اندلاع اشتباكات جديدة في السودان رغم وجود هدنة أبدى الجيش استعداده لتمديدها
نشرت في: 27/04/2023 – 04:23
اندلعت اشتباكات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أطراف العاصمة الخرطوم، رغم وجود هدنة أبدت القوات المسلحة استعدادها لتمديدها، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات، في خطوة لإيقاف المعارك التي تسببت بمقتل 512 شخصا على الأقل وإصابة نحو 4200 آخرين. يأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة دول عربية وغربية الأربعاء، عمليات الإجلاء لمواطنيها من السودان.
دارت الأربعاء رحى معركة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أطراف العاصمة الخرطوم، في تقويض لهدنة في الصراع المستمر منذ 11 يوما، لكن الجيش أبدى استعداده لتمديد وقف إطلاق النار.
وقال الجيش في وقت متأخر الأربعاء، إن قائده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.
ووافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في وقت سابق على وقف لإطلاق النار لمدة 3 أيام، كان من المقرر أن ينتهي في وقت متأخر من مساء الخميس. ولم يصدر على الفور رد من قوات الدعم السريع على الاقتراح المقدم من الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، وهي تكتل لدول شرق أفريقيا.
وقال الجيش إن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة، وإجراء محادثات بين الطرفين.
وجاء في بيان الجيش، أن البرهان أبدى “موافقته المبدئية على ذلك، وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية”.
وقال مراسل لرويترز، إن بعضا من أعنف المعارك الأربعاء دارت في أم درمان المتاخمة للخرطوم، حيث تصدى الجيش لتعزيزات قوات الدعم السريع التي جاءت من مناطق أخرى في السودان. وسمع دوي إطلاق نار كثيف وغارات جوية في المساء.
وفي الخرطوم، التي تمثل مع مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، تفاقم الشعور بانعدام القانون، مع انتشار عصابات السلب والنهب.
وتسببت الضربات الجوية والقصف المدفعي في مقتل 512 شخصا على الأقل، وإصابة نحو 4200 آخرين، وتدمير مستشفيات، والحد من توزيع المواد الغذائية في الدولة الشاسعة، التي يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية.
أطفال يعانون من سوء التغذية
قالت منظمة الصحة العالمية إن 16 % فقط من المرافق الصحية في المدينة لا تزال تعمل، وتوقعت وقوع “عدد كبير آخر من الوفيات”؛ بسبب المرض ونقص الغذاء والماء والخدمات الطبية.
وجاء في بيانات جديدة للأمم المتحدة الأربعاء، أن ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد قد تعطل علاجهم بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي ما زالت تعمل تواجه نقصا في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.
ودفعت الأزمة بأعداد متزايدة من اللاجئين نحو عبور حدود السودان، وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 270 ألف شخص ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما.
ووصف أجانب تم إجلاؤهم من الخرطوم الوضع هناك، قائلين إن الجثث تتناثر في الشوارع، والمباني تحترق، وثمة مناطق سكنية تحولت إلى ساحات قتال، بالإضافة إلى شبان يتجولون بأسلحة بيضاء كبيرة.
وقال البيت الأبيض إن أمريكيا ثانيا لقي حتفه هناك.
خروج البشير من السجن
وتخشى الجماعات المدنية من أن يمكن العنف الجيش من إحكام قبضته، وإحياء نفوذ الموالين للبشير.
وأذكى الجيش هذه المخاوف بتأكيده نقل البشير (79 عاما)، الذي تمت الإطاحة به في عام 2019، من سجن كوبر بالخرطوم إلى مستشفى عسكري، مع 5 على الأقل من مسؤولي نظامه السابق، قبل اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان.
وفي مطلع هذا الأسبوع، تم إطلاق سراح آلاف السجناء من السجن، بمن فيهم وزير سابق في حكومة البشير مطلوب مثله من المحكمة الجنائية الدولية، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب.
وانتهى عهد البشير الذي دام ثلاثة عقود بانتفاضة شعبية قبل أربعة أعوام. وأودع البشير السجن باتهامات تتعلق بانقلاب 1989 الذي صعد به إلى السلطة، وتخلل وجوده في السجن فترات قضاها في المستشفى.
وقالت قوى الحرية والتغيير، وهي جماعة سياسية تقود خطة مدعومة دوليا لانتقال السودان إلى الحكم المدني: “هذه الحرب التي أشعلها النظام البائد ستقود البلاد إلى الانهيار”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook