في مياه الشرب.. عنصر خطر قد يتسبب بمرض التوحد!
حدد علماء وجود صلة بين مستويات الليثيوم في إمدادات المياه في الدنمارك وزيادة فرص أن يصاب الأطفال بمرض التوحد في وقت لاحق.
والليثيوم عنصر موجود بشكل طبيعي ودواء شائع الاستخدام لعلاج اضطرابات المزاج، وسبق أن ارتبط الإجهاض والتشوهات القلبية عند الأطفال الحديثي الولادة باسم الليثيوم. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ارتباط اضطراب طيف التوحد (ASD) به.
واستخدم الباحثون قواعد بيانات المرضى ومعلومات السجل المدني لتحديد حالة الأطفال المولودين بين عامي 2000 و2013 ذات الصلة بتشخيص اضطراب طيف التوحد أو بدونه، التي تم تعيينها عبر 151 محطة مياه عامة مختلفة (تمثل إمدادات المياه لنحو نصف سكان البلاد).
وتم تقسيم تركيزات الليثيوم في الماء إلى أربعة أجزاء متساوية، مع تحديد التعرض لليثيوم قبل الولادة لكل ربع. وارتبطت المستويات في الربعين الثاني والثالث بارتفاع خطر تشخيص التوحد بنسبة 24 إلى 26% مقارنة بالربع الأدنى. وفي الربع الأعلى، كان مستوى الخطر هذا أعلى بنسبة 46%.
ومن بين 8842 مشاركا في الدراسة مع تشخيص التوحد، جاء 2850 من مناطق كانت فيها مستويات الليثيوم في مياه الشرب في الربع الأعلى، مقارنة بـ 1718 من الربع الأدنى.
وقال عالم الأعصاب وعالم الأوبئة بيت ريتز، من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس: “في المستقبل، قد تصبح مصادر الليثيوم البشرية المنشأ في الماء أكثر انتشارا بسبب استخدام بطارية الليثيوم والتخلص منها في مدافن النفايات مع احتمال تلوث المياه الجوفية”.
ومن المعروف أن الليثيوم قادر على عبور المشيمة والحاجز الدموي الدماغي للجنين، وقد تم بالفعل البحث في إمكانية تأثيره على إشارات ومسارات معينة في الدماغ النامي.
ويستخدم الليثيوم أيضا على نطاق واسع كموازن للمزاج لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات ثنائية القطب والاكتئاب. كما تم ربط المستويات العالية من الليثيوم في مياه الشرب بانخفاض معدلات الانتحار، ما أدى إلى الحجج القائلة بإمكانية إضافة العنصر بشكل مصطنع إلى إمدادات المياه.
وستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستقصاء هذه العلاقة بشكل أكبر لتجاوز قيود الدراسة. وفي المستقبل، يمكن للباحثين تضمين استهلاك المياه، على سبيل المثال، بدلا من استخدام مصدر مياه الشرب المحلي كوسيلة لتقدير التعرض.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook