آخر الأخبارأخبار محلية

تخبّط وتصعيد يواكب التحرّك الفرنسي المتجدّد رئاسياً.. وبري على موقفه

على وقع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تثقل كاهل اللبنانيين، يحتفل المسيحيون الذين يتبعون التقويم الغربي بأحد الشعانين، استعداداً للدخول في اسبوع الآلام، وبعدها الاحتفال بعيد الفصح الأحد المقبل.

 

سياسياً، تتكثف المواقف والاتصالات على خط استحقاق رئاسة الجمهورية من دون ان يوحي ذلك بأن هذا الملف دخل في مرحلة حاسمة.

وفي هذا السياق كتبت” النهار”: حتى المعلومات القليلة التي تسرّبت من باريس في السّاعات الماضية لم تكن كافية لتبديد ملامح التخبّط الحاصل في الأجواء التي تواكب التحرّك الفرنسي المتجدّد على خطّ أزمة الاستحقاق الرّئاسي في لبنان وفي ظلّ استقبال أحد المستشارين الرئاسيّين الفرنسيّين لمرشّح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة الجمعة الماضي في باريس. إذ انه وسط طغيان الأجواء السلبية حيال فرص ترشيح فرنجيّة لم يكن منتظراً أن تقرّ باريس مبكراً بإخفاقها في فتح المسالك أمامه لبلوغ قصر بعبدا لأنّ ذلك سيعني حتماً الإقرار بإخفاق متجدّد للدور الذي تتطوّع له باريس في هذا الاستحقاق المصيري اللّبناني. ولذا ظلّت باريس تتحدّث في إطار يوحي باستكمال مساعيها لتسويق فرنجيّة في حين برزت في الدّاخل مواقف قياديّة وسياسيّة على جانبي معادلة الصّراع الرئاسي والسياسي تثبت أنّ الأمور لا تزال في عز تأزمها كما تترك ايحاءات إضافية حيال التراجع الكبير لفرص بقاء اسم فرنجية في الإمكانات الجدية المتاحة.

ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أمس عن مصدر فرنسي رفيع أنّ المستشار الرئاسي الفرنسي الديبلوماسي المستشرق باتريك دوريل الذي استقبل الجمعة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية والوزير السابق روني عريجي  حصل على بعض الضمانات المطلوبة فرنسيّاً ليعرضها على الجانب السعودي. وساد الكتمان الجهتَين الفرنسيّة واللبنانيّة حرصاً على المحادثات مع الجانب السعودي. ولكن الجانب الفرنسي أكّد لـ”النهار” أنّ المعلومات التي نُشِرت عن دعوة فرنجية من الرئاسة الفرنسية لكي تقول له أن ينسحب خاطئة وأنّ باريس تعمل على خط إنجاح هذه الصيغة.

ومن جهته، أعطى فرنجية لدوريل ضمانات حول عدم تعطيل عمل الحكومة الإصلاحية، معرباً عن رغبته بإنقاذ البلد من أزمته الاقتصادية مع التأكيد أنّه يُريد أفضل العلاقات مع السعودية. 

وقال المصدر الفرنسي الرفيع لـ”النهار” إنّ باريس مستمرّة على العمل بالاتّجاه نفسه، أيّ ضرورة ملحّة لإجراء الإصلاحات في لبنان مع رئيس حكومة إصلاحي ينفّذها، ورئيس مقبول من الأطراف اللبنانية الأساسية التي تلتزم بعدم تعطيل العمل الإصلاحي للحكومة الجديدة.

بدورها، كتبت” الديار”: قال مرجع نيابي بارز امام زواره إن “ما يجري اليوم هو مؤشر ايجابي مطلوب يساهم جديا في تحريك الاستحقاق الرئاسي، وعلينا انتظار استكماله والا نطلب الاحكام المسبقة على نتائجه”.

 

وأضاف: “إن كل ما يكتب او ينشر حول هذا الحراك وزيارة سليمان فرنجية لباريس لا يستند الى معلومات ومعطيات جدية بقدر ما هو تكهنات متنوعة ذات طابع سياسي واعلامي محلي”.

وفي المعلومات التي توافرت لـ “الديار” من مصدر سياسي مطلع ان السفيرة الفرنسية أبلغت مؤخراً فرنجية ان هناك تحفظات وهواجس عديدة تطرحها السعودية وهي بحاجة الى أجوبة.

ولفتت الى رغبة فرنسا بمعرفة اجوبته على هذه الهواجس العديدة، فطلب منها مهلة قصيرة لهذه الغاية. وبعد أيام، أبلغ فرنجية الجهات الفرنسية ان لديه الاجوبة الكاملة والمفصلة وانه مستعد لعرضها وشرحها للمسؤولين الفرنسيين .
وبناء عليه، حددت باريس موعدا لزيارة فرنجية ولقاء المستشار الرئاسي دوريل في الاليزيه.

وقال المصدر إنه حتى الامس لم تتسرب اية معلومات عن نتائج الزيارة، لكنه اشار الى ان فرنجية اطلع الفرنسيين على ما يمكن وصفه ضمانات لكل الهواجس التي تطرحها السعودية حول انتخاب رئيس الجمهورية ومرحلة ما بعد الانتخاب.

ورغم قلة المعلومات عن زيارة فرنجية، قالت مصادر مطلعة لـ « الديار» ان  مراجع لبنانية وصفت نتائجها بانها غير سلبية، لكنها غير حاسمة في الوقت نفسه.

وعلى الصعيد الداخلي، لم تطرأ معطيات جديدة حول الاستحقاق الرئاسي بانتظار جلاء الصورة في الخارج.

وقال مصدر نيابي في كتلة التنمية والتحرير لـ”الديار” إن موقف الرئيس بري واضح، فهو لن يدعو الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية ما لم يلمس انها ستكون حاسمة ومنتجة وان تؤدي الى انتخاب الرئيس الجديد، وانه لا يريد ابدا تكرار تجارب الجلسات السابقة.

واضاف انه من غير المقبول بعد اعلان دعمنا ترشيح فرنجية ان يستمر الطرف الاخر في تجاهل المعطى الجديد والا يقدم على اعلان مرشحه الجدي، مشيرا الى ان مثل هذه الخطوة تساهم في مقاربة جدية للاستحقاق الرئاسي.

وقال مصدر نيابي في اللقاء الديمقراطي لـ”الديار” ان حسم الاستحقاق بات ضرورياً اليوم قبل الغد، لكن المعطيات الداخلية والخارجية حتى الان لا تؤشر الى ان تطورا حاسما قد طرأ على هذا الملف، وأضاف: “يبدو ان هناك ترقباً لنتائج الاتفاق السعودي الايراني”.

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى