الناجون يخشون من عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية
نشرت في: 15/04/2023 – 17:16
قبل شهر تقريبا من الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية، يخشى الناجون من الزلزال الذي ضرب البلاد في 6 فبراير/شباط الماضي والذين يعيشون في ملاجئ ومخيمات بعيدة عن مدنهم، من عدم المشاركة في عملية التصويت. وناشد العديد منهم الأحزاب السياسية لدفع ثمن تذاكر الحافلات للعودة إلى أماكن إقامتهم الأصلية للتصويت. فيما اتهمت أحزاب المعارضة وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري المسؤولين بمحاولة الحد من إقبال النازحين على المشاركة في الانتخابات ومنعهم بالتالي من التصويت ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.
من يريد منع الأتراك الذين نزحوا من مناطقهم الأصلية جراء الزلزال الذي ضرب البلاد في 6 فبراير /شباط الماضي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/أيار المقبل؟ ولماذا بات من الصعب على هؤلاء القيام بواجبهم الانتخابي؟ هل حقا يريد أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان إبعادهم عن التصويت بحجة أنهم سيصوتون ربما لصالح المعارضة؟ أسئلة عديدة تدور في ذهن علي (23 عاما) الذي خسر كل شيء في زلزال تركيا وما زال والداه في عداد المفقودين وصارت مدينته أنطاكية خرابا. علي أكد أنه من الضروري أن “ينعكس غضب” الناجين على السلطة في صناديق الاقتراع في انتخابات أيار/مايو المقبل.
أطلق علي الذي لم يكشف عن اسمه بالكامل، حملة لضمان مشاركة أكثر من ثلاثة مليون شخص نزحوا بفعل الكارثة التي وقعت في شباط/فبراير الماضي، في الانتخابات التي تنظم الشهر المقبل.
وسيخوض الرئيس رجب طيب أردوغان في 14 أيار/مايو المقبل الاختبار الانتخابي الأصعب بعد شهرين على الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وتبعته عدة هزات ارتدادية وألحق دمارا بمئات آلاف المساكن. وبقي الناجون يسمعون أقاربهم من تحت الأنقاض يطلبون النجدة لساعات، ما أثار موجة غضب واتهامات للسلطات بتأخير إرسال مساعدات.
جهود حكومية خفية لقمع تصويت الاحتجاج؟
وكانت أنطاكية من أكثر المناطق تضررا من كارثة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من خمسين ألف شخص. ويقول علي: “من المهم أن ينعكس هذا الغضب في صناديق الاقتراع”. وأطلق الشاب عبر تويتر مع العديد من أصدقائه مناشدة طالب فيها الأحزاب السياسية بدفع ثمن تذاكر حافلة للطلاب الذين اضطروا لمغادرة أنطاكية لكنهم يرغبون بالعودة للتصويت. وتعهد حزب المعارضة الرئيسي “حزب الشعب الجمهوري” دعم هذه المبادرة.
ومنح الأشخاص الذين نزحوا إلى مدن أخرى مثل أنقرة ومرسين وإسطنبول مهلة حتى الثاني من نيسان/أبريل لتسجيل عنوان التصويت الجديد. ويتوجب على من فاتهم التسجيل العودة إلى مدنهم المدمرة للتصويت. ويرى معارضو أردوغان أن هذا يندرج في إطار جهود حكومية خفية لقمع تصويت الاحتجاج.
ويقول علي أوزتونج النائب عن حزب الشعب الجمهوري في كهرمان مرعش: “فقد الناس أحباءهم وكل ما كانوا يعتبرونه مهما. ولم يكن غالبيتهم في وضع يسمح لهم بالاهتمام بالتسجيل للانتخابات”.
محاولة الحد من إقبال النازحين على المشاركة في الانتخابات
لم يتمكن سوى 50 ألف من أصل 820 ألف ناخب مسجل في كهرمان مرعش من تغيير تفاصيل تسجيلهم للانتخابات، بحسب أوزتونج الذي يقدر أن نصف سكان المنطقة غادروها. وهذا يعني أنه سيتوجب على مئات آلاف السكان إيجاد طريقة للعودة للمشاركة في الانتخابات التي تعد الأهم في تاريخ تركيا.
ويرى أوزتونج أنه “من المستحيل نقل هذا العدد من الأشخاص”، مشيرا إلى أن “الأمر بحاجة إلى آلاف الحافلات وهذا سيؤدي إلى ازدحام مروري ضخم. لا يمكن لأي حزب تنظيم ذلك”.
وينافس زعيم الحزب كمال كيليتشدار أوغلو مرشح المعارضة التركية مجتمعة، الرئيس أردوغان في الانتخابات. ويتهم نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أونورسال أديجوزال، المسؤولين بمحاولة الحد من إقبال النازحين على المشاركة في الانتخابات.
وقال: “كان بإمكان السلطات تمديد الموعد النهائي للمساعدة في التسجيل. لكنهم يخافون من الضحايا ويقومون بكل شيء لعرقلة التصويت”.
واضطر عبد الله وهو أب لطفلين لمغادرة المدينة. وهو يروي كيف سعى موظفون في الخدمة المدنية لثنيه عن تغيير عنوان التسجيل الخاص به.
مخاوف من التلاعب الانتخابي
بحسب عبد الله “أخبروني أن هذا سيؤدي إلى خسارة حقوقي بالحصول على المساعدات العامة لضحايا الزلزال”. وأضاف: “أبقيت على عنواني في كهرمان مرعش. لكن لا أعرف كيف سأتمكن من الذهاب إلى هناك والإدلاء بصوتي”.
في ملجأ في ضواحي أنقرة، لم تقم سوى 120 عائلة نازحة من أصل 525 عائلة بالإجراءات الضرورية لتغيير عنوانها القانوني.
تؤكد إيمان غسال أوغلو (34 عاما) التي تعيش في الملجأ مع ابنتيها أنها مصممة العودة إلى أنطاكية يوم الانتخابات- حتى لو اضطرت للنوم في خيمة. وتقول إن “الأمر يتعلق بمستقبلي. سأقوم بالتصويت مهما حصل”.
ويرى كثيرون أن العودة إلى أنطاكية ستسمح لهم بمراقبة التصويت والإبلاغ عن أي تجاوزات. ويتخوف منتقدو أردوغان من أن تضم اللوائح الانتخابية أسماء لمفقودين لم يتم الإعلان رسميا عن وفاتهم، ما يفسح المجال لتلاعب من قبل مسؤولين انتخابيين.
ويؤكد أونورسال أديجوزال أن “السلطات لا تكشف عدد المفقودين. هذا مصدر قلق”. وبينما تمكن أوزغور يوسف كافوكو (45 عاما) من التسجيل للتصويت في أنقرة، سيعود معظم أصدقائه إلى أنطاكية التي أصبحت مدينة مهجورة للمشاركة في الانتخابات.
ويقول: “أعتقد أن إجراء انتخابات حرة أمر مستحيل في هذه الظروف”. ولكنه يوضح “لا يوجد أي خيار آخر. خسرنا الكثير بالفعل مع الزلزال. وخسارة التعبير عن إرادتنا ستكون كارثة أخرى”.
فرانس24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook