آخر الأخبارأخبار محلية

أيّ فرق بين زيارة للسفارة الإيرانية أو الأميركية؟

كتبت سابين عويس في “النهار”: قبل الولوج في الرسائل التي أراد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان توجيهها الى اللبنانيين عبر اللقاء اللافت الذي جمعه بمجموعة من النواب في السفارة الإيرانية في بيروت، بموجب دعوة وصفها البعض بالعمومية، فإن أولى تلك الرسائل كمنت في الشكل، كونها المرة الأولى التي تخرج فيها طهران من تقوقعها حول حلفائها الى الرحاب الاوسع لشخصيات لبنان من مشارب وانتماءات مختلفة.

لا شك في ان الدعوة استفزت في شكل واضح الوسط المسيحي المعارض، كما بدا من رفض حزبَي “القوات اللبنانية” والكتائب والالتقاء على عدم المشاركة، لكنها لم تستفز القوى الحليفة التي رأت في المقاطعة المسيحية المعارضة مناسبة لطرح سؤال يستفزها حول الفرق بين دعوة السفارة الإيرانية ودعوة السفارة الأميركية أو حتى السعودية؟

والسؤال جوابه حاضر لدى هذه القوى التي لا ترى جوازاً في المقارنة بين الدعوتين. فبقطع النظر عن محاولة اعتبار ان كل الدعوات الآتية من سفارات دول معنية بلبنان او لها مصالح مباشرة فيه تعدّ تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية وانتقاصاً من سيادة البلد، لا يمكن وضع الدول الثلاث المشار اليها في الميزان عينه. فإيران بالنسبة الى هذه القوى، دولة معتدية على السيادة اللبنانية، وإنْ في شكل غير مباشر، انطلاقا من دعمها المباشر لـ”حزب الله” وتمويله وتنظيمه عسكريا. أما اذا كان الهدف فعلا هو الحوار والتشاور فيمكن عندئذ لأي مسؤول أو ديبلوماسي ان يزور هو نفسه المقار الرسمية للأحزاب والكتل النيابية الكبرى، على نحو يحترم السيادة.

الانطباع الذي تعكسه القوى المعارضة لقراءتها لأبعاد الدعوة الإيرانية لمجموعة النواب وخلفياتها التشاورية على حد توصيف بعض المشاركين، يؤكد ان لا تراجع لديها لمواقفها المسبقة من طهران ودورها في لبنان، بل ان بعض هذه القوى يذهب أبعد في القول ان زيارة رأس الديبلوماسية الإيرانية بتوقيتها تزيد من صلابة الموقف المعارض وتشدده في رفض السياسة التوسعية لإيران في لبنان ورغبتها في تكريس نفوذها وصولا الى موقع الرئاسة الأولى، بحيث لا يُترك الخيار للمسيحيين في تسمية مرشحهم. وإذ ترفض هذه القوى المعادلة الفرنسية القائمة على مقايضة الرئاسة الأولى بالرئاسة الثالثة، أي الحكومة، تدعوالى عدم اغفال الرئاسة الثانية التي يتربع على عرشها شريك الحزب في الثنائية الشيعية، ما يعني ان المقايضة ليست متوازنة او متعادلة بل ترجح كفتها نحو هذه الثنائية. ولن يكون ممكنا ان تتقبل القواعد المسيحية معادلة كهذه أو تتكيف معها.
هذا الكلام يقود الى خلاصة مفادها ان الشارع المسيحي المنقسم على نفسه في اختيار مرشح موحد لا يزال حتى الآن متوحدا حول رفض مرشح الحزب، وان صموده امام الضغوط الداخلية والخارجية التي تدفعه الى القبول بهذا المرشح هو السبيل الوحيد لمنع حصول الانتخاب،
والسؤال: هل تصمد المعارضة كما هو مأمول منها أم تسقط عند اول امتحان جدي لتماسكها؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى