آخر الأخبارأخبار محلية

صواريخ الجنوب: ثغرة استنزاف للقرار 1701 وعرقلة للاتفاق الإيراني السعودي

كتب احمد الايوبي في”نداءالوطن”: جرى ربط القصف الذي انطلق من الأراضي اللبنانية بالتصعيد الإسرائيلي في القدس واقتحام المتطرفين الصهاينة للمسجد الأقصى، كتبرير لخرق القرار 1701 وتحريك الجبهة الجنوبية من دون ظهور حزب الله في الواجهة، وهو أمر حرص الجانب الإسرائيلي على التأكيد عليه وتحميل حركة حماس المسؤولية، وقد غطى الحزب إطلاق الصواريخ من خلال تصريح رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين اعتبر فيه أنّ “المسجد الأقصى ليس وحيداً والنيل من مقدساتنا سيُلهِب المنطقة”، واستمرّ الحزب في تغطية ما جرى من خلال موقف أمينه العام حسن نصرالله الذي اعتبر أنّ “الأحداث في جنوب لبنان وفلسطين واعتداءات الصهاينة على سوريا الأسبوع الماضي” كلها “مرتبطة”.

وضع نصرالله أحداث الجبهة السورية في موازاة الجبهة اللبنانية التي كانت خامدة وقرّر تسخينها في مرحلة تلمّس تطبيق الاتفاق الإيراني السعودي وبالتوازي مع إخفاقه المتواصل في فرض مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية.

إستفاد الحزب شعبياً وفي عملية التعبئة من الاستنتاج الذي يقول إنّه يقف وراء إطلاق الصواريخ تضامناً مع أهل القدس لأنّه بدون إرادته لا يمكن لأحد إطلاق رصاصة عبر الحدود في المناطق الحدودية.

جاء إطلاق الصواريخ من الجنوب في لحظة سياسية داخلية حساسة مع ارتفاع أسهم قائد الجيش العماد جوزاف عون الرئاسية لدى العواصم الدولية والعربية باستثناء باريس، حيث يحاول الحزب استثمار الحدث للردّ على الحملة التي شنّها الجيش مؤخراً ضدّ عصابات المخدرات في البقاع من دون التنسيق المسبق مع الحزب، خارقاً الحدود التي يحرص الحزب على رسمها للجيش في ملف المخدِّرات، الأمر الذي اعتبرته قيادة الحزب تقديم أوراق اعتماد من العماد جوزاف عون لدى الجهات الدولية والعربية، وقد لمست أوساط متابعة للشأن الدبلوماسي أنّ هذه المقولة بدأت تتسرّب عبر القنوات الناشطة في الملف الرئاسي في محاولة لتصوير أنّ الجيش غير قادر على ضبط الحدود من دون “حزب الله” في الجنوب وأنّ الحزب وحده الضمانة للاستقرار، مع تناسي أنّ المسؤول الأول هو السلطة السياسية وأنّ الجيش يقوم بأكثر مما عليه داخلياً وفي دوره على الحدود.
تشير المعطيات إلى أنّ إطلاق الصواريخ لن يتوقف في المرحلة المقبلة برعاية “حزب الله” وهذا يرفع مستوى المخاطر لأنّ الإسرائيليين وضعوا بنك أهداف لمراكز حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومن الصعب ضمان عدم انزلاق الأمور إلى اشتباك واسع، خاصة أنّ حسن نصرالله سبق له أن حذّر من ضرب الفلسطينيين وغيرهم على الأراضي اللبنانية كما أشرنا في تقرير سابق.

أمّا عنصر التوتّر الموازي فهو استمرار العمليات الفدائية في الضفة وفي الداخل الإسرائيلي وهي وتيرة سوف تتصاعد في الفترة المقبلة، كما أنّ القمع الصهيوني سيتصاعد في القدس وسيواصل المتطرفون الصهاينة الذين باتوا جزءاً من حكومة نتنياهو محاولات إعلان يهودية المسجد الأقصى وتقسيم الحرم القدسي مع إصرارهم على تنفيذ طقوس الذبائح وهذا عنصر تفجير شديد الخطورة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى