فروا باتجاه مصر وإثيوبيا والسعودية… سودانيون يروون قصص هروبهم من المعارك على تويتر
نشرت في: 02/05/2023 – 17:04
في الوقت الذي تستمر فيه الدعوات من المجتمع الدولي للجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإيقاف تبادل النار، يستمر الهروب الجماعي للسودانيين، في اليوم السابع عشر من القتال بين القوتين العسكريتين المتحالفتين فيما سبق. وعلى تويتر، يروي سودانيون نجحوا في الفرار إلى مصر أو السعودية أو إثيوبيا تفاصيل رحلاتهم أملا في تقديم المساعدة للذين يريدون اتباع نفس المسار.
بعد بضعة أيام من بدء المعارك الدامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، فر آلاف السودانيين من المعارك في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى أقل استهدافا بالقصف الجوي.
فيما عبر آخرون البلاد عبر حافلات أو سيرا على الأقدام بهدف الوصول إلى الحدود المصرية أو الإثيوبية أو حتى عبور البحر الأحمر باتجاه السعودية. على تويتر، يروي سودانيون تمكنوا من مغادرة بلادهم بعد بضعة أيام من بقائهم عالقين في الطرق أو أمام المعابر الحدودية، قصة معاناتهم.
من الخرطوم إلى القاهرة: “وزعوا أموالكم على حقائبكم، حتى لا تتم مصادرة نقودكم في حال التفتيش”
نون عبد الباسط هي طالبة في الطب، هربت من العاصمة الخرطوم مع عائلتها في 20 نيسان/ أبريل الماضي، أي بعد خمسة أيام من اندلاع المعارك، وذلك بعد أن أصيب منزلها بصاروخ في 18 نيسان/ أبريل. وهو ما جعل العائلة تقرر ركوب حافلة من الخرطوم إلى شمال البلاد باتجاه الحدود المصرية. واستمرت رحلة نون وعائلتها، مثلما ترويها على تويتر، أكثر من 48 ساعة.
My family and I have just crossed safely to Egypt here’s a detailed thread breaking down everything you need to know and all the safety precautions you should take please share this as it can be a great help to so many people#pray_for_sudan
— Noon (@__noon___) April 23, 2023
دفعنا ما يقارب 160 ألف جنيه سوداني [حوالى 242 يورو] عن كل شخص لركوب حافلة على متنها خمسين مسافرا. على الطريق بين الخرطوم ومحطة أم درمان [شمال العاصمة الخرطوم] اعترضتنا ثلاث نقاط تفتيش للجيش وواحدة لقوات الدعم السريع. أخذنا الطريق باتجاه الشمال إلى معبر أرقين الحدودي. الطريق بين محطة قندهار والحدود يتطلب 13 ساعة وهو طريق غير آمن. لقد سرنا طوال الليل ووصلنا إلى أرقين عند الساعة الثانية صباحا.
هناك، دفعنا 200 جنيه سوداني [0.3 يورو] عن كل شخص مقابل رسم الخروج على جواز السفر. بعد ذلك، لعبور الحدود إلى الأراضي المصرية، يجب المرور مجددا عبر مراقبة الوثائق ودفع ثمن تأشيرة بـ140 جنيها يجب دفعها بالعملة المصرية [حوالى 4 يوروهات]. من حسن الحظ، كان هناك مركز لتبديل العملة على الحدود.
نشر هذا المقطع المصور في البداية مباشرة على فيسبوك في حدود يوم 27 نيسان/ أبريل من قبل سودانية كانت عالقة في معبر أرقين الحدودي قرب مصر. وتم تناقله عبر صفحات إخبارية سودانية بهدف توعية السودانيين بوضع النازحين الذين ما زالوا عالقين في أرقين.
كل النساء والأطفال إلى الشيوخ السودانيين يتم قبولهم بدون أي مشكلة، مع استثناء السودانيين الرجال بين سن 16 و49 عاما الذين يجب أن يقدموا طلب تأشيرة في أقرب قنصلية مصرية والتي تقع في وادي حلفا [فريق التحرير: على بعد 25 كيلومترا جنوب الحدود]. إذا ما سافرتم مع شخص يحتاج إلى تأشيرة، حاولوا الحصول عليها قبل الوصول إلى المعبر الحدودي في أرقين. يتمتع الرجال السودانيون المقيمون في الخارج أيضا بالدخول إلى مصر بدون تأشيرة مسبقة.
بعد معبر أرقين الحدودي، يجب احتساب رحلة بأربع ساعات عبر حافلة إلى مدينة كركر قرب أسوان. ومن محطة أسوان، ركبنا قطار به أسرة نوم وكلفتنا الرحلة 600 جنيه مصري [17 يورو] وهذا مبلغ كبير لكننا كنا بحاجة إلى الراحة بعد أن قضينا 24 ساعة بدون نوم. يجب أن تعلموا أننا دفعنا كل هذه المبالغ بالعملة المصرية، وبالتالي عليكم تغيير العملة في الحدود لأنه لا يوجد مكتب صرافة في أسوان. وصلنا أخيرا إلى القاهرة بعد 14 ساعة في القطار. أقدم لكم نصائحي في حال رغبتم القيام بنفس الرحلة: وزعوا أموالكم على مختلف حقائبكم حتى لا يتم مصادرة كل أموالكم في حال وقوع تفتيش، وإذا ما طلب منكم أحدهم في نقطة مراقبة شيئا ما، لا تترددوا في التعاون معه، يجب أن تنقذوا حياتكم.
المعبر الحدودي أرقين بين مصر والسودان في حدود يوم 25 نيسان/ أبريل 2023.
ورغم إلحاحنا، لم ترد نون عبد الباسط على رسائلنا. لكنها أرسلت في المقابل صورا التقطتها خلال رحلتها إلى قنوات الجزيرة وأخبار الآن وبي بي سي.
باتجاه إثيوبيا، “ستشعرون بالرعب والضياع والإرهاق طوال الرحلة”
على تويتر أيضا، نشرت شابة سودانية تحت اسم @soodanesegal المستعار روايتها عن تجربة الإجلاء باتجاه إثيوبيا. ولم توضح هذه الشابة تاريخ انطلاق رحلة الهروب من مدينتها الجزيرة، التي تقع بجنوب الخرطوم. وفي سلسلة تغريدات على تويتر نشرت في صباح 25 نيسان/ أبريل الماضي، روت هذه المرأة بالتفصيل قصة هروبها من الخرطوم.
Evacuating through Ethiopia ( my experience) : Tight from Khartoum we drove to Wad Madani ( 3 hours ) ,however you can take the bus directly to Al Gadaref ( 6/7 hours total) . From there you will need to get a document at the police station that will clear you for travel –
— Mrs Fanstastic (@soodanesegal) April 25, 2023
سرنا لقرابة ثلاث ساعات من الخرطوم إلى ود مدني، ومن ثم ركبنا حافلة إلى مدينة القضارف [فريق التحرير: منطقة تقع على الحدود بين إريتريا وإثيوبيا]. يجب الحصول على ترخيص سفر من الشرطة ودفع 90 دولارا أمريكيا [81 يورو] للحصول على تأشيرة بـ30 يوما إلى إثيوبيا. يمكن أن يتم تقديم طلب التأشيرة في قنصلية القضارف. عندما وصلت إلى هناك، قيل لي إنه سيتم إغلاق القنصلية ونقلها إلى المعبر الحدودي.
بعد ذلك، سرنا عبر حافلة في رحلة دامت ثلاث ساعات إلى مدينة القلابات الحدودية وثم سرنا 12 دقيقة على الأقدام للوصول إلى المعبر الحدودي، حيث كان ممكنا ركوب حافلة باتجاه مدينة غوندور. آخر حافلة تنطلق في حدود الرابعة عصرا، وبالتالي يجب عليكم أخذ ذلك في الحسبان. في غوندور، يمكن أن نركب طائرة باتجاه أديس أبابا [فريق التحرير: عاصمة إثيوبيا] أو ركوب حافلة ثانية.
إنها رحلة طويلة جدا ومتعبة إلى أقصى الحدود. في اتجاه إثيوبيا، ستشعرون بالرعب والضياع والإرهاق طوال الرحلة. أتمنى لكم حظا سعيدا.
توضح سودانية أخرى، تنشر على تويتر تحت اسم @nubianomad والتي قامت بسلك نفس الطريق نحو الحدود الجنوبية، أن الحدود الإثيوبية مغلقة بدون الحصول على تأشيرة وهو ما يعطل عملية الإجلاء ويتسبب في طول مدة الانتظار على الحدود.
3. Sudani border control procedures are lengthy and will take time. Ethiopian immigration office closes at 5pm. Plan accordingly, come to border as early as possible, otherwise you can get stuck in Gallabat (sudani side) w/ no facilites 3/8
— Nubian Nomad (@nubianomad) April 25, 2023
“حاولوا الوصول في وقت مبكر إلى الحدود، وإلا فإنكم ستجدون أنفسكم عرضة إلى قضاء ليلتكم في القلابات دون تجهيزات صحية أو غذاء” هذه النصيحة التي قدمتها هذه السودانية عبر سلسلة من التغريدات على تويتر في 25 نيسان/ أبريل 2023.
Thousands of migrants have entered Ethiopia from Sudan this week, including citizens of more than 30 nationalities, & with daily arrivals increasing.
IOM, through its Migration Response Centre in Metema, is providing assistance to those in need, but more needs to be done. pic.twitter.com/P1ZcHnJX5T
— IOM Ethiopia (@IOMEthiopia) April 26, 2023
“آلاف السودانيين النازحين عبروا الحدود الإثيوبية هذا الأسبوع، عدد الواصلين كل يوم لا يتوقف عن الارتفاع” هذا كتبته المنظمة الدولية للهجرة -فرع إثيوبيا. ونبهت المنظمة إلى الحاجة العاجلة للغذاء والماء والتجهيزات الطبية العاجلة.
باتجاه السعودية: “إحدى الراكبات لم تكن تملك المال الكافي واضطرت لتقديم خاتمها الذهبي”
في 24 نيسان/ أبريل، أرسلت السعودية عبارات إلى ميناء بورتسودان لنقل النازحين إلى جدة وتمكنت من إجلاءأكثر من 2700 مواطن سوداني وأجنبي عبر البحر الأحمر في نفس الأسبوع. وبين هؤلاء، السودانية نسرين الأمين التي تحمل الجنسية الكندية.
على حسابها في تويتر، قدمت نسرين تفاصيل عن الرحلة التي قامت بها مع عائلتها انطلاقا من 23 نيسان/ أبريل في قرية شرق الخرطوم باتجاه شندي، التي تقدم على بعد نحو 100 كيلومتر شمالي العاصمة والتي تستقبل الآلاف من النازحين الداخليين منذ بداية المعارك بين قوات البرهان وحميدتي.
أهل وشباب #شندي في خدمة النازحين من #الخرطوم .. pic.twitter.com/D96LN3Mojo
— ᖇᗩᗰI TᗩᕼIᖇ (@RamiTahir) April 27, 2023
نظم سكان مدينة شندي شمال الخرطوم حملة تضامن مع النازحين الداخليين الذين توافدوا على المدينة.
عند خروجنا في وقت مبكر من صباح 23 نيسان/ أبريل، لم يكن لدينا شبكة إنترنت أو رصيد اتصالات في هواتفنا. وعند مغادرة الخرطوم، تعرضنا للمراقبة مرتين. في أحد نقاط المراقبة، اقترب مقاتل في قوات الدعم السريع من ابنتي ليلى وأنا وقام باستجوابنا والسلاح بين يديه. في نقطة المراقبة الثانية لقوات الدعم السريع، تم تفتيش كل الرجال على متن الحافلة ومحتويات هواتفهم الجوالة.
عندما حلقت طائرات في سماء المنطقة، زاد سائق الحافلة في السرعة، وهبطنا رؤوسنا طيلة باقي الرحلة. في شندي، قمنا بمتابعة موكب للعاملين في الأمم المتحدة يرافقهم فريق من القوات المسلحة السودانية إلى غاية مدينة عطبرة. هناك، شعرنا للمرة الأولى بأننا في أمان.
في اليوم التالي، تمكنا من ركوب حافلة صغيرة باتجاه بورتسودان، والتي كلفتنا نحو 25 ألف جنيه سوداني [37 يورو] عن كل راكب. بعض الركاب لم يكن لديهم المال الكافي لشراء تذكرة الحافلة، حتى أن إحدى الراكبات اضطرت إلى تقديم خاتمها الذهبي لنقل سبعة من أفراد عائلتها.
وصلنا في النهاية إلى بورتسودان في حدود الرابعة من عصر 24 نيسان/ أبريل. في القنصلية السعودية، كان هناك المئات من الناس يقفون في صف الانتظار.
حصلنا على تأشيرة الدخول في حدود الساعة الرابعة صباحا. وتم نقلنا إلى غاية السفينة التي كان لنا الحق على متنها في الحصول على وجبتين. وصلنا إلى جدة يوم 25 نيسان/ أبريل في حدود الساعة التاسعة صباحا. تم إيواؤنا الآن في فندق مجانا. آمل في أن تساعد قصتي أناسا آخرين.
في 24 نيسان/ أبريل 2023، أحصت المنظمة الدولية للهجرة عمليات دخول من السودان كالآتي: 2000 شخص باتجاه إثيوبيا وأكثر من 10 آلاف عبور بري باتجاه مصر وأكثر من 20 ألف شخص لجأوا إلى تشاد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook