آخر الأخبارأخبار محلية

التيار أمام خيارين: فرنجية…او تصحّر مقاعد المعارضة

كتبت كلير شكر في “نداء الوطن”: بات جلياً أنّ رفض رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لانتخاب فرنجية، هو رفض وجوديّ يتصل بمستقبله ومستقبل فريقه السياسي، ذلك لأنّه مهما كان حجم التقديمات والضمانات التي سيقدّمها العهد الجديد لوريث العهد القديم، ستكون هذه الشراكة على حسابه لا لمصلحته لخشيته من تشظّي الحالة العونية ومفاتيحها السلطوية وانحيازها للسلطة الجديدة. ولو أنّ بعض العونيين يعتبرون أنّ فرض الرئيس على المسيحيين، لا سيما من جانب «حزب الله»، هو أمر مرفوض بالمطلق يجعل من ترئيس فرنجية على النحو الحاصل، احتمالاً غير مقبول أبداً. ولهذا يؤكدون أنّ الاعتراض يتخطى الاعتبارات السلطوية أو المكسبية، إلى ما هو متصل بجوهر موقع المسيحيين في التركيبة ودورهم. وما يقوم به «حزب الله» يقارب «المحرّمات».ومع ذلك، يرى بعض عارفي باسيل أنّ لمعارضته محاذير قد تجعل مشروع رفضه لفرنجية مطوّقاً ببعض العقبات. صحيح أنّه يقف على ضفّة معارضة القطب الزغرتاوي، لكنه يحاذر قطع شعرة معاوية مع «حزب الله» لأنّ مخططه الرئاسي يقضي أولاً باستبعاد رئيس «تيار المردة»، وقائد الجيش جوزاف عون بطبيعة الحال، لكنه يرمي في نهاية المطاف إلى الاتفاق مع «حزب الله» على مرشح ثالث. وهو السيناريو النموذجي بالنسبة له. ولهذا، فإنّ لمعارضته وظيفة محددة، وهي ليست مفتوحة على مصراعيها.ولعل هذا الاحتمال هو الذي يزيد من عامل اللاثقة بينه وبين بقية مكونات المعارضة، وتحديداً «القوات» التي تخشى من أن تكون الجسور التي يمدها باسيل نحو معراب، تهدف فقط إلى استخدام هذه الورقة في ملعب ابتزازه لـ»حزب الله» لا أكثر. ولهذا يرفع الفيتو بوجه الترشيحات التي طرحت من جانب المعارضة، ومنها على سبيل المثال صلاح حنين الذي كان بإمكانه أن يكون مرشح التقاء بين باسيل والمعارضة و»الحزب التقدمي الاشتراكي».وفق هؤلاء، فقد تدرّج باسيل في موقعه، من مرشّح أساسي إلى صانع رئيس، وها هو لا يملك إلّا ورقة التعطيل. يقرّون أنّها ورقته الأخيرة ولا مؤشرات تدلّ على أنّها قد تكون نهائية بمعنى أنّ المتغيرات الحاصلة، والتي قد تحصّن فرنجية بتفاهم اقليمي، قد تدفع «التيار الوطني الحر» إلى تليين موقفه أيضاً. والأرجح أنّ بعض نواب «تكتل لبنان القوي» يفكّرون بهذه الطريقة، ويعتقدون أنّ احتمال حصول تسوية خارجية قد تنزع من باسيل ورقة التعطيل لأسباب كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر أنّ «التيار» وبيئته وجمهوره وكوادره وقيادييه، باتوا من «أحزاب السلطة» بمعنى أنّ القفز إلى مقاعد المعارضة، الجافة في مواردها السلطوية، قد يكون صعباً ومكلفاً. والأرجح أنّ قيادة «التيار» تخشى الإقدام عليه، وقد تضطر في نهاية المطاف إلى المكوث في الوسط، بمعنى عدم تعطيل النصاب ولكن من دون التصويت لفرنجية، لتتيح لـ»التيار» أن يكون شريكاً في السلطة.حتى اللحظة، جبران باسيل على يمين المعارضة للحؤول دون انتخاب فرنجية. ولكن ماذا لو انقلب المزاج الدولي والاقليمي وصار لمصلحة الأخير؟ ماذا لو نجح في تأمين أغلبية نيابية؟ هل سيحرق العونيون كلّ الجسور؟ لا إجابات حاسمة.ومع ذلك، ثمة من يعتبر أنّ لعبة المزايدات المسيحية لطالما فعلت فعلها في حشر القوى المسيحية في زاوية المعارضة، فكيف الحال حين تكون كرسي الرئاسي على المحك؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى