آخر الأخبارأخبار محلية

تكهنات وتسريبات.. ما بعد زيارة فرنجية لباريس ليس كما قبلها؟!

 
إلى واجهة الأحداث، عاد ملف الانتخابات الرئاسية في الأيام القليلة الماضية، على وقع الحراك الخارجي الذي أخرجه من دائرة “الجمود”، وهو ما تجلّى خصوصًا من خلال الزيارة “المباغتة” التي قام بها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى باريس بدعوة من السلطات الفرنسية، حيث التقى عددًا من المسؤولين على رأسهم المستشار الرئاسي باتريك دوريل، في اجتماع كان الملف الرئاسيّ “الطبق الدسم” على مائدته.

Advertisement

 
ومع أنّ الزيارة بقيت بعيدة عن الإعلام، بغياب أيّ بيان رسمي فرنسي بشأنها، وأيّ تصريحات حولها، إلا أنّها فتحت العنان واسعًا للتسريبات والتكهّنات، التي انقسم أصحابها بين الرأي والرأي المضاد، فخرج من يضع الزيارة في إطار “تطييب الخواطر” من الجانب الفرنسي، لإنهاء مرحلة “ترشيح” فرنجية، ومن يصنّفها في العكس خطوة “جدية” في رحلته نحو بعبدا، في سبيل انتزاع بعض “التعهدات والضمانات” التي تعبّد طريقه نحو القصر.
 
وإذا كان الحكم على حقيقة ما تمخّضت عنه الزيارة ينتظر أداء رئيس تيار “المردة” في الأيام القليلة المقبلة، علمًا أنّ الرجل كان قبل الزيارة “متريّثًا” بانتظار إعلان ترشيحه بصورة رسمية، ريثما تنضج ظروف “ضمان” فوزه، فإنّ ثمّة من يجزم بأنّ “ما بعد الزيارة لن يكون كما قبلها”، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام عن انعكاساتها على المشهد الداخلي المعقّد والمتأزّم، وحقيقة ما يُحكى عن “تسوية” تقترب أكثر فأكثر…
 
في التوقيت والشكل
 
بمعزل عن النتائج المتوخاة والمتحققة من زيارة فرنجية إلى العاصمة الفرنسية، يتقاطع جميع الأفرقاء، مؤيدين لترشيح فرنجية ومعارضين له على حد سواء، عند تأكيد أهميتها في الشكل أولاً، وفي التوقيت ثانيًا، قبل الحديث عن المضمون ثالثًا، خصوصًا أنّها جاءت في سياق حركة إقليمية نشطة، يبدو أنّ لبنان سيكون جزءًا لا يتجزأ منها، ولو أنه لم يلمس حتى الآن أيًّا من انعكاساتها، وبالتحديد منذ إبرام الاتفاق السعودي الإيراني في الصين.
 
وفي التوقيت أيضًا، ثمّة من يشير إلى الحراك السعودي الفرنسي النشط أيضًا، على الخط اللبناني تحديدًا، بدءًا من اللقاء الخماسي الذي جمع ممثلين عن الرياض وباريس إضافة إلى واشنطن والدوحة والقاهرة، وصولاً إلى اللقاء الثنائي الذي عقد في الأيام الأخيرة، من دون أن يفضي إلى اتفاق، ما جعل كثيرين يعتقدون أنّ “استدعاء” باريس لفرنجية، إن جاز التعبير، جاء ضمن هذا السياق، وفي سبيل الحصول منه على إجابات على بعض الأسئلة.
 
ومع أنّ خصوم فرنجية يتمسّكون بالحديث عن “فيتو” سعودي شبه مُعلَن على رئيس تيار “المردة”، رغم أن التصريحات الرسمية للمسؤولين السعودية تتجنّب الدخول في “بازار الأسماء”، فإنّ هناك من يعتقد أنّ الزيارة قد تدحض هذه الفرضية، ولو بصورة نسبية، لتؤكد أنّ ما تريده الرياض هو رئيس قادر على “الالتزام” ببعض العناوين العريضة التي تخدم مصلحة لبنان أولاً، وعلاقاته مع المحيط العربي، وهو ما يؤكد فرنجية انخراطه فيه بشكل كامل.
 
ما بعد الزيارة
 
رغم أهمية الزيارة في الشكل والتوقيت، فإنّ الانقسام يبدو سيّد الموقف في مقاربة نتائجها، بين “تفاؤل” المؤيدين لترشيح لم يُعلَن رسميًا، والذين يعتبرون أنّ الزيارة من شأنها نقل هذا الترشيح إلى مرحلة متقدّمة، لم يصلها أيّ مرشح آخر للرئاسة، مُعلَنًا كان أم غير مُعلَن، وبين “تفاؤل” المعارضين المضاد بأنّ ورقة ترشيح فرنجية “احترقت”، وأنّ الفرنسيين اقتنعوا بصعوبة بل استحالة فوزه، بالنظر إلى الموقفين الداخلي والخارجي الواضحين في هذا الاتجاه.
 
لذلك، يقول العارفون إنّ “الترقب” في المرحلة المقبلة سيكون للحراك الذي قد يلجأ إليه رئيس تيار “المردة”، علمًا أنّ هناك ثلاثة احتمالات في هذا السياق، أولها أن يعمد إلى إعلان ترشيحه المؤجل منذ حصوله على دعم “الثنائي الشيعي”، رغم تحديده أكثر من موعد لذلك، وثانيها أن يعزّز بقاءه في المنطقة “الرمادية”، مع مضيّه في الترشيح حتى النهاية، وثالثها أن يخرج تلقائيًا من السباق، ممهّدًا بذلك لتحوّله من “مرشح أول” إلى “ناخب أول” في الاستحقاق.
 
ومع أنّ حسم أيّ من الخيارات الثلاث الواردة أعلاه يبقى سابقًا لأوانه، باعتبار أنّ كل السيناريوهات تبقى واردة، يقول العارفون إنّ انسحاب فرنجية ليس واردًا في الوقت الحالي، ليس فقط لأنه لم يعلن ترشيحه حتى يعلن انسحابه، ولكن أيضًا لأنّه لا يزال مصنّفًا من المرشحين “الأوفر حظًا”، وهي صفة لازمته منذ اليوم الأول لبدء “البازار الرئاسي”، وقد تكون زيارة باريس قد عزّزتها بشكل أو بآخر، خلافًا لما يروّج له خصوم الرجل لغايات معلومة مجهولة.
 
بمعزل عن نتائج زيارة باريس، وما سُرّب حول فحواها، يقول العارفون إنّ فرنجية يراهن على أنّ الظروف الإقليمية تميل لصالحه، ولو أنّ انعكاساتها تحتاج لبعض الوقت قبل ترجمتها، بدءًا من الاتفاق السعودي الإيراني، الذي يمرّ بمرحلة “اختبار”، وهو يصرّ على “انتزاع” التأييد السعودي لشخصه، بما يدحض فرضية “الفيتو”، التي لم تعد واقعيّة، خصوصًا في ضوء ما أثير في الساعات الأخيرة عن اعتزام السعودية دعوة الرئيس السوري إلى الرياض!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى