الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة عن “السيد محمد باقر الصدر والقضية الفلسطينية” في مجمع الامام الكاظم
وطنية – أقامت جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية في مجمع الإمام الكاظم، ندوة ثقافية، ألقى فيها رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله محاضرة بعنوان “السيد محمد باقر الصدر والقضية الفلسطينية” مما جاء فيها:
“الكثير يظن أن علماء ومراجع الشيعة لم يتطرقوا إلى مسألة القضية الفلسطينية، وهذا ظلم كبير وخطأ كبير، فعلماؤنا كانوا وما زالوا إلى الإمام السيد علي الخامنئي يعتبرون أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة، وأن التعاطي معها واجب ديني شرعي، ولا يجوز التخلف عن نصرة هذه القضية، إلا أن أعداء الأمة سعوا منذ البداية وانتبهوا معي لهذا الموضوع، في الأساس كانت قضية فلسطين هي قضية الأمة الإسلامية، كان المطلوب هو أن تفرغ جبهة الأمة الإسلامية تدريجيا، فحولوها وسعوا لأن تتحول من قضية إسلامية عامة إلى قضية العرب، وبعد فترة أراد العرب (وحكام العرب أقصد وليست الشعوب العربية) الانسحاب من القضية الفلسطينية لتتحول إلى قضية الفلسطينيين، ثم بعد ذلك أرادوا (نتيجة التقسيم الذي حصل لفلسطين) أن تتحول من قضية فلسطين كل فلسطين، إلى قضية الضفة الغربية وغزة، أي تفريغ ساحة العداء للكيان الصهيوني عبر سحب المنضوين تحت لواء تحرير القدس تدريجيا، وهم للأسف استطاعوا الوصول إلى جزء كبير من أهدافهم، إلا أنهم هذه الأيام باتوا يعانون من أن هذه الجبهة عادت لتتكون من جديد ولتأتلف من جديد، ليخرج لهم ما اصطلح على تسميته “محور المقاومة” الذي يضم كل الأمة الإسلامية، فعادت القضية الفلسطينية لكي تكون القضية المركزية للأمة الإسلامية”.
أضاف: “نحن كمسلمين شيعة، نعتبر أن كل أرض إسلامية هي جزء من الأمة الإسلامية، فيما لو تعرضت لاحتلال أو اعتداء يجب شرعا على نحو الكفاية على كل مسلم ومسلمة أن يعمل من أجل الجهاد لتحريرها، المجتهد الشيعي الكبير السيد محسن الأمين هو لبناني، ماذا قال؟ أيها العرب أيها المسلمون؟ إن إخوانكم في فلسطين قد أقضَّ مضاجعهم ما فيه من محنة وبلاء في كل ناحية دم وقتل وهدم وتدمير، وإن بني أبيكم ليقْدِمون إقدام الأبي ويدافعون دفاع المستميت، فلا تضنوا عليهم ببذل التافه والحقير، وقد بذلوا الجليل العظيم، يعني أنتم لا تضنوا عليهم وتعطونهم شيئا من أموالكم فهذا تافه وحقير، وهم يطالبون بالنصر العظيم، بالشهادة والروح والدم، فلا تطيب الحياة لحر يضام أهله وذووه، نحن نعتبر أن كل أهل فلسطين أهلنا وعوائلنا ويجب علينا أن نسعى لذلك.
أيضاً السيد محمد باقر الصدر كذلك كان من الذين يتوقعون ما حصل في القضية الفلسطينية في هذه الأيام، أنظروا من أي سنة، السيد الشهيد السيد محمد باقر الصدر استشهد في العام 1980 وهو قبل استشهاده، له هذا النص، يقول:” إن إسرائيل تعبير عن مصالح صهيونية وأمريكا للسيطرة على العالم الإسلامي بأسره، وإن السلطات العربية تشيع هذه الأيام وفي المستقبل مناخ التسوية معها تمهيداً لقبولها أمراً واقعاً من قبل المسلمين والعرب، إن من يقبل الصلح مع إسرائيل فقد خرج من الإسلام”، قال هذا الكلام ما قبل اتفاق كامب ديفيد، أنظر إلى بُعْد النظر، اسمع هذا الذي يقوله: إن السلطات العربية تشيع هذه الأيام وفي المستقبل يتحدث عن ما بعد ذلك، ماذا سيحصل بعد ذلك؟ مناخ التسوية معها، يعني تسوية مع العدو الصهيوني ولم يكن أحد قد تكلم بالتسوية بعد، ولا أحد تحدث بالاتفاقات، ولم يكن أحد تكلم عن التطبيع، لقبولها أمراً واقعاً من قبل المسلمين والعرب؟ في ذلك الوقت الذي يأتي ويستمع للسيد الصدر يقول عما يتحدث؟ مستحيل ! هل يمكن للعرب أن يقبلوا ويعتبروا إسرائيل أمراً واقعاً أو يتعاطوا معها ويطبعوا معها، هذا الكلام منذ متى؟ منذ العام 78؟ أي تقريباً منذ خمس وأربعين سنة، قبل خمس وأربعين سنة يتحدث عن التطبيع الذي حصل الآن، هذا يدل على أن هذا الرجل ليس مفكراً عبقرياً في الفلسفة والاقتصاد، بل هو رجل سياسي يتمتع ببُعد النظر ويفهم كيفية التعامل مع قضايا المسلمين، ومن أهم صفات المرجع أن يكون عالما بأهل زمانه”.
وتابع: “أيضا هناك نص ثاني للسيد محمد باقر الصدر: “أيها المسلمون إننا أحوج ما نكون دائما وفي هذا الظرف العصيب بالذات، ونحن نواجه أكبر خطر يهدد الإسلام وهو متمثل بالغزو الصهيوني الغادر”، كان في ذاك الوقت غزو لجزء صغير من لبنان، وصدر هذا البيان: “إننا أحوج ما نكون إلى الشعور الحقيقي بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، يقول: “إننا أحوج ما نكون إلى الشعور الحقيقي بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى لإنقاذ أرضنا المغتصبة وإرجاع فلسطين إلى دار الإسلام، إرجاع فلسطين إلى دار الإسلام، وإن التصميم والعزم والإخلاص والإرادة في العمل الجاد والابتعاد عن مظاهر الانحلال والتفسخ”، نعم هذا الرجل عبقري. الله عز وجل له حكمة في اختياره وأخذه، إذا فتشت بين الحروف والكلمات تجد المعاني جدا مطابقة، ماذا يقول والابتعاد عن مظاهر الانحلال والتفسخ، الآن ماذا يفعلون؟ ينشرون كل مظاهر الانحلال والتفسخ الدعوة للشذوذ الجنسي، دعوة للميوعة الأخلاقية، لذلك يقول السيد الشهيد الصدر:” يجب أن يكون هناك تصميم وعزم وإخلاص وإرادة في العمل الجاد والابتعاد عن مظاهر الانحلال والتفسخ” هذا أمر غير عادي. اليوم نحن نُحارب، هنالك حرب شرسة، ونحن الآن في اللحظات الأخيرة للمعركة، أحياناً كثيرة تخوض حرب وتربح أول معركة وثاني معركة والثالثة فتأتي الحرب الرابعة وتخسر فيها فتُهزم بكل الحرب، نحن اليوم في مسيرة تصاعد، حربنا يوماً بعد يوم ننتصر فيها، ووصل الأمر الآن بالكيان الصهيوني أن يعلن نتنياهو أنه يمنع اليهود من الدخول إلى المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان لأنه لم يستطع أن يفرض هذا الأمر وصواريخ المقاومة التي انهالت عليه من كل جوانب فلسطين، صح قبضوا عليهم بمصر، لكن مجرد أن يركبوا منصة بمصر هذه المرة قبضوا عليهم، المرة الثانية تنجح. وفي الأردن والجولان وغزة وفي لبنان، معنى ذلك أن الحصار استحكم، أي نحن بهذه المعركة انتصرنا، لكن ليس معناه أننا انتصرنا بالحرب، الحرب ما زالت مستمرة وما زالت في وتيرة متصاعدة، نحن اليوم أمامنا فرصة تاريخية ذهبية والتي هي أن المجتمع الصهيوني يتفكك من الداخل، يتقاتلون فيما بينهم مصداقاً لقوله تعالى:” يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ”، إذا هؤلاء أصبحوا مترافقين أيدي المؤمنين تعمل ولله الحمد، وأيديهم أيضاً تشتغل فالدولة تنهار من الداخل، لذلك نحن أمام الوعد الإلهي أن يتحقق على أيدينا، أنها نعمة عظيمة أن يتحقق على أيدينا هذا الوعد”.
========== ر.ع
مصدر الخبر
للمزيد Facebook