ما بين المعارضة وحزب الله
Advertisement
في المقابل، تبدو “القوات اللبنانية”، وهي التي تشكّل رأس حربة المحور المناهض لمحور “الممانعة، متمسكة بمواقفها الرافضة تكرار تجربة الرئيسين ميشال عون وأميل لحود، “اللذين لم يطعنا المقاومة في ظهرها”. ويجاري “القوات” في مواقفها الرافضة الأحزاب أو الكتل أو الأشخاص الذين يرون في ترشيح فرنجية امتدادًا للسياسة، التي يتّبعها “حزب الله” وحلفاؤه، والتي تقوم، حسب رأي هؤلاء، على اختزال الآخرين وتهميش أدوارهم وتصنيفهم في خانة “المتآمرين على البلد” من خلال إتّباعهم السياسة التي يمليها عليهم الخارج، والتي تتناقض مع مفهوم السيادة كما يفهمها ويمارسها الحزب، خصوصًا أن تهمة “العمالة” جاهزة دائمًا لتلصق بكل من لا يجاريه في سياسته الداخلية والخارجية، وهو الذي بنى استراتيجيته البعيدة المدى على المعطيات الموضعية المتوافرة لديه.
ولأن لا محور “الممانعة” قادر على الحسم الديمقراطي، وكذلك الحال بالنسبة إلى محور “المعارضة”، وهذا ما أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة، فإن “الرئاسة الأولى” ستبقى معّلقة على حبال الانتظار إلى حين قبول كلا الطرفين بالحلول الوسطى، أي بالتوافق على مرشح وسطي بالمعنى الإيجابي للكلمة، وهو القادر على أن يكون همزة وصل بين مكونين أساسيين في البلد، أي “القوات اللبنانية” و”حزب الله” على وجه التحديد.
فالمرشحان المعلنان رسميًا حتى هذه الساعة وهما فرنجية والنائب ميشال معوض غير قادرين ظاهريًا على لعب هذا الدور، على رغم الكلام الذي يقوله كل من الرئيس نبيه بري ومؤيدو فرنجية من جهة، وما يقابله من كلام يصدر عن أكثر من جهة بالنسبة إلى النائب معوض، الذي يُقال إنه مستعدّ لمحاورة الجميع على أسس ومبادئ لا تتعارض مع السيادة اللبنانية، مع أن موقفه من “حزب الله” وسلاحه معروف.
وقبل الحديث عن المرشح الوسطي لا بدّ من طرح سؤال يتبادر إلى أذهان الجميع، سواء أكانوا ينتمون إلى محور “الممانعة” أو أولئك الذين يعتبرون أنفسهم في “المعارضة، وهو: هل ثمة استعداد لدى كل من “القوات” أو “الحزب” للجلوس إلى طاولة واحدة والبحث الجدّي، وبعيدًا عن المؤثرات الخارجية، في كل المواضيع والقضايا الشائكة، والتي هي محلّ خلاف عميق بينهما وبين مختلف مكونات المجتمع اللبناني؟
فإذا كان لدى هذين الفريقين استعداد للحوار الجدّي والبنّاء حول المستقبل وطي صفحة الماضي وما فيه من مآسٍ، فإن “العقدة الرئاسية” ستحّل تلقائيًا، ولا يعود بالتالي من المهمّ البحث في تفاصيل وهوية المرشحين. أمّا إذا كان الجواب سلبيًا فإن “الرئاسة” ستبقى أسيرة المواقف، وسيبقى اللبنانيون ينتظرون الفرج، الذي لن يأتي على حصان التسوية السعودية – الإيرانية، وهل ستصبّ زيارة وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان لبيروت في هذا الاتجاه؟
للحديث صلة…
مصدر الخبر
للمزيد Facebook