الايجابية الحذرة تفرض الترقب على الجميع
عمليا، وفي مقابلته الاخيرة، اعلن فرنجية ترشحه لرئاسة الجمهورية، اذ تحدث بشكل كامل عن برنامجه السياسي واوصل رسائل في اكثر من اتجاه، واصر على تأكيد ثوابته السياسية معتمدا على دعم داخلي كبير يمثله حزب الله وعلى دعم خارجي جدي تمثله فرنسا التي باتت الاكثر قدرة على التفاوض مع المعنيين بالشأن اللبناني.
يتعامل فرنجية براحة كبيرة مع الواقع السياسي المحيط بترشحه للرئاسة ولعل الرجل يشعر بأن حظوظه باتت شبه مؤكدة في ظل الدعم الخارجي الذي يحصل عليه تباعا، حتى ان الاجواء السعودية التي تنقل اليه لم تعد سلبية وقد اصر بشكل علني على تأكيد ذلك من دون ان يعني الامر موافقة من الرياض.
وحده فرنجية مندفع على الساحة الداخلية، حتى حليفه حزب الله يترقب بحذر شديد التطورات المتسارعة في المنطقة والتي يرى انها تصب في صالحه، ويتعامل في الساحة اللبنانية ببطء غير مسبوق لمعرفة المسار الذي قد تتخذه بعض الدول وتحديدا المملكة العربية السعودية، اذ من غير الواضح بعد ما هي الاستراتيجية الجديدة التي ستعتمد في لبنان.
على الضفة المقابلة يترقب خصوم حزب الله التطورات الرئاسية، اذ يشعر هؤلاء ان كل ما يحصل لن يؤدي الى فرض واقع لا يريدونه، خصوصا ان الفيتو المسيحي قادر على عرقلة اي تسوية حاليا، لكن في المقابل بدأ البحث جديا بخطة بديلة اذ تحاول بعض القوى الخروج جديا من ترشيح رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض.
تنتظر غالبية القوى السياسية الموقف السعودي الجديد والذي قد تعبر عنه الرياض بشكل علني او عبر لقاءات مع حلفائها، ولعل ما قاله الرئيس نبيه بري خير دليل على ذلك، اذ ان تبدل الموقف السعودي او عدمه سيحدد نتيجة المعركة الرئاسية وسيضع هامشاً زمنيا واضحا للحل في لبنان.
تغلب الايجابية على الاستحقاق الرئاسي، لا بل على كامل الازمة اللبنانية، وذلك بسبب التطورات الاقليمية التي بدأت تلامس لبنان، ان كان عبر تزامن عودة السفير السعودي الى بيروت وليد البخاري ، او مع زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان اليها، او من خلال وجود جو من التهدئة بين حزب الله وخصومه الاقليميين، لكن هل يمكن ان تستمر هذه الايجابية؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook