آخر الأخبارأخبار محلية

هذا ما يقوم به الفاتيكان تجاه لبنان… والدول الخمس تكثّف حراكها

كتب فادي عيد في” الديار”: يُنقل وفق المعلومات والمعطيات التي تستقيها جهات سياسية محلية من كبار المستشارين في الإيليزيه، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تسريعاً لوتيرة الإتصالات الجارية حول الملف اللبناني، لا سيّما في ضوء تسجيل اتصالات بين الفاتيكان ودوائر الإيليزيه، أثناء تواجد سفير الفاتيكان في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، في عاصمة الكثلكة ومواكبته هذه الإتصالات، باعتبار أن هناك توافقاً حصل بين الطرفين الفاتيكاني والفرنسي على أن يكون انتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن، وحيث كشف السفير الفاتيكاني، أن معلوماته تؤكد بأن الوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقداسة البابا فرنسيس الأول، بأن ينتخب الرئيس اللبناني في أقرب وقت ممكن، سيُترجم في غضون الأسابيع المقبلة.

 

وتكشف مصادر سياسية مواكبة عن مخاوف لدى الكرسي الرسولي على أوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة، وعن استياء من خلافاتهم وانقساماتهم، وهذا ما يعكسه البطريرك بشارة الراعي في كل عظاته، حيث رفع منسوب انتقاداته للقوى السياسية المسيحية خصوصا، واللبنانية عموما، نظراً الى خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وعدم قراءة بعض القادة في المجتمع المسيحي لهذه الأوضاع ألإقليمية والدولية، في ظل التحولات والمتغيرات التي حصلت.

 

وتلفت هذه المصادر إلى متابعة من قبل دوائر الفاتيكان للواقع المسيحي، ولذلك فإن الكرسي الرسولي لم يدخل في تسويق أي أسماء أو تزكية مرشّح معين، ومقاربته للأمور مختلفة، إذ يرى وجوب الحوار والتنسيق المسيحي ـ الإسلامي قبل أي شيء آخر، وأخذ العبر ممّا جرى في السابق لبنانياً، ومن ثم ضرورة العودة إلى ما حصل في سوريا والعراق من هجرة مسيحية لها صلات بالفرز الديموغرافي، والإفادة من دروس المنطقة وعدم الوقوع في المحظور، تجنّباً لأي تطورات قد لا تأتي لمصلحة البعض، كما كانت الحال في حقبة اتفاق الطائف وما بعدها.

 

ولم تستبعد هذه المصادر أن يأتي الموفدون المشاركون في لقاء باريس إلى بيروت، كما نقل عن أحد السياسيين البارزين، أنه لا يتوقّع أي زيارة أو بوادر حلول قبل عيد الفطر، على اعتبار أن المسؤولين في الدول المشاركة سيكونون في إجازة عيد الفطر، وذلك لا يعني أن الاتصالات متوقفة بل هي مستمرة، وفي حال حصول أي خرق يمكن البناء عليه، فعندئذ سيقوم أحد الموفدين بزيارة بيروت إذا استدعت الظروف ذلك. 

وجاء في مانشيت” الديار”: الانظار ستكون مشدودة الى طبيعة التحولات الشهر المقبل الذي سيكون الاختبار الجدي لاحتمال تحرك التسوية على الساحة اللبنانية، حينئذ يكون الملف الرئيسي الشائك بين السعودية وايران قد تجاوز مرحلة الاختبار وبات على «سكة» الحل، وهذا سيعني حكما تصاعدا «للدخان الابيض» اللبناني، اما اذا لم يحصل ذلك وبقيت الامور على حالها، فهذا يعني ان ثمة شيئا لا يزال عالقا ولا يرتبط بكل ما يحكى عنه في العلن حول العقبات التي تحول دون التسوية، وهذا قد يدخل لبنان في متاهة مأزق طويل قد لا ينتهي قبل انتهاء خطوات بناء الثقة في الساحة اليمنية، بما تتضمنه من إجراءات اقتصادية يتم تنفيذها خلال فترة الهدنة المفترضة ممثلة في ستة شهور تعقبها ثلاثة شهور مفاوضات ومن ثم مرحلة انتقالية؟! 

 

لكن اذا حصلت التسوية فهل سيكون الحل دون ثمن؟ بالطبع لا تقول اوساط سياسية مطلعة، فالتنافس الفرنسي – الخليجي على الاستثمار في لبنان، كان واضحا على هامش الاجتماع الخماسي في باريس، ووفقا للمعلومات شهد مناقشات حادة وصريحة بين نزار العلولا وباتريك دوريل حول الملف الاقتصادي، وقد اتهم الجانب السعودي باريس بمحاولة فرض تسوية لتامين مصالحها الاقتصادية اولا، وكان الرد الفرنسي بان السوق تتسع للجميع. ومن هنا ترجح الصحيفة ان عنوان الصراع المقبل اقتصادي ولن يكون في السياسة هذه المرة، بعدما خرجت الرياض من استراتيجية الصراع السني-الشيعي وباتت لغة المصالح الاقتصادية تتقدم على ما عداها، ولهذا ستكون مع شقيقاتها دول الخليج في تنافس جدي مع باريس التي سبقت الجميع ولحقت بها قطر في الاستفادة من «الكعكة» اللبنانية عبر وضع اليد على اول عملية استخراج مفترضة للغاز من البلوك رقم 9.  

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى