وليد جنبلاط مختلففي المرحلة المقبلة
إحدى المفاجآت التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال المرحلة الماضية كانت عدم السير بترشيح رئيس “تيار المردة”سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بعد ان كان الجميع يتوقعون انسجاماً كبيرا بينه وبين الرئيس نبيه بري في المعركة الرئاسية.
لكن رغبة جنبلاط في التناغم مع حليفه الدائم نبيه بري، ترافقت مع رغبة موازية بعدم ازعاج المملكة العربية السعودية، وعدم “السير”باي مرشح يستفزها او لم تعط له الضوء الاخضر للوصول الى القصر الجمهوري، وهذا ما اجبر جنبلاط على موازنة موقفه بين بري والرياض بهدف عدم حصول خلل سياسي جذري.
في الداخل، وضع جنبلاط لنفسه خطا احمر لا مجال للتراجع عنه، وهو عدم العودة الى مرحلة الاشتباك الدرزي الشيعي، وضرورة عدم خوض معارك سياسية كبرى مع حزب الله، اذ ان التنسيق مع الحزب بات اليوم دوريا ويحصل على عدة مستويات ميدانية وسياسية، وقد اثبتت هذه السياسة نجاحها في احداث استقرار بين الطرفين.
كذلك لعب جنبلاط ورقة الاستقرار مع المسيحيين، لارتباط الامر بإستقرار الجبل ككل، لذلك فهو، وبالرغم من الخلاف العميق بينه وبين “التيار الوطني الحر”، بات اليوم يدخل في نقاشات ومشاورات مع رئيسه جبران باسيل لارضائه رئاسيا، وهو يعلن بإستمرار انه ليس في وارد استفزاز المسيحيين في هذا الاستحقاق.
سياسة “صفر مشاكل” التي يعتمدها جنبلاط لديها عدة اهداف اولها، عدم وضع الدروز في حالة اشتباك مع اي طرف في لحظة الانهيار المعيشي والاقتصادي والمالي الذي يصيب كامل المجتمع اللبناني، اما الهدف الثاني فهو تأمين انتقال هادئ للزعامة الجنبلاطية الى النائب تيمور جنبلاط.
يعطي جنبلاط نجله هامشاً كبيرا في تقرير موقف الحزب الاشتراكي في الموضوع الرئاسي، وقد لعب تيمور دورا جديا في رفض السير بفرنجية، على اعتبار ان الرجل يريد ان ينقل الحزب الاشتراكي من موقع الحزب التقليدي الى موقع الحزب التغييري الراغب بالتغيير يقيادة زعيم شاب.
في المرحلة المقبلة سنشهد نسخة جنبلاطية جديدة، سواء استمر الرفض الاشتراكي “للسير” بفرنجية ام لم يستمر، لكن مسار تغيير صورة الحزب وسلوكه السياسي قد بدأ، وسيتأثر ويؤثر بكامل الحياة السياسية التي لعب فيها وليد جنبلاط ادوارا كبرى في السنوات الماضية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook