطي لكل منهما دافعاً للتمسك بخياراته أكثر في ظل رؤيتين متناقضتين لآفاق الحركة الدبلوماسية الإقليمية.

لكن الحزب الذي أدار ظهره لمناورات باسيل الرئاسية، يراقب بهدوء اتصالات الأخير مع القوات ليجسّ النبض حول اتجاهين، لا ثالث لهما، الأول أن باسيل سيصطدم برفض الالتقاء المسيحي الجامع معه مع مرور الأسابيع من دون أن يحقّق أيّ خرق، حتى مع القوات الطرف الأكثر قابليّة للحوار معه في ضوء التجارب السابقة، فيضطرّ الى تفعيل خطوط التواصل مع حزب الله، وإما يكون خارج التسوية التي قد تنتج في اللحظات الأخيرة للحوار الإقليمي رئيساً لن يكون سوى فرنجية.
لكن من يعرف باسيل، يدرك أنه لا يمكن أن يوافق بسهولة على تسوية مهما كانت المغريات والمكاسب الآنية منها لأنها سترتدّ عليه لاحقاً. وهو يراهن في المقابل على عدم استعجال الانضمام الى تسوية لا يرغبها، مراهناً على مواقف السعودية خارجياً ومعها أصوات قوى سنّية محلياً، كما على مواقف المعارضة بكل تلاوينها. وهذا وحده كافٍ بالنسبة إليه كي لا يسارع الى تقديم تنازلات غير مبرّرة في الوقت الراهن. لذا لا يستعجل أي تسوية رئاسية مع حزب الله، ولا سيما أنه رغم كل الخلافات الداخلية المعترضة على إدارته لملف الرئاسيات، لا يزال يتمتّع بالغطاء الذي يوفّره له موقف عون الذي يضاهيه رفضاً لتسوية فرنجية إن لم يكن أكثر عناداً منه في عدم القبول بها.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى