آخر الأخبارأخبار محلية

صواريخ الجنوب: غياب للمعارضة وتضعضع لوساطة باريس

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: لم يُحدث إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان رد فعل سياسياً بالمعنى الواسع كما كان يفترض. انشغال المعارضة بالانتخابات البلدية أبعدها عن الحدث. فيما بدت باريس الأكثر إحراجاً، تجاه السعودية في وساطتها مع المرشح الرئاسي سليمان فرنجية.

خلق الحدث بذلك زاوية جديدة في وضع لبنان عموماً وفي الملف الرئاسي، سينسحب حكماً على وساطة باريس في شقها المتقاطع مع دور حزب الله. إذ بدت باريس الطرف الأكثر إحراجاً، فأي التزامات أمنية وأجوبة تنقلها إلى السعودية، وأي تعهدات يمكن أن تعطى بمعزل عن الحدث الأمني ومندرجاته السياسية محلياً وإقليمياً.
خلق الحدث بذلك زاوية جديدة في وضع لبنان عموماً وفي الملف الرئاسي، سينسحب حكماً على وساطة باريس في شقها المتقاطع مع دور حزب الله. إذ بدت باريس الطرف الأكثر إحراجاً، فأي التزامات أمنية وأجوبة تنقلها إلى السعودية، وأي تعهدات يمكن أن تعطى بمعزل عن الحدث الأمني ومندرجاته السياسية محلياً وإقليمياً.

ما جرى وضع الدول العربية، وفي مقدمها السعودية، أمام اختبار التعامل مع احتمالات رد إسرائيلي واسع النطاق على لبنان فلا تعود تنفع معه أي أجوبة طمأنة ومحاولات تطمين بتعهدات رئاسية في شأن العلاقة مع حزب الله أو مع سوريا أو إيران. وهذا من شأنه كذلك أن يفتح أمام محاوري السعودية الباب نفسه، فكيف يمكن طمأنتها حيال أي تصعيد تداخلت فيه أطراف فلسطينية وإقليمية، وقت لا تزال تتعاطى مع اتفاقها مع إيران، على قاعدة أن كل ساحة منفصلة عن الأخرى. وهذا من شأنه أن يزيد شكوكها في شأن احتمالات الحل النهائي في لبنان، ويعزز لديها عجز معظم القوى على مواجهة امتلاك حلفاء إيران قرار الحرب والسلم.
في المقابل، وفيما يضع الأمين العام لحزب الله اللمسات الأخيرة على خطابه المرتقب ربطاً بأحداث الجنوب في يوم القدس العالمي، لم تجد قوى المعارضة، ومعها التيار الوطني الحر، منفذاً للهرب من مواجهة صواريخ الجنوب وأسبابها الحقيقية، سوى بالانشغال بالانتخابات البلدية. فقد مرّ حدث إطلاق الصواريخ وكأنه لم يكن، وجاءت ردود الفعل المحلية أقل من المتوقع، ولم يعكس حجم التعاطي مع متغير بهذا الحجم ودلالاته، خطورة الحدث كما جرى التعبير عنها إقليمياً ودولياً. وفي هذه اللحظات بالذات انصرفت القوى السياسية المعارضة، ومعها التيار الوطني الحر، عن التطور الإقليمي، إلى معالجة إشكالات العائلات والمحازبين في القرى والبلدات لتسجيل انتصارات بلدية، من دون أن تظهر أي حركة مضادة أو عالية السقف تجاه ما حصل. وفعلياً لا يمكن استيعاب حجم انخراط هذه القوى، المسيحية في غالبيتها، في الانتخابات البلدية إلى الحد الذي حفلت فيه الأيام الماضية في موازاة إطلاق الصواريخ بحملات اتصالات ولقاءات تمهيداً للانتخابات التي قد ترجأ.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى