الوكالة الوطنية للإعلام – ياسين في ورشة لوزارة البيئة عن إدارة الكوارث: يلزمنا قواعد للتعامل مع الكوارث وتجهيزات واختصاصات وخطط عامة وخاصة
وطنية – نظمت وزارة البيئة بالتعاون مع مؤسسة “هانز زايدل” والمجلس الوطني للبحوث العلمية ورشة عمل بعنوان “كيف نتكيف مع الكوارث الطبيعية والمناخية”، شارك فيها باحثون واختصاصيون من الجامعات اللبنانية ومراكز الابحاث والوزارات المختصة والاعلام.
تحدث في جلسة الافتتاح منسق الورشة حبيب معلوف عن الظروف التي دعت الى تنظيمها “ولا سيما بعد الهزات الارضية التي ضربت المنطقة وبينت ضعف الاطار العلمي المواكب بالاضافة الى انعدام الاستعداد الرسمي والأهلي لهكذا انواع من الكوارث، بالإضافة الى ضعف التخصص الاعلامي المواكب الذي كان يعظم الاشياء الصغيرة ولا يعرف التعامل مع الكوارث الكبرى. كما تحدث عن بداية الكوارث المناخية التي بدأت تفرض نفسها على لبنان والعالم لا سيما مع المظاهر المناخية المتطرفة من فيضانات وجفاف وأمراض جديدة وعدم القدرة على مقاربتها بأفضل السبل الممكنة”، واعتبر أن “الفوضى التي حصلت في كيفية مواجهة الكوارث كارثية ايضا”، شارحا كيف تم اختيار المشاركين في هذه الورشة “بهدف صياغة توجه معين ووضع برامج في كيفية كل هذه الانواع من الكوارث المنتظرة”.
غريب
تحدث في جلسة الافتتاح انطوان غريب ممثلا مؤسسة “هانز زايدل” ناقلا تحيات المسؤولين في المؤسسة في الاردن، شارحا تاريخية هذه المؤسسة واهمية موضوع ادارة الكوارث وهذه الورشة من ضمن سلسلة الورش التي تنظمها المؤسسة مع وزارة البيئة.
الزين
تحدثت الامينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين التي شرحت كيف تعامل لبنان والمركز الوطني للبحوث العلمية الذي يشرف على مراكز قياس الهزات الأرضية ويقدم تقارير للحكومة عن قوتها ومصادرها، بالاضافة الى مهامه الاستشارية العلمية الاخرى، والتي يفترض أن تعمل على إنشاء مراكز للانذار المبكر.كما تحدثت عن دور العلم والاعلام معتبرة أنه “ليس من مهمة العالم او الخبير او المتخصص ان يطمئن”، داعية أن يكون هناك “أخلاقيات للبحث العلمي وشرعة اخلاقية للاعلاميين”، كما دعت الى “تدريس مواد متعلقة بإدارة الكوارث في الجامعات”.
ياسين
ثم كانت كلمة وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين الذي رحب فيها بالحضور وباستمرار التعاون مع مؤسسة “هانز زايدل”، واعتبر أن “موضوع إدارة الكوارث بات موضوعا مركزيا واولوية في لبنان، لا سيما بعد بداية موسم الحرائق باكرا هذه السنة وللمرة الاولى بتاريخ لبنان في شهر شباط، حين ارتفعت الحرارة بشكل غير مسبوق”، واعتبر أن “لبنان لم يكن حاضرا للتعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الهزات الأرضية ولا مع الفيضانات كما حصل مع بداية فصل الشتاء هذا العام. هناك قواعد للتعامل مع الكوارث وتجهيزات واختصاصات يجب أن تتبلور وان هناك خططا عامة وخاصة يجب أن يتم وضعها، وان العبرة في النهاية أن يكون هناك تطبيقات واستعدادات على المستوى المحلي”. وأعطى مثلا عن كيفية تطبيق ذلك في ادارة حرائق الغابات العام الماضي وعلى نجاح تجربة “المستجيب الأول” للتعامل مع الحريق، اي فرق العمل الصغيرة في المناطق المدربة والمجهزة للتدخل السريع والتعامل مع كوارث الحرائق وكيف انخفضت الحرائق العام الماضي لأكثر من 70% عن معدل الأعوام السابقة، بسبب تطبيق هذه المنهجية في التعامل مع الكوارث.
براكس
أجابت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء الدكتورة مارلين براكس في الجلسة الثانية عن سؤال: ماذا تقول الدراسات الزلزالية عن خطر الزلازل في لبنان؟ وعرضت خرائط على الفوالق الرئيسية في المنطقة وتلك الفرعية، بالاضافة الى الدراسات التاريخية عن الموضوع لمعرفة ماذا حصل سابقا والفوارق الزمنية بين زلزال وآخر، معتبرة أن “قراءة تاريخ الزلازل اختصاص بحد ذاته، يبدأ التأكد أولا من الروايات والقصص القديمة حول الزلازل ومن أسماء الأماكن والتواريخ وينتهي بدراسات مقارنة التي تفتح افق في كيفية ترقب زلازل جديدة. معتبرة أن منطقة الشرق الأوسط هي الاغنى تاريخيا في التاريخ الزلزالي وان هناك 45 دراسة تتحدث عن الهزات تاريخيا”. كما شكت وجود نقص في الاختصاصات ذات الصلة لا سيما في دراسة تاريخ الزلازل المهمة، شارحة طريقة عمل المركز الذي ترأسه في تسجيل الهزات وكيفية التواصل مع مراكز مشابهة في المنطقة والعالم وكيفية إصدار المعلومات والبيانات والتقارير”.
عبدالله
تحدث في الجلسة مدير الابحاث في المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور شادي عبدالله عن الانذار المبكر للكوارث الطبيعية ، معتبرا أن “نجاح الدول في وضع برامج للانذار المبكر قبل حصول الكوارث او للتنبيه عن احتمال وقوعها، يساهم كثيرا في التقليل من خسائرها وإضرارها”.
مولى
تحدثت في الجلسة الثالثة المستشارة البيئية الاولى لهيئة ادارة قطاع البترول دارين مولى عن كيفية ادارة حالات الطوارئ في قطاع النفط والغاز، عارضة السيناريوهات في حال حصول حوادث تسرب وتلوث نفطي، عارضة كيف يمكن ادارة حالات الطوارئ في حال حصول حادث او كارثة تلوث نفطي”.
معلوف
كما تحدث حبيب معلوف عن كيفية تصنيف الكوارث والتنبيه عنها، معتبرا أن “تصنيف الكوارث وتحديدها مهم جدا لناحية وضع الخطط وتحضير التجهيزات اللازمة للمعالجة والقيام بتدريبات خاصة لفرق متخصصة”، معتبرا أن “حريق غابة يتطلب معدات وتدريبات خاصة تختلف عن حريق في المدن والأماكن السكنية، كذلك الأمر بالنسبة لعمليات الإنقاذ من زلزال او من فيضانات”. كما تحدث عن “ضرورة التمييز بين كارثة انسانية واخرى طبيعية، اذ يتم تحميل المسؤوليات في البداية تمهيدا للتقاضي ورفع الدعاوى القضائية ربما. وهذا يفتح على اختصاصات جديدة وتخصصات دقيقة إن لناحية تخصص القضاة وإن لناحية تخصص المحامين وإن لناحية تخصص الخبراء المحلفين في المحاكم، ما يفتح ايضا على اختصاصات جديدة في الجامعات ومعاهد التعليم والابحاث”.
كما أشار ألى أن “الامم المتحدة العام الماضي كانت قد تعهدت بان يصل لكل انسان العلومات والانذار المبكر في حلول العام 2027 وخصصت ما يقارب ثلاثة مليارات دولار لإنشاء أنظمة الانذار المبكر للكوارث حول العالم، وهذا ما يتطلب استخدام انواع من الاجهزة الحديثة للابلاغ غير تلك التي كانت تعتمد على المناداة عبر مكبرات الصوت او الاجراس والمآذن. وقد طرح بعض الأسئلة في هذا المجال حول ماذا كان بالإمكان تزويد كل سكان الارض بهاتف نقال ، كون احدث طرق الانذار هي عبر تطبيقات عبر هذه الوسيلة العالمية”.
نمر
كما تحدث في هذه الجلسة الاخيرة من اليوم الأول الاختصاصي في الزلازل في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور طوني نمر الذي أكد أنه “يقارب مسألة الزلازل كوارث إنسانية إن من ناحية الصناعات الاستخراجية سحب المياه والمعادن والمناجم والوقود الاحفوري بالإضافة الى استخراج الحرارة الأرضية وتقنيات التكسير الصخري لاستخراج الغاز بالإضافة الى ضخ الغازات لا سيما ثاني اوكسيد الكربون في الارض واثر كل ذلك على استجلاب الزلازل، او لناحية إنشاء السدود بأوزان ضخمة والتي تساهم ايضا في استجلاب الزلازل”.
الياس
في اليوم الثاني الجلسة الاولى تحدث استاذ الجيوفيزياء في الجامعة اللبنانية الدكتور عطا الياس عن “دور العلم بين الكوارث والمجتمع وعن زلزال 6 شباط الذي اعتبره حدث طبيعي تحول الى كارثة بسبب سلوك الانسان والمجتمع والدول”. ورأى أن “المجتمع لا يستطيع أن يفسر الظواهر الطبيعية وهو طالما كان يردها الى رسائل إلهية وقدرات فوق الطبيعة”، كما تحدث عن العلاقة بين الكارثة وفساد السلطة والمجتمع ومحاولات الاستفادة من المعونات والتعويضات والاستثمار في الكارثة. ثم تحدث عن دور العلم الذي “يفترض به أن يفسر حقيقة هذه الظواهر ويقدم الإطار الحسي للتفسير، واطار يسمح بتوقع كوارث اخرى. كما تحدث عن “اطار عمل هيوغو” الذي صاغته الامم المتحدة العام 2005 ليضع قواعد التعامل مع الكوارث وهو الذي يتحدث عن دور العلم في تحديد الأخطار وتعميم المعلومات والبيانات واسس التعليم والتدريب”. وحذر من النزاع العلمي العلني بين العلماء والخبراء والذي يخفض من مصداقية العلم ويدفع الناس الى العودة الى الاسطورة والغيب في التفسير، مع الاشارة الى أن علم الجيولوجيا قد استفاد كثيرا من الصناعات الاستخراجية وصناعة الاسلحة والحروب لكي يتقدم في جوانب ويتاخر في جوانب اخرى. موصيا الجامعات بتدريس مادة الجيولوجيا كعلم”.
سليمان
تحدثت في الجلسة المهندسة شذى سليمان من مؤسسة المواصفات والمقاييس (ليبنور) عن دور هذه المؤسسة الرسمي في وضع المقاييس والمعايير للكوارث وكل ما يؤثر على السلامة العامة، من زلازل وحرائق وانهيارات للتربة وفيضانات، لاسيما في قطاع البناء.
في الجلسة الثانية تحدث الدكتور نديم فرج الله من الجامعة الاميركية عن الكوارث الناجمة عن تغير المناخ. وتحدث عن الدراسات المتعلقة بزيادة المتساقطات وتسببها بالفيضانات. كما تحدث عن حرائق الغابات المتكررة التي تتسبب بانجراف التربة.
متري
وتحدث الدكتور جورج متري من جامعة البلمند عن إدارة حرائق الغابات، معتبرا ان “نسبة 90% منها لاسباب انسانية ومفتعلة”. ووضع الأسباب الرئيسية لحرائق الغابات ما يتعلق باستخدامات الاراضي لناحية التحطيب والزراعة والعمران والصيد والقسم الآخر المستجد ما يتعلق بتغير المناخ لاسباب انسانية ايضا. واشار الى الوتيرة التصاعدية للحرائق كما هو ملاحظ كل سنة. واستعرض خريطة بين فيها الاماكن الحساسة التي تصنف خطرة جدا لاحتمال وقوع حرائق لاسيما في شهر ايلول الذي يعتبر شهر الذروة.” واشار الى معدل احتراق الغابات في لبنان عال جدا وهو بحدود 1500 هكتار سنويا وبمعدل 167 حريق بالسنة… لاسيما في الفترة الممتدة بين 19 نيسان و6 تشرين الثاني.
عقل
تحدث رئيس مصلحة الدوائر الاقليمية في وزارة البيئة جورج عقل عن دور هذه الوزارة في تلقي الشكاوى من كل المناطق وعن انواع هذه الشكاوى وعن متطلبات هذه الدوائر. كما اشار الى “مشاكل النزوح السوري في المناطق التي زادت الضغوط كثيرا على الموارد كافة بنسبة 25% وكان لها اثار ضارة جدا وفاقمت المشاكل الموجودة اصلا . كما تحدث عن ضعف الرقابة البيئية التي كان على وزارة البيئة أن تقوم بها ، وان هذه الاخيرة كانت بحاجة الى 40 مراقبا بيئيا ليشكلوا الضابطة البيئية لم يتم توظيف احد منهم”.
سركيس
تحدث في هذه الجلسة ايضا المهندس راشد سركيس من نقابة المهندسين ورئيس جمعية تعنى بالزلازل، مؤكدا انه بـ “الامكان التكيف مع الكوارث بتدعيم البناء او البناء على قواعد السلامة من الكوارث للابنية الجديدة”، معتبرا أن “المرسوم المتعلق بالشروط الالزامية لسلامة البناء وتأمين المباني من الكوارث والشروط المعايير الواجبة والتدقيق الفني كلها موجودة في هذا المرسوم الذي صدر العام 2005.وان البناء المقاوم للزلازل لا يقاس على مقياس ريختر”. كما تحدث عن “مرسوم السلامة العامة الصادر العام 2012 الذي حدد الارتفاعات والتدقيق الفني الالزامي فوق الـ20 مترا أي فوق الـ7 طبقات”. كما تحدث عن “كيفية تدعيم الابنية بعد أن عرض صورا عن زلازل وانهيار ابنية شارحا كيف تسقط وكيفية البناء المقاوم والتدعيم. موصيا بـ “قانون جديد للسلامة العامة يأخذ في الاعتبار التطورات التي حصلت في العلم والمواصفات واتباع أطر حديثة في مجال المراقبة على البناء والاعمال الاستباقية المطلوبة”.
معلوف
اما في الجلسة الرابعة والأخيرة التي خصصت لعلاقة الإعلام بالكوارث فقد تحدث فيها حبيب معلوف عن “التخصص في الاعلام العلمي وأخلاقيات العلم المعطوفة على اخلاقيات الاعلام التي يفترض أن يتوافقا على هذه الأخلاقيات بعد أن يتوافقا على اعتماد لغة علمية مشتركة ومبسطة من اجل الجمهور المستهدف”.
كما تحدث في هذه الجلسة الصحافي فؤاد بزي عن مهمة الصحافة العلمية في تعميم العلوم طارحا “كل الاشكاليات اللغوية والتخصصية التي تواكب هذه المهمة”.
وفي نهاية الورشة خرج المجتمعون بالتوصيات التالية: الرهان على دولة الدولة المسؤولة عن وضع السياسات وادارة الكوارث. وضع الاطار الاستراتيجي والعملاني الوطني والمحلي لمواجهة الكوارث على انواعها لاسيما تلك المناخية المتطرفة. التشدد في احترام المخطط التوجيهي في ترتيب الاراضي. وضع قانون جديد للسلامة العامة يأخذ بالاعتبار التطورات التي حصلت في العلم والمواصفات واتباع اطر حديثة في مجال المراقبة على البناء والاعمال الاستباقية المطلوبة. الاستمرار في دعم البحث العلمي الوطني بعد التدقيق في مصادر الدعم. استحداث اختصاص ادارة الكوارث في الجامعات وتفعيل تلك الاختصاصات المتعلقة بعلوم الطبيعة. تأكيد أهمية العلوم الجيولوجية بالاضافة الى البيولوجية. ضرورة تغيير الجامعات معايير تقييمها وسياساتها البحثية والخروج من بازار تصنيف الجامعات. ادخال مواد الهندسة الزلزالية في مناهج الهندسة المدنية والمعمارية لتصبح الزامية لجميع خريجي الهندسة. وضع شرعة اخلاقية للعلميين والاعلاميين. عقد ورشات تخصصية وتشاركية وتدريبية للاعلاميين والعلميين”.
============= ج.س
مصدر الخبر
للمزيد Facebook