آخر الأخبارأخبار محلية

مفاجآت ستشهدها إسرائيل من جنوب لبنان.. 6 سيناريوهات تنتظرها!

لم تتمكّن “إسرائيل” حتى الآن من قطع حبالِ الخوف رغم أنَّ الجبهات التي فتحت صواريخها باتجاهها قبل أسبوعين، هدأت نسبياً بشكلٍ ملحوظ. فعلى صعيد جبهة جنوب لبنان وغزّة والجولان، تبدو الأمورُ هادئة، وما يظهر هو أنَّ رسالة الصواريخ التي أطلقت يوم السادس من نيسان الجاري قد وصلت باتجاه تل أبيب، ومفادها أنَّ مختلف السّاحات حاضرة لخوض معركة واحدة، فالتوقيت بيدها والأدوات العسكرية متنوّعة.. ولكن، السؤال الذي يُطرح: هل ستعود هذه الجبهات لتشتعل مُجدداً؟ وماذا عن وضع جنوب لبنان خلال المرحلة المقبلة؟

بمعزلٍ عن التهديدات المتزايدة من مختلف الأطراف، فإنّ الأمر الذي يحتاج للإجابة يتمحور حول عدد الساحات التي يُمكن أن تفتح نيرانها بإتجاه العدو الإسرائيلي. حُكماً، فإنّ المعروف منها بشكل بارز هي ساحة جنوب لبنان، غزّة، والجولان، والداخل الفلسطينيّ. أما المناطق الأخرى، والمقصود بها صحراء سيناء في مصر، فقد تكون بعيدةً كل البعد عن أي معركة، لأنه لا مقومات عسكرية هناك يمكن استغلالها لضرب “إسرائيل”. وإزاء ذلك، فإنه عند حصول أي معركةٍ كُبرى، فإنّ الجبهات الأساسية ستكونُ متمحورة في جنوب لبنان وغزة والداخل الفلسطيني، فهناك يكمنُ “الثقل الصاروخيّ” الأكبر، والأساس هنا أن الإنهاك الذي سيُصيب الجيش الإسرائيلي سيكون سببه هو أنّ العناصر التي سيقاتلها لا تتخذ مواقع عسكرية ظاهرة يمكن قصفها، ما يعني أنّ الحرب ستكون صعبةً طالما أنّ المواجهة لن تكون مباشرة.
6 سيناريوهات
ما يمكن استنتاجهُ بشكل بديهيّ هو أنه على صعيد “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” في غزّة، فإنّ أول سيناريو سيعتمدانه هو الضربات الصاروخية المكثفة في وقتٍ متزامن وواحد، ويرتبطُ هذا الأمر حُكماً بغرفة عمليات مشتركة تحدثت عنها تقارير إسرائيلية بجدّية، وهي النقطة التي تخيف تل أبيب بشدّة كبرى، وتعتبرها تهديداً وجودياً لها لأنه يؤكد على “وحدة الساحات بالفعل”.
ما لا يمكن إغفاله أيضاً هو نوعية الصواريخ التي ستظهر في تلك الحرب، لكن الأمر الذي سيطغى على المشهد هو النقاط التي سيجري استهدافها في بادئ الأمر داخل “إسرائيل”، والخوف هنا سيكونُ في ضرب سلاح الجو والمطارات العسكرية عبر صواريخ دقيقة تخشاها إسرائيل بشدّة.
في ما خصّ السيناريو الثاني، فإنه قد يعتمدُ على إحباط منظومة القبة الحديدية التي عمدت إسرائيل إلى نشرها في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة. هنا، يكمن تساؤلٌ عن كيفية إستهدافها وتدميرها وعما إذا كان هذا الأمرُ سيتحقق. وفي الواقع، قد يكون هذا الأمرُ وارداً لكن تحقيقه صعبٌ ميدانياً إلا إذا تمكن “حزب الله” من استهداف منصات القبّة الواحدة تلو الأخرى، وعندها ستُصبح الأجواء الفلسطينية مفتوحةً أمام وابل الصواريخ الكثيفة.
على صعيد السيناريو الثالث، فإنه سيتمحور في هجماتٍ بريّة قد ينفذها “حزب الله” من الجنوب باتجاه الأراضي المحتلة، وقد يترافق ذلك مع توغل فلسطيني من غزة إلى الداخل المحتل. وعلى صعيد الجبهة الأخيرة، فإنّ الدعم قد يكون من الضفة الغربية عبر المجموعات التي بات التركيز عليها كبيراً، لاسيما من قبل “حزب الله” الذي أعلن صراحة على وجوب دعمها بالسلاح باعتبارها مقاومة فعليّة. وأمام كل ذلك، فإنَّ الجيش الإسرائيلي سيكونُ أمام معركتين: الأولى صاروخية والثانية بريّة، والأخيرة قد تكون محدودةً نسبياً والهدف منها هو إسداء رسالة عنوانها: “خرق التحصينات الإسرائيلية والدخول باتجاه الأراضي المحتلة”.
أما السيناريو الرابع والذي لم يحصل سابقاً فيرتبطُ بـ”هجمات بحرية” قد ينفذها “حزب الله”. وللإشارة هنا، فإنه قبل عامٍ تقريباً، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن قوة بحرية من الحزب تمكنت من تعطيل أجهزة رصدٍ زرعها الجيش الإسرائيلي تحت المياه، ما يعني أنّ هناك قدرة لوجستية وتقنية لشنّ الهجمات عبر البحر والتوغل إلى الداخل الفلسطيني.
كذلك، يبرز سيناريو خامس ويتعلق ببنك الأهداف، وهنا يكمنُ الخوف الإسرائيلي. ففي حال أراد “حزب الله” توسيع المعركة، فإنّ المفاعل الحيوية الإسرائيلية ستكون تحت مرمى صواريخه، وكذلك ستكون المنشآت العسكرية أيضاً مستهدفة. وعملياً، هنا يمكن الخوف الأكبر لدى تل أبيب من أن تطال الصواريخ المختبرات والمنشآت النووية والنفطية، خصوصاً تلك الفاعلة على صعيد حقول الغاز. ففي حال أراد “حزب الله” استهدافها، عندها ستكون النيران فيها كثيفة.
وإلى جانب هذه السيناريوهات الـ5، يأتي سيناريو سادس لا يمكن أبداً وضعه جانباً، ويرتبطُ حكماً بهجمات جوية قد يجري تنفيذها عبر طائرات مسيرة مفخخة، والذاكرة هنا تعود إلى ما حصل فوق منصة التنقيب عن الغاز في حقل كاريش العام الماضي، إذ أرسل “حزب الله” طائرة باتجاهها في محاولة لكسر حمايتها الأمنية. وفي إطار تلك الهجمات، تكمن خطوة كسر الرّدع الإسرائيليّ، وبالتالي ستكون أوجه المعركة قد اتخذت طابعاً جديداً في البر والبحر والجو.
إذاً ومع تلك السيناريوهات التي تخيف إسرائيل حقيقيةُ وصعبة جداً بالفعل، والأساس فيها هو “حزب الله” وجنوب لبنان لسببين: الأول وهو أنّ القدرات العسكرية الصاروخية الهائلة التي يمكن أن توفر هذا النوع من المعركة المفتوحة، مملوكةٌ من الحزب وحده. أما السبب الثاني فهو أنّ قوة حركة “حماس” العسكرية مهما كانت متصاعدة، لن تضاهي قوة “حزب الله” في لبنان سواء على صعيد الصواريخ أو على صعيد نوعية الضربات والقدرات الهجوميّة. إضافة إلى ذلك، فإنهُ عند الحديث عن الجولان أيضاً، فإنّ ما يمكن أن تقدُّمه هذه الجبهة ليس كبيراً أو مؤثراً، فالفصائل الفلسطينية التي يمكن أن تتحرك في سوريا قد لا تحظى بدفعٍ قوي يقودها نحو فتح معركة، لكن تأثيرها قد يكون باتجاه الجانب السوري المحتل الذي قد يهتزُّ حُكماً في حال طالته ضربات صاروخية.
في محصلة الكلام، فإنّ الجبهة الأساس التي ستحسمُ وجه أي حربٍ مفتوحة مقبلة هي جنوب لبنان حصراً، وعليه فإنّ الجبهات الأخرى ستكون رديفة ومن الممكن أن تتمكن إسرائيل من لجمها عسكرياً لأنّ قدراتها محدودة ومحصورة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى