كيف تَرضى السعودية في لبنان ولا تَغضب إيران؟
كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: كل المحاولات التي أجراها أركان السلطة في لبنان، على مدى العام الفائت، لتصحيح الاهتزاز الذي أصاب العلاقات مع دول الخليج، والمملكة العربية السعودية تحديداً، لم تكن لها أي قيمة واقعياً.
فالعهد السعودي الحالي لم يعد مستعداً لخوض التجارب العبثية التي اختبرتها الرياض طويلاً مع قوى السلطة في لبنان. ولم تعد «الواسطة» التي يبرع فيها بعض اللبنانيين، وعمليات تبويس اللحى، كافية لإقناع الخليجيين بمدّ اليد إلى لبنان ودفع الدولارات. وتبين أن هذا الزمن انتهى إلى غير رجعة.
في العمق، ورقة 2022 تبقى هي الخلفية الحقيقية للحراك السعودي، والخليجي عموماً. فلا دعم للحكومة اللبنانية ولا مساعدات ما لم تلتزم البنود «القاسية» التي تعني عملياً نقل الحكومة اللبنانية من صف إيران و«حزب الله» إلى صفٍ متوازن ومحايد على الأقل. والتفاصيل واضحة في بنود الورقة.
والهدف السعودي لم يتبدّل على رغم التوصّل إلى اتفاق بين الرياض وطهران. وعلى العكس، يعتقد السعوديون أن التوافق مع إيران يجب أن يشكل الغطاء المناسب لضبط نفوذ «حزب الله» في لبنان والمنطقة العربية عموماً. وهذا ما يفسِّر تشدُّد السعودية في مواقفها تجاه طاقم السلطة في لبنان، وعدم ثقتها في الوعود التي يقطعها.
الإيرانيون من جهتهم لن يقبلوا خسارة مواقعهم الاستراتيجية في رأس «الهلال الشيعي»، ولن يتخلوا عن بوابة البحر الأبيض المتوسط والتماس مع إسرائيل، من دون مقابل. وبالتأكيد، هم سيدعمون «حزب الله» ليصمد في وجه الضغوط. ولكن، على الأرجح، وضمن الصفقة الشرق أوسطية الكبرى، قد يوافق الإيرانيون في لبنان على تسوية يمكن أن تُطَمْئن المملكة.
وسيكون عنوان الحراك المقبل، بين السعودية وإيران، هو إيجاد الصيغة السحرية التي تُرضي الرياض ولا تزعج طهران، من اليمن إلى لبنان. فهل ينجح الصينيون، البارعون بألعاب الخفّة، في تحقيق هذا الهدف؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook