آخر الأخبارأخبار محلية

المعارضة تحيي مبادرات لمّ الشمل.. هل تنجح هذه المرّة؟!

 
مجدّدًا، عاد الحديث عن سيناريو “لمّ شمل” قوى المعارضة، بما يتيح خروجها بموقف “موحّد” في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، في مواجهة ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الذي ترتفع أسهمه داخليًا وخارجيًا، باعتبار أنّه المرشح “الأكثر جدّية”، حتى الآن على الأقلّ، وبالتالي “الأوفر حظًا”، ولا سيما أنّ الاعتراضات عليه لم ترتقِ لمستوى إفراز “بديل حقيقي”، قادر على خوض “المعركة”.

Advertisement

 
هكذا، وجدت قوى المعارضة، “المشتّتة” كما بات واضحًا، نفسها مرّة أخرى في قفص الاتهام، فهي تنتقد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ينكفئ عن الدعوة إلى جلسات جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية، وتهاجم “حزب الله” بذريعة أنّه “يحاول فرض” فرنجية رئيسًا للجمهورية، بمعزل عن رأي القوى المسيحية، حتى إنّها باتت تصوّب على الفرنسيّين، ويذهب بعضها لحدّ اعتبار فرنجية “مرشح باريس” بالدرجة الأولى.
 
وفي وقتٍ لا تبدو المعارضة، أو “المعارضات” كما يحلو للبعض وصفها، للدلالة على “التباين الشاسع” في صفوفها، في وارد “الاتحاد”، ولو في مواجهة ترشيح فرنجية، الذي “تتقاطع” على رفضه، يتحدّث البعض عن “مبادرات نشطة” لتغيير واقع الحال، ولو أنّها لا تزال “خجولة” إلى حدّ بعيد، فهل تنجح هذه المبادرات هذه المرّة، خلافًا للمرّات السابقة، أم أنّ تفاهم قوى المعارضة سيبقى “نظريًا”، وربما “افتراضيًا”، بلا أيّ ترجمة عمليّة؟!
 
المعارضة في قفص الاتهام
 
منذ بدء “البازار الرئاسي”، قبيل انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، بل منذ ما قبل قبله، وتحديدًا منذ انتهاء الانتخابات النيابية قبل نحو عام، توجَّه الكثير من الانتقادات لقوى المعارضة، التي تتفق “مبدئيًا” على العناوين العريضة، لكنّها تختلف “تفصيليًا” على التكتيكات والخطط، فتخسر كلّ نقاط قوتها المفترضة، بدليل أنّ “الانتصار” الذي تسرّع البعض بإعلانه بعد انتخابات 2022 أفرغ من مضمونه، ولم يكن له أيّ مفاعيل، أقلّه حتى الآن.
 
لكنّ هذه الانتقادات زادت في الأيام الأخيرة، توازيًا مع ارتفاع أسهم المرشح الذي تتفق معظم قوى المعارضة على الوقوف في وجهه، أي سليمان فرنجية، حيث لجأت هذه القوى إلى “الشعبوية” فقط في المواجهة، بين حزبٍ يلوّح بتعطيل النصاب، ولو كرّس الفراغ إلى ما شاء الله، وآخر يرفع شعار المقاومة السياسية، لمواجهات سياسات “الفرض”، من دون أن تخرج إلى دائرة الضوء أيّ “خطط فعلية” تعطي زخمًا لهذه المواجهة.
 
ورغم أنّ حراكًا سُجّل لدى بعض قوى المعارضة، كحزب “الكتائب” الذي زار رئيسه النائب سامي الجميل العاصمة الفرنسية أكثر من مرّة، فإنّ أداء مكوّنات المعارضة بقي خارج السياق، ولا سيما أنّها لم تقدّم حتى الآن أيّ مرشح يستطيع “مواجهة” فرنجية “على المنخار”، خصوصًا بعدما “احترقت” ورقة النائب ميشال معوض، المنكفئ بدوره لأسباب معروفة، وهو الذي لم ينجح في فرض نفسه مرشحًا “جديًا” رغم كلّ شيء.
 
مبادرات “خجولة”
 
وسط هذه الأجواء، يُحكى عن “مبادرات” تُطرَح من أجل “لمّ شمل” الصفّ المعارض، منها مبادرة يقودها أحد النواب المستقلّين، تتكامل مع أخرى يرفع لواءها حزب “الكتائب”، الذي كان رئيسه أول من رفع لواء “توحيد المعارضة” من باريس، حيث قال إنّه “استشعر” أنّ باريس تخوض “معركة” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الرئاسية، وهو ما دفع باريس وفق بعض المتابعين، إلى إصدار بيان “توضيحي” تنفي فيه أن يكون لديها مرشح رئاسي “مفضّل”.
 
وإذا كانت هذه المبادرات “تلتحق” بمبادرات سبقتها في الأشهر الأخيرة، من بينها تلك التي أطلقها تكتل “نواب التغيير”، قبل أن “ينتهي عمليًا” باعتراف بعض أعضائه المفترضين، على غرار النائب ميشال الدويهي، وقبله النائب وضاح الصادق، فإنها تبقى وفق العارفين، “خجولة” إلى حدّ بعيد، خصوصًا أنّ بعض نواب المعارضة لا يزالوا رافضين بالمطلق للجلوس جنبًا إلى جنب من يفترض أن يكونوا “شركاءهم” في المواجهة.
 
وفي حين يشكّل السجال الذي وقع أخيرًا بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وبعض نواب “التغيير”، على سبيل المثال لا الحصر، نموذجًا معبّرًا في سياق “تضعضع” المعارضة، ثمّة من يعتبر أنّ “التفاهم” على مرشح “وسطي” يكون مقبولاً من جميع أطياف المعارضة قد يكون “الحلّ الأمثل”، ولا سيما أن بعض الأسماء يمكن أن تلقى قبولاً من “الأضداد”، وهو ما يفترض أن يتمّ التركيز عليه في الفترة المقبلة.
 
يحلو لبعض قوى المعارضة أن تتحدّث عن “مخطط” لفرض سليمان فرنجية رئيسًا، موجّهة أصابع الاتهام في ذلك إلى من تبنّوا ترشيح الرجل، كـ”حزب الله” و”حركة أمل”، ولكن أيضًا إلى الفرنسيين الذين يعملوا على “تسوية” تنطلق من التسليم بانتخابه. لكن، وبعيدًا عن “التنظير”، يرى كثيرون أنّ قوى المعارضة أمام مسؤولية كبرى، فإما تقدّم “البديل” الذي يستطيع أن يكون “ندًا” لفرنجية أو غيره، وإما تحترم قواعد اللعبة بكل بساطة!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى