هذا ما سمعه النواب في بروكسل وواشنطن
الإنطباعات الأولية عن نتائج هذه الزيارات التي شملت حتى الآن ستوكهولم وبروكسل وواشنطن، كانت على درجة كبيرة من الإيجابية، لأنها شكلت فرصاً مناسبة للإحتكاك المباشر بين النواب ومسؤولي القرار في الإتحاد الأوروبي، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ووزارة الخزانة الأميركية، وعدد من نواب الكونغرس الأميركي.
كما كانت بالمقابل، مناسبات مهمة للمسؤولين الأوروبيين والأميركيين للإطلاع على جوانب من الأوضاع اللبنانية، لا يتم التطرق إليها بصراحة ووضوح في المحادثات الرسمية مع المسؤولين الحكوميين في لبنان.
تركيبة الوفود النيابية التي كانت تختصر النسيج الوطني اللبناني، أكدت لمن يعنيهم الأمر في الخارج أن كل ما يُشاع عن إنقسامات ذات طابع طائفي في وطن الأرز لا يُعبر عن حقيقة الأزمات التي يتخبط فيها البلد، والتي تعود في جذورها إلى سرطان الفساد الذي فتك بمالية الدولة، بتواطؤ مكشوف بين أطراف المنظومة الحاكمة، التي تقاسمت مغانم السلطة، وتسابقت على تحقيق مصالحها الحزبية والفئوية على حساب مصالح البلاد والعباد، غير عابئين بسقوط أكثرية مواطنيهم تحت خط الفقر.
وسمع المسؤولون في الإتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي «لغة جديدة»، في معالجة الأزمات الإجتماعية والمالية التي يرزخ تحت ضغوطها لبنان، ترسم معالم رؤية واقعية لمسار الإصلاح والإنقاذ القادر على إخراج البلد من النفق الحالي، وإستعادة الثقة بقدرة الدولة اللبنانية، وتأكيد نزاهة القائمين على السلطة الجديدة في البلد.
وعاد النواب من بروكسل وواشنطن بنصيحة «ذهبية» من المسؤولين الغربيين: أسرعوا في إنتخاب الرئيس العتيد وتشكيل الحكومة القادرة، لأنكم لا تملكون ترف تضييع المزيد من الوقت، وهدر المزيد من الفرص!
فهل من يسمع قبل فوات الأوان؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook